8 أبريل، 2024 3:00 ص
Search
Close this search box.

قصة حقيقية اغرب من الخيال!

Facebook
Twitter
LinkedIn

كان للكاتب السوڤيتي يفگینی پتروڤ (الذي کتب سوية مع ایلیا ئیلف الروایتین الشهیرتین الکراسي الاثنا عشر و العجل الذهبي) هواية غريبة الا وهي جمع ظروف الرسائل التي يبعثها، و کانت طریقتە في ذلک ان يبعث برسائل الی عناوين یختلقها في بلدان مختلفة. طبعا الرسائل تعاد اليە مع ختم البريد في البلد المعني و الذي يقول « لم نجد العنوان المذکور. الرسالة تعاد للمرسل » فيضم االظرف الی مجموعتە.
ذات یوم و بالضبط في ابريل ١٩٣٩اختلق العنوان التالي في نيوزيلندا : مدينة هایدبیردڤیل شارع رایت بییچ ٧ الی السید میریل ادجینا اویسلي وکتب الرسالة التالیة و وضعها في الظرف::
“عزیزي ميريل تقبل تعازي الحارة بمناسبة رحيل العم پيت، تماسك ياصديقي، واعذرني انني لم اكتب لك منذ مدة، ارجو ان يكون كل شيء على مايرام مع انگريد، قبل عني ابنتكما ، لا بد انها قد كبرت الان… المخلص لك يفگيني”
مر اكثر من شهرين على ارسال الرسالة ولكن الرسالة مع الختم المتوقع لم ترجع، وتوقع يفگيني ان الرسالة قد ضاعت في مكان ما وبدأ ينسى قصة ارساله لها، و في شهر آب استلم رسالة من نيوزيلندا و لدهشته الكبيرة كانت رسالة جوابية على رسالته، في البداية توقع ان احدهم يحاول ان يمازحه ولكن عندما قرأ عنوان المرسل و فحوى الرسالة اختفى كل اثر للمزاح فالعنوان هو نفس العنوان الذي اختلقه و الختم البريدي من نيوزيلندا لا يدع مجابا للشك و الجواب كان كالتالي:
” “عزيزي يفگيني شكرا لتعازيك . ان موت العم پيت قد هز كياننا فعلا، و انا آسف لتأخري في كتابة الجواب اليك . انا وانگريد غالبا ما نتذكر اليومين الذين قضيتهما معنا. ابنتنا گلوريا اصبحت كبيرة فعلا و في الخريف ستدخل الصف الثاني وهي لاتزال محتفظة بدمية الدب التي جلبتها انت معك من روسيا هدية لها”
يفگيني پیتروف لم يكن قد زار نيوزيلندا في حياته و لهذا لم تكن هناك حدود لدهشته تجاه الصورة المرفقة مع الرسالة حيث رأى فيها رجلا قوي البنية يحتضنه هو، يفگيني، مرحبا به ! هنا كاد يفگيني ان يغمى عليه لان الصورة مؤرخة بتاريخ ٩ اكتوبر ١٩٣٨ وهو نفس اليوم الذي نقل فيه هو في روسيا و في حالة مرض شديدة الى المستشفى و مغمى عليه اثر التهاب رئوي شديد حيث كافح الاطباء لعدة اسابيع لانقاذ حياته و لم يخفوا عن اهله بان فرص نجاته كانت ضئيلة جدا !
في محاولة منه للحصول على تفسير لهذه المجريات الغامضة كتب يفگيني رسالة اخرى الئ نيوزيلندا و لكنه لم ينتظر وصول الرد، اذ اندلعت الحرب العالمية الثانية و قد تطوع يفگيني مراسلا حربيا لصحيفة برافدا و المكتب الاخباري. رفاقه ما كادوا يعرفون فيه صديقهم السابق ، كان قد اصبح منطويا على نفسه ، سارح الفكر ، لا يحبذ المزاح و المداعبة .
القصة انتهت نهاية غير سارة ابدا، ففي الثاني من تموز ١٩٤٢ كان يفگيني پتروف يطير من سيڤاستوپل الى موسكو في مهمة صحفية فتعرضت طائرته لهجوم من الطائرات الالمانية مما اضطر الطيار الی الطيران بشکل منخفض فأدی ذلک الی ارتطام الطائرة بالارض و کان پیتروف الوحيد الذي قتل في الحادث.
الغريب في الامر انه في نفس اليوم الذي انتشر فيه خبر مقتله وصلت رسالة جديدة من نيوزيلندا وقد اعرب ميريل فيها عن اعجابه ببطولات الجنود السوڤيت في رد الهجمة الالمانية، و من ضمن ماكتبه في الرسالة السطور التالية :
“هل تتذكر يا يفگيني انني اصبحت خائفا عندما بدأت انت تسبح في البحيرة عندنا، فقد كانت المياه باردة جدا و لكنك جاوبتني بانك سوف لن تموت غرقا و انما ستموت عندما تهوی بک طائرة ارجوك كن حذرا و حاول ان تتجنب الطيران حد الامكان” !!
احداث هذه القصة الغريبة تحولت الى فيلم اميركي باسم ” الظرف” من بطولة كيڤن سپيسي وان اجری الاميريکيون بعض التحوير علی تفاصيل القصة و لکن المحتوی هو نفس محتوی القصة التي رويتها لکم للتو

ترجمة عن الروسية: شيروان محمود محمد
المصدر: https://novostiifakty.mediasole.ru/odna_misticheskaya_istoriya_pisatelya_evgeniya_petrova

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب