7 أبريل، 2024 7:52 م
Search
Close this search box.

قصة بلد.. اسمه العراق.. 

Facebook
Twitter
LinkedIn

الحلقة الرابعة: (الفيضانات في عراق العهد العثماني)
ابتلى العراق بالفيضان.. وفي مدد متقاربة كوباء يخيف العراقيين.. فلا سدود.. ولا خزانات لمياه الأمطار.. ولا مشاريع ري.. ولا كري الأنهار والروافد.. وبالرغم من الزراعة شكلت العمود الفقري للاقتصاد العراقي.. لكنها كانت زراعة بدائية.. تعتمد على الآلات الزراعية البدائية (الكرك والمنجل).. وكانت القبائل بقيادة شيوخها هي التي تقوم بالزراعة.. أو تقتصر على جهود فردية.. وكان مهمة الولاة العثمانيون هي جباية الضريبة أو ما يسمى ب(الخراج).. على المحصول الزراعي ..
المشاريع الأروائية :
ـ ظلت هذه الحالة المزرية حتى ثلاثينيات القرن التاسع عشر.. عندما حاول داود باشا آخر ولاة المماليك في بغداد.. الاستفادة من إحياء من بعض المشاريع الأروائية من أهمها :
ـ نهر عيسى : الواقع غرب بغداد.. ونهر النيل.. ومشروع لرفع المياه من نهر دجلة .. حيث أنجزت العمل خلال عامي 1826و1827 ..
ـ وقام والي بغداد محمد رشيد الكوزلكي بفتح :
ـ نهر الهارونية والمشيرة بالقرب من مدينة المقدادية.. وكري عدد من الأنهر والقنوات..
منها: نهر الدجيل في منطقة بلد التابعة لقضاء سامراء ..
ـ وبالرغم من هذه المشاريع.. لكن لم يتم بناء سدود وخزانات لمياه الأمطار.. والإفادة من هذه المياه وقت الحاجة.. وقد أدت الفيضانات المتكررة الى زيادة الأراضي المالحة.. وانخفضت نسبة الأراضي الى واحد من عشر مجموع الأراضي الصالحة للأعمال الزراعية ..
ـ وكانت من نتائج هذه الفيضانات كارثيه على حياة العراقيين.. وتسببت بخسائر مادية وبشرية كبيرة.. فضلاً عن تفشي ألأمراض بين السكان.. وغرق الأراضي الزراعية وشحة المحاصيل الزراعية.. وبالتالي غلاء معيشة الناس ..
أهم الفيضانات ..
إن الفيضانات التي حدثت خلال ذلك العهد العثماني كثيرة.. إلا إن أهمها :
1ـ فيضان العام 1701:
الذي فاض فيه نهر الفرات.. وسبب في أضرار جسيمة.. منها :
ـ موت أعداد كبيرة من الناس ..
ـ إتلاف المحاصيل الزراعية والبساتين ..
ـ توقف حركة التجارة والتنقل خاصة النقل والمواصلات النهرية ..
ـ انقطاع الطرق ما بين المحافظات خاصة بين ألانبار والسماوة ..
ـ انتشار الأمراض الوبائية ..
ـ وفي أثر هذه ألأضرار قام الوزير سليمان باشا (1779ـ 1802).. ببناء سد على شكل سور.. يقع في جانب الكرخ.. استخدم لدرء الفيضان.. كذلك استخدم للأغراض العسكرية ..
2ـ فيضان العام1831 :
ـ يعد من أخطر الفيضانات التي حصلت في ذلك العهد.. إذ صاحبه موجات من الكوارث والنكبات..
ـ فقد تسبب بغرق جزء كبير من بغداد ..
ـ وانتشار وباء الطاعون.. الذي أدى موت خمسة عشر ألف شخص ..
ـ وموت أعداد كبيرة من السكان بسبب الفيضان والهلاك ..
ـ وقد تهدمت من جراء هذا الفيضان السدود كافة.. وحوالي عشرة آلاف بيت في بغداد فقط..
ـ فضلاً عن اضطراب ألأوضاع الاجتماعية في البلد.. كانتشار السرقة بين الناس ..
ـ وسجل أحد الرحالة عند دخولهم الى بغداد.. كيف إن مياه الفيضان.. كانت تضرب الحيطان.. وتجرف أجساد الموتى.. وصارت الزوارق هي وسيلة التنقل ..
ـ بعد يومين انخفض مستوى الماء.. وبذلك زال خطر الطاعون والفيضان عن المدينة ..
3ـ فيضان بغداد العام 1907 :
ـ في أواخر شهر آذار العام 1907 حدث في بغداد فيضان هائل.. لم تشهد له بغداد مثيلاً منذ زمن بعيد.. وسميً بعام الفيضان.. غرقت كل بغداد.. وضاع كل شيْ.. وعاد المواطنون ع الحديدة.. فقد دمرً الفيضان كل بيوتهم الطين وخرب البيوت الأخرى.. وألتفً أثاثهم وأغطيتهم وكل شيْ.. وانتشرت الأمراض والأوبئة.. ولا معين لبغداد إلا الله ..
4ـ فيضان العام 1914 :
ـ في منتصف ليل 29 تشرين الثاني العام 1914إجتاح بغداد فيضان مدمر في نهر دجلة.. وكانت الحكومة المحلية في المدينة قد تلقت قبل حدوث الفيضان برقيات من الموصل بسقوط أمطار غزيرة تهدد بفيضان خطير.. غير إن الحكومة المحلية في بغداد لم تعر أي اهتمام لهذه البرقيات الواردة إليها ..
ـ أدى الفيضان الى غرق جانب الرصافة.. استمر الفيضان ثلاثة أيام ..
ـ وتهدم نتيجته ما يقارب 2000 دار.. ودمار محلات مدينة بغداد.. وقسم من بيوتها..
ـ وعلى أثر ذلك تم عزل عزت بك الفارسي رئيس بلدية الرصافة.. وتعين رؤوف بك الجادرجي كرئيس لبلدية الرصافة بالوكالة ..
جسور بغداد :
وخلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين تم إقامة ثلاثة جسور في بغداد.. هي :
1ـ جسر قراره (كراره) : تم افتتاحه في أيام الوالي مصطفى عاصم باشا في العام 1889 وقد كان هذا الجسر مكون من عوامات خشبية ..
2ـ جسر الخر أو المسعودي : تم افتتاحه العام 1897.. وقد سمي بالجسر الحميدي.. لكن الناس أطلقوا عليه تسمية جسر الخر ..
3ـ جسر بغداد : وقد أمر بتشييده الوالي نامق باشا (الصغير) العام 1902 نصب الجسر..
وطبيعي كانت جسور بغداد الثلاثة كانت خشبية وكانت أول الغارقين.. وآخر المنتشلين ..
ـ وبعد نقول: إذا كان أهالي الموصل وبغداد والبصرة في العهد العثماني يموت الآلاف منهم بسبب الفيضانات.. والطاعون والجدري والكوليرا.. فإن الموت في العهد الجمهوري (1958 ـ 1963 كان بمئات الآلاف.. ولأسباب تافهة هي اختلاف الأحزاب والايديولوجيات.. التي كانت تتقاتل بغباء.. لكن الموت في عهد صدام تنوع وتفننت أدواته: فبالتعذيب.. والتصفية للمعارضة والمنافسين.. وبالحروب الداخلية والخارجية.. ثم الموت ألبطيء بالحصار الاقتصادي.. أو بسحق انتفاضتي عرب العراق.. وقتل أكراد كردستان بالحروب المستمرة وبالنابالم.. فكان لكل عراقي قصة في الموت.. أما في عهد العملية السياسية التي مازالت قائمة: فتعددت الأسباب الى 100 سبب.. والموت واحد ..
(ملاحظة): قصة بلد.. اسمه: العراق.. الحلقة الخامسة: (الانقلاب في إسطنبول.. والفوضى في بغداد) ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب