22 ديسمبر، 2024 10:29 م

قصة فوق الغيوم والخيال

قصة فوق الغيوم والخيال

صدرت قصّة الأطفال “فوق الغيوم” للكاتبة الفلسطينيّة مريم حمد عام 2020 عن مكتبة كل شيء في حيفا ضمن سلسلة”براعم الزّيتون”، وتقع القصّة التي منتجها شربل الياس ورافقتها رسومات رعد عبدالواحد في 26 صفحة من الحجم المتوسّط.

يرى القارئ لهذه القصّة كيف خلطت الكاتبة الخيال بالواقع بطريقة جميلة وجذّابة للأطفال، وقدّمت فيها معلومات قد لا يعرفها كثيرون من الكبار قبل الأطفال، وهي أنّ الغيوم هي التي تحمل الأمطار التي تتساقط على الأرض. وأنّ الغيوم ليست مرتفعة كثيرا عن الأرض، وهذا أمر قد يشاهده من سافروا عبر الجوّ أو من صعدوا إلى أماكن عالية كناطحات السّحاب مثلا، وكما يبدو من الرّسومات الجميلة التي أبدعها الفنّان العراقي رعد عبدالواحد، واختار لها نموذجا قرية يمنيّة حيث اليمن المعروف بجباله الشّاهقة التي تعلوها القرى اليمنيّة، ممّا جعل شمال اليمن عصيّا على الغزاة لوعورة جباله وصمود شعبه.

ويتجلّى الخيال المحبّب للأطفال عندما اختارت الكاتبة طائرا يحلّق على القمم المرتفعة وعلى المنخفضة أيضا، حيث نقل للطّفلة مريم أخبار تساقط الأمطار على المناطق المنخفضة، وقادها لترى ذلك بعينيها، ولتستمتع بهذا المنظر الطّبيعيّ الخلاب، ولتلعب مع الأطفال الذين يعشقون اللعب تحت رذاذ المطر.

وبما أنّ الكاتبة وجّهت قصّتها لجيل ما بين 3-8 سنوات، فقد لجأت إلى السّرد الإنسيابيّ الشّبيه بسرد الحكايات الشّعبيّة، متّكئة على الفعل “كان” ومشتقّاته.

وجاء هذا على حساب السّرد القصصيّ دون مبرّر، فللننظر إلى الصفحة 9 مثلا:” كان منظر القرية دوما خلّابا وعجيبا، خاصّة حين تستيقظ مريم للمدرسة، وتكون الغيوم تسبح وتحوم”. فاستعمال “كان” هنا لا مبرّر له، ويوحي بأنّ القرية كانت خلّابة وعجيبة، لكنّها لم تعد كذلك! فحبّذا لو جاءت الجملة دون “كان” هكذا:” منظر القرية دوما خلّاب وعجيب”. وكذلك بالنسبة للفعل”تكون”، فلو كانت الجملة :”الغيوم تسبح وتحوم”، ولا داعي لاستعمال”تكون”!

في الصّفحة 22 وردت الجملة التّالية: “تقهقه الاثنان ورقصا”، والصّحيح “قهقه” ولا داعي لزيادة “التّاء” على الفعل. كما وردت كلمة “الطّنّان” أكثر من مرّة وعلامة الفتح تحت الشّدّة على حرف النّون الأولى في الكلمة. وهذا خطأ أيضا لم أعرف كيف طبعته الكاتبة!

الرّسومات والإخراج: الرّسومات المرافقة للنّص جميلة وموفّقة ومتناسقة مع الكلمات، فمبدعها رعد عبدالواحد فنّان قدير ومتمكّن وهذا ما شاهدناه في رسوماته في جميع القصص التي رسمها. وهذا أيضا ما يتحلّى به الأستاذ شربل الياس في المونتاج والإخراج، ممّا يجعل منشورات مكتبة كلّ شيء متميّزة أيضا.

يبقى القول بأنّ القصّة جميلة ورائعة وجاذبة للقرّاء.