6 أبريل، 2024 10:17 م
Search
Close this search box.

قصة عبد المجيد

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ اكثر من شـهر وقراء نشرات الاخبار في القنوات والاذاعات الاجنبية ، يعيدون ويكررون اخباراً عن حدوث مظاهرات واعتصامات في المحافظات السنية في العراق ، احتجاجاً على سياسة رئيس الوزراء وحكومته الشيعية ، والذين احتكروا السلطة وهمشوا السنة ، ولا اعلم من اين جاءهم العلم بأن هؤلاء سنة ، أو إن اولئك شيعة ، فالمذاهب الفقهية مرتبطة اصلاً بالدين الاسلامي ولاعلاقة لها بقبيلة أو محافظة ، وإن كان اباء أو اجداد جماعة ما كانوا من الشيعة أو السنة ، فأن هذه الصفة لاتلحق اوتوماتيكياً بالابناء والاحفاد ، بل إن المتعارف عليه في الشرع هو مقولة ( لاتزر وازرة وزر آخرى ) ، وبالتالي لايستطيع شخص أن يقول إن ابي كان يصلي أو إن جدي كان عالماً بالفقه والشريعة ، والمثل القائل (الكرعة تتفاخر بشعر بت اختها) لا يؤخذ به في الشرع الاسلامي ، فمثلما لكل انسان اسم ومهنة وهوية ، فكل انسان مسؤول عن عمله وحده .

اتذكر حادثة حقيقية حصلت بين اثنين من الاخوة السوريين حين التقيا مصادفة في احدى الدول الاوربية ، سأل الاول الثاني عن بلدته فقال من دمشق ، عاد الاول ليسأل :- من أي محلة ؟؟ ، فاعطى الثاني اسم محلته .

الاول :- اي اي انا اعرفكن ، كان في محلتكن جامعين ، واحد بتوع حنابلة هيك كانوا يصلوا ( وتكتف واضعاً يديه فوق صدره ) ، والتاني بتوع حنفية هيك كانوا يصلوا ( ووضع يديه بوضع التكتف فوق سرته) .

الثاني : لأ هـلق توحدوا !! .

الاول : كيف ؟؟ .

الثاني : ما عادوا يصلوا !! .

اود سؤال الحكومة والمعارضة ، من منكم ملتزم بالصلاة لنعرف إن كنتم من الشيعة أم السنة ؟؟ . هل وفرتم مسكناً لصاحب كوخ أو صريفة ؟ ، هل اوجدتم عملاً لعاطل ؟ ، هل وفرتم طعاماً للأطفال الجياع الذين ينقبون في اكياس القمامة ؟ ، هل وفرتم الكسوة للذين يرتدون الاسمال ويتسولون عند مفترقات الطرق ؟ ، هل حاسبتم انفسكم عن الرواتب الضخمة التي تستلمونها أو عن الاموال التي تنفقونها ؟ ، وهل تذكرتم وقوفكم غداً بين يد الله والذي لا تخفى عليه خافية يوم القيامة ، وإنه سيسألكم عما فعلتم للشعب الذي صرتم مسؤولين عنه . تستطيعون شتمي وسبي كما شئتم فذلك يخفف من ذنوبي التي ستحملونها بالنيابة عني ، ولكن كونوا صادقين ولو لمرة واحدة امام انفسكم وأمام الناس ، وايقضوا ضمائركم النائمة إن كان لكم ضمائر ، فالمسلم الحقيقي وكل صاحب دين يؤمن بالله واليوم الآخر يحاسب نفسه قبل ان يحاسبه احد ، ويفكر بمسؤوليته عن نفسه وعائلته ومجتمعه حتى لو لم يكن مسؤولاً في الدولة او صاحب سلطة ادارية ، وقبل أن تزعموا إنكم شيعة أو سنة التزموا بمبادئ واخلاقيات الدين الاسلامي اولاً ثم اختاروا المذهب الذي يروق لكم .

واخيراً : يروى إن رجلاً كان جالساً عند الحلاق يحلق ذقنه ، فمر احدهم في الشارع وصاح بصوت مرتفع ، عبد المجيد يا عبد المجيد ، مرتك ولدت يا عبد المجيد ! . قام صاحبنا مسرعاً من فوق الكرسي والفوطة (الخاولي)  تحيط بعنقه ، وخرج يجري في الشارع وهو يمسح الصابون عن وجهه عائداً الى المنزل ليطمئن على زوجته ، ثم انتبه على نفسه فتوقف وعاد الى دكان الحلاق وهو يقول : اي وعمه ، لا أسمي عبد المجيد ، ولا انا متجوز .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب