ولدنا تحت نيران الحروب، وعشنا فيها، ومات كثيرون قبل أن يروا نهايتها! وزرع الإرهاب في أرضنا؛ حتى يجني غيرنا ثمار نسقيها بالدماء.
يقول الأمريكان، أن حرب العراق مع داعش ستطول! ويناقض قولهم فعل العراقيين على أرض الواقع.
بحكم التجربة،فإن الحروب الحديثة محور حركتها إعلامي، بعد أن صار بإمكان كل إنسان في المعمورة، أن يحمل العالم في جيبه، ولا يفارقه في منامه، حتى دخلت الصراعات الأزلية الى أسرة النوم.
تشير الأحداث السوداء، التي مَرَّ على مجرياتها المأساوية من الموصل وإنتهاء بسقوط المؤسسات الحكومية في وسط الرمادي، هعلى أنها إختبار إرادات لا صراع قوة، ومقدمات إعلامية لا معارك فعلية، وأن كان بعضها مغطى بصبغة التخاذل والخيانة.
بدءاً دعونا نتسائل من هو عدونا داعش؟ وكيف إنخرط شباب من مختلف الجنسيات، وتَخلّوا في لحظة عن الترف؛ الى الخشونة والجريمة، وتلبسوا فكرا آيدلوجيا متطرفا تكفيري قاتل؛ فمنهم من أستهوته الغرائز التي تقف عند حدود الحريات الواسعة، التي تتقاطع مع حريات الآخرين، ومَنْ تورط ولا يستطيع العودة أو منع منها، أو من أجبر على الإنخراط تحت تهديد السلاح؟!
تلك المجاميع بهذا الشكل المبعثر؛ لا يمكن لها صناعة أدوات إعلامية مؤثرة؛ دون مؤسسات ضخمة، تمهد وتبرر وترسم خطوطا، لإستراتيجية تقودها دول كْبرى، يستطيع المتتبع قراءتها، بين سطور كبار قنوات تلك الدول وصحفها، ومع إعلان البنتاغون نيته إرسال 450( مدرب) جدد للعراق، نشرت صحيفة نيويورك تايمز خبر مفاده: تراجع القوات العراقية أمام داعش، وأن العراقيين بحاجة للتدريب وشراء السلاح، وسوف تستغرق الحرب 3 سنوات؟!
عند التمعن بالخبر الذي نشرته الصحيفة، لا نجد إختلافا عن الإستراتيجية الأمريكية، ولا تنفرد عن فرنسا، التي تؤكد إشتراك 1000 من شبابها في تنظيم داعش، مع نسب متفاوته من دول التحالف، وكلها تُريد إطالة أمد الحرب؛ للتخلص منهم بعيداً عن أرضها، وإستعراض القوة وفرض النفوذ، في منطقة مليئة بالثروات والقادة الأغبياء، الّذين يضعون السلطة نصب أعينهم، ويجعلون شعوبهم ضحية.
أن معظم العراقيين؛ أدركوا حقيقية ما يُحاك ضدهم، وأثبتوا للعالم إمتلاكهم إرادة تكسر الرهانات الدولية، على تفتيت العراق، وإستطاعوا الجلوس تحت خيمة الوطن في محنته، وما نشز سواء أعلن او لا، فأن جنسيته غير عراقية، ونسبه مَثار للشكوك.
الثورات والأهداف النبيلة؛ تتبلور الى شعارات تخدم المعركة المصيرية، ولا ينام أبناء وطن منهوب على وسائد الذل في الفنادق.
حربنا لن تطول، وقد تبين أبيضها من أسودها، ولا علاقة أنساب بين دواعش الصين بناحية الصينية، ولا الشيشانيّن، بمنطقة فقيرة خلف السدة، ولا نحتاج الى تدريب على لبس( الخوذ)، وقد تدرع شيوخنا قبل شبابنها، بدرع الوطن دون نصيحة خارجية، أو تحليل كبار الصحف العالمية، وستحصد الدول الراعية للإرهاب، علقم ثمار زرعتها بيدها.