عندما أطل اليوم الحادي عشر من آب 2201، لم يسقط نيزك ناري على مدينة النور باريس، والتقط العالم أنفاسه، فهذا اليوم تحديداً هو اليوم الذي يبدأ فيه تعرض العالم للكوارث حسب توقعات المنجم نوسترداموس الذي عاش في القرن السادس عشر، وسبق وتنبأ بحروب وكوارث حدثت كلها في المواعيد التي تنبأ بها! الذي حدث كان خارج التوقعات تماماً، فقد فوجئ سكان مدينة نيويورك بحشرة عنكبوتية هائلة بحجم الديناصور تتجـــــول صباحاً في شوارع المدينة المكتظة بالسيارات والمارة، وتثير الهلع والدمار في نفوس السكان المذعورين.. وتم استــنفار قيادة الجيش، وأرسلت مدافع تحمل قنابل نووية تكتيكية صغيرة
للفضاء على الحشرة الماردة، التي أصابها الذعر وأصبحت تركض بقفزات هائلة في شوارع المدينة المنكوبة، وحيث قادتها وحدات آلية لمنطقة نائية خارج المدينة ونجحت مروحية ضخمة في إصابتها بقذيفة نووية حولتها لأشلاء ممزقة.. وقامت فرق الدفاع المدني بإنقاذ الجرحى وإخلاء جثث الموتى.. وتحدثت وكالات الأنباء المتلفزة عن أخبار مماثلة تفيد بتعرض مدن كبرى مثل ريودي جانيرو، موسكو، لندن القاهرة وكلكتا لكوارث مشابهة ناتجة عن هجوم حشرات عنكبوتية ضخمة كاسرة تعيث دماراً وقتلاً، وأفادت قيادات الجيش في هذه الدول بعدم جدوى استخدام الأسلحة النارية العادية بل إنها تستفز عدوانية هذه الحشرات الذئبية وتزيد من شراستها!! وطلبت معونة ‘نووية’ عاجلة لاستخدامها في الفضاء على العناكب الكاسرة! وأفاد عالم الحشرات الشهير البرفسور رامز بأن هذه الحشرات مخلوقة من خلايا معدنية تشبه السبائك المعدنية المقواة لذا يصعب مواجهتها بالأسلحة النارية التقليدية، والذرة هي السلاح الوحيد القادر على تخليق حرارة فائقة تؤدي لصهر مكونات الحشرات وتدميرها.. ولاحظ العالم الشهير وجود أجهزة إرسال متطورة مركبة على قرون الاستشعار مما يعني أن هذه الحشرات الهائلة ما هي إلا طلائع كشافة وظيفتها الاستطلاع والتخريب والتجسس، وهي مقدمة لهجوم حشري كاسح يهدف احتلال الأرض وإبادة الجنس البشري! واكتشف علماء النازا سر الهجوم الحشري، حيث تم رصد نيزك يقترب مسرعاً من الأرض، وهو يقترب بسرعة هائلة، ورصد المنظار ‘هابل’ تشكيلات حشرية، ولوحظ أن مراكب فضائية
خاصة تقوم بقذف الحشرات العنكبوتية على المدن الكبرى كطلائع لهجوم قريب كاسح، وأكد المارشال هنري وجود نية تدميرية عندما قال: ليس هذا هجوماً تخريبياً مجرداً، بل تنفيذاً لخطة مدروسة، فالهجوم لا يقتصر إلا على المدن والعــــواصم الكبرى، والعناكب الذئبية تبدو بالرغم من وحشيتها الهائلة وكأنها تعرف ما تريد! أجل إنها تعي تماماً هدفها.. إن هجومهـــا ليس عــــملاً انتحــــارياً بطــــولياً!! وإنما عملاً مخططاً ذو مقاصد عدة.. وضحك الحاضرون في المؤتمر الصحفي وعلق أحدهم ساخرا لقد… قضت البشرية على مفهوم البطولة كلياً في دخولها القرن الحادي والعشرين وتعميقها لمفاهيم ‘العولمة’.. وبقي أن تستخدم هذا التعبير الفذ في وصف ‘”لحشرات الغازية! هكذا استنفر العالم كافة قدراته وإمكاناته وسخر طاقات شعوبه وتم تجنيد أعداد غفيرة من الجيوش بعد أن تم تدريبها على استخدام الأسلحة التكتيكية، وركزت الدول الكبرى جهودها لصنع مركبات فضائية لإرسال الجيوش الأرضية العالمية لمواجهة النيزك الحشري قبل وصول الحشرات للأرض.. واستمتع عالمنا الأرضي بسلام دولي مؤقت نادر، حيث ذابت مشاعر الكراهية والتمييز العرقي، وصوب الجميع وجوههم للسماء، وارتفعت الأكف بالدعاء.. وتمنى الجميع التوفيق لجنود الأرض في معركتهم المصيرية القادمة، والتي حددت بعد شهرين من انطلاق المركبات الفضائية.. وكثرت الصلوات في المساجد والكنائس والمعابد البوذية والهندوسية حتى الوثنيون أقاموا طقوس خاصة قاموا خلالها بحرق عدد هائل من العناكب الأرضية الصغيرة، وكان القتل يتم بطريقة شعائر به بطيئة
مصحوباً بترانيم سحرية.. ووصف كبير الكهنة ما حدث قائلاً ‘لقد نجحنا.. لقد حدث وميض هائل في النيزك الحشري!’. وعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، حيث تم تجميد كافة الصراعات والخلافات، وتم الاتفاق على العودة إلى الله، وأفاد رئيس دولة عظمى: لو نجونا هذه المرة فسيكون هذا بفعل قدرة إلهية، فهناك رغبة كونية في استمرار الحضارة البشرية.. وإذا ما نجحنا في اجتياز هذه التجربة القاسية فأول ما يجب أن نقوم به كبشر متحدين هو أن نصلي لله شاكرين. ولكن الطريف أن شيئا من هذا ‘الخيال العلمي’ لم يحدث، وعاش سكان كوكب المعمورة عقدا جديدا من القرن الحادي والعشرين، تخللته محن وكوارث متنوعة وتسونامي وبراكين وزلازل، وحروب وويلات ودمار، ولم يعي الانسان الدروس ولم يستفد من العبر، وبقي متمسكا بجبروته وعنجهيته وغطرسطته وتعصبه وغبائه وجهله، ولكن العقد الجديد لم يخلوأيضا من الاكتشافات والابداع والتطوير وومضات العبقرية! وظهرت تنبؤات جديدة تتحدث عن قرب انتهاء الحياة الارضية مع نهاية عام 2012 حسب تقويم حضارة الانكا البائدة، قد تبدأ بعواصف شمسية ‘عاتية’ تعطل بتأثيرها ‘المغنا طيسي- الكهربائي’ كافة شبكات الاتصال والانترنت الارضية! ولم تنتهي القصة هنا بل ادعى مرصد فلكي امريكي ‘غير رسمي’ بوجود ثلاث مركبات فضائية ضخمة، تتجه بسرعة كبيرة نحو كوكبنا الارضي، ويقدر أن تصل مع نهاية عام 2012 أيضا، والطريف أن قطر أكبر هذه المركبات يزيد عن 250 كيلومتر! ولكن لم يحدث شيئا من هذه التوقعات الكابوسية بالعام 2012…ولسبب غامض فقد تم تأجيل ذلك للعام 5220…اذن لنتخيل معا صبيحة الحادي
والعشرين من ديسمبر عام 5220 والسماء مغطاة بمركبة فضائية ضخمة، حاجبة أشعة الشمس!لنتخيل الرعب والذعر! ثم ماهي نوايا هؤلاء الغزاة الفضائيين؟ ولماذا لا تتوجه الصواريخ النووية قبل ذلك لتدميرهم وهم في الفضاء الخارجي؟! اذن لنستعد نفسيا لهذا السيناريو الجديد (اذا ما بقينا أحياء حينئذ) حتى يمر هذا التاريخ ، وتنقضي هذه السنة بخير كذلك اذا ما قرر هؤلاء الضيوف الفضائيين تغيير وجهة سيرهم، عندئذ سنبقى كبشر يزيد تعدادهم ربما عن العشرة مليارات انسان، عندما أطل اليوم الحادي عشر من آب 2201، لم يسقط نيزك ناري على مدينة النور باريس، والتقط العالم أنفاسه، فهذا اليوم تحديداً هو اليوم الذي يبدأ فيه تعرض العالم للكوارث حسب توقعات المنجم نوسترداموس الذي عاش في القرن السادس عشر، وسبق وتنبأ بحروب وكوارث حدثت كلها في المواعيد التي تنبأ بها! الذي حدث كان خارج التوقعات تماماً، فقد فوجئ سكان مدينة نيويورك بحشرة عنكبوتية هائلة بحجم الديناصور تتجـــــول صباحاً في شوارع المدينة المكتظة بالسيارات والمارة، وتثير الهلع والدمار في نفوس السكان المذعورين.. وتم استــنفار قيادة الجيش، وأرسلت مدافع تحمل قنابل نووية تكتيكية صغيرة
للفضاء على الحشرة الماردة، التي أصابها الذعر وأصبحت تركض بقفزات هائلة في شوارع المدينة المنكوبة، وحيث قادتها وحدات آلية لمنطقة نائية خارج المدينة ونجحت مروحية ضخمة في إصابتها بقذيفة نووية حولتها لأشلاء ممزقة.. وقامت فرق الدفاع المدني بإنقاذ الجرحى وإخلاء جثث الموتى.. وتحدثت وكالات الأنباء المتلفزة عن أخبار مماثلة تفيد بتعرض مدن كبرى مثل ريودي جانيرو، موسكو، لندن القاهرة وكلكتا لكوارث مشابهة ناتجة عن هجوم حشرات عنكبوتية ضخمة كاسرة تعيث دماراً وقتلاً، وأفادت قيادات الجيش في هذه الدول بعدم جدوى استخدام الأسلحة النارية العادية بل إنها تستفز عدوانية هذه الحشرات الذئبية وتزيد من شراستها!! وطلبت معونة ‘نووية’ عاجلة لاستخدامها في الفضاء على العناكب الكاسرة! وأفاد عالم الحشرات الشهير البرفسور رامز بأن هذه الحشرات مخلوقة من خلايا معدنية تشبه السبائك المعدنية المقواة لذا يصعب مواجهتها بالأسلحة النارية التقليدية، والذرة هي السلاح الوحيد القادر على تخليق حرارة فائقة تؤدي لصهر مكونات الحشرات وتدميرها.. ولاحظ العالم الشهير وجود أجهزة إرسال متطورة مركبة على قرون الاستشعار مما يعني أن هذه الحشرات الهائلة ما هي إلا طلائع كشافة وظيفتها الاستطلاع والتخريب والتجسس، وهي مقدمة لهجوم حشري كاسح يهدف احتلال الأرض وإبادة الجنس البشري! واكتشف علماء النازا سر الهجوم الحشري، حيث تم رصد نيزك يقترب مسرعاً من الأرض، وهو يقترب بسرعة هائلة، ورصد المنظار ‘هابل’ تشكيلات حشرية، ولوحظ أن مراكب فضائية
خاصة تقوم بقذف الحشرات العنكبوتية على المدن الكبرى كطلائع لهجوم قريب كاسح، وأكد المارشال هنري وجود نية تدميرية عندما قال: ليس هذا هجوماً تخريبياً مجرداً، بل تنفيذاً لخطة مدروسة، فالهجوم لا يقتصر إلا على المدن والعــــواصم الكبرى، والعناكب الذئبية تبدو بالرغم من وحشيتها الهائلة وكأنها تعرف ما تريد! أجل إنها تعي تماماً هدفها.. إن هجومهـــا ليس عــــملاً انتحــــارياً بطــــولياً!! وإنما عملاً مخططاً ذو مقاصد عدة.. وضحك الحاضرون في المؤتمر الصحفي وعلق أحدهم ساخرا لقد… قضت البشرية على مفهوم البطولة كلياً في دخولها القرن الحادي والعشرين وتعميقها لمفاهيم ‘العولمة’.. وبقي أن تستخدم هذا التعبير الفذ في وصف ‘”لحشرات الغازية! هكذا استنفر العالم كافة قدراته وإمكاناته وسخر طاقات شعوبه وتم تجنيد أعداد غفيرة من الجيوش بعد أن تم تدريبها على استخدام الأسلحة التكتيكية، وركزت الدول الكبرى جهودها لصنع مركبات فضائية لإرسال الجيوش الأرضية العالمية لمواجهة النيزك الحشري قبل وصول الحشرات للأرض.. واستمتع عالمنا الأرضي بسلام دولي مؤقت نادر، حيث ذابت مشاعر الكراهية والتمييز العرقي، وصوب الجميع وجوههم للسماء، وارتفعت الأكف بالدعاء.. وتمنى الجميع التوفيق لجنود الأرض في معركتهم المصيرية القادمة، والتي حددت بعد شهرين من انطلاق المركبات الفضائية.. وكثرت الصلوات في المساجد والكنائس والمعابد البوذية والهندوسية حتى الوثنيون أقاموا طقوس خاصة قاموا خلالها بحرق عدد هائل من العناكب الأرضية الصغيرة، وكان القتل يتم بطريقة شعائر به بطيئة مصحوباً بترانيم سحرية.. ووصف كبير الكهنة ما حدث قائلاً ‘لقد نجحنا.. لقد حدث وميض هائل في النيزك الحشري!’. وعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، حيث تم تجميد كافة الصراعات والخلافات، وتم الاتفاق على العودة إلى الله، وأفاد رئيس دولة عظمى: لو نجونا هذه المرة فسيكون هذا بفعل قدرة إلهية، فهناك رغبة كونية في استمرار الحضارة البشرية.. وإذا ما نجحنا في اجتياز هذه التجربة القاسية فأول ما يجب أن نقوم به كبشر متحدين هو أن نصلي لله شاكرين. ولكن الطريف أن شيئا من هذا ‘الخيال العلمي’ لم يحدث، وعاش سكان كوكب المعمورة عقدا جديدا من القرن الحادي والعشرين، تخللته محن وكوارث متنوعة وتسونامي وبراكين وزلازل، وحروب وويلات ودمار، ولم يعي الانسان الدروس ولم يستفد من العبر، وبقي متمسكا بجبروته وعنجهيته وغطرسطته وتعصبه وغبائه وجهله، ولكن العقد الجديد لم يخلوأيضا من الاكتشافات والابداع والتطوير وومضات العبقرية! وظهرت تنبؤات جديدة تتحدث عن قرب انتهاء الحياة الارضية مع نهاية عام 2012 حسب تقويم حضارة الانكا البائدة، قد تبدأ بعواصف شمسية ‘عاتية’ تعطل بتأثيرها ‘المغنا طيسي- الكهربائي’ كافة شبكات الاتصال والانترنت الارضية! ولم تنتهي القصة هنا بل ادعى مرصد فلكي امريكي ‘غير رسمي’ بوجود ثلاث مركبات فضائية ضخمة، تتجه بسرعة كبيرة نحو كوكبنا الارضي، ويقدر أن تصل مع نهاية عام 2012 أيضا، والطريف أن قطر أكبر هذه المركبات يزيد عن 250 كيلومتر! ولكن لم يحدث شيئا من هذه التوقعات الكابوسية بالعام 2012…ولسبب غامض فقد تم تأجيل ذلك للعام 5220…اذن لنتخيل معا صبيحة الحادي والعشرين من ديسمبر عام 5220 والسماء مغطاة بمركبة فضائية ضخمة، حاجبة أشعة الشمس!لنتخيل الرعب والذعر! ثم ماهي نوايا هؤلاء الغزاة الفضائيين؟ ولماذا لا تتوجه الصواريخ النووية قبل ذلك لتدميرهم وهم في الفضاء الخارجي؟! اذن لنستعد نفسيا لهذا السيناريو الجديد (اذا ما بقينا أحياء حينئذ) حتى يمر هذا التاريخ ، وتنقضي هذه السنة بخير كذلك اذا ما قرر هؤلاء الضيوف الفضائيين تغيير وجهة سيرهم، عندئذ سنبقى كبشر يزيد تعدادهم ربما عن العشرة مليارات انسان، نواجه “الشيطان” المرعب الساكن داخل نفوسنا والمعشعش بعقولنا والذي قد يفوق خطره غزاة الفضاء الكاسرين!