23 ديسمبر، 2024 3:09 م

قصة المليارات التي كانت مهدورة

قصة المليارات التي كانت مهدورة

بسمه تعالى:( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).الثواب والعقاب، مبدأ شرعي وعقلي، وعلى ضرب الأمثال في المسلمات، فهذا المبدأ، لايختلف فيه أثنان، ولاينتطح عليه كبشان، ومن واجبنا ككتاب أن نثيب الوزير المحسن، من أي جهة وطائفة كان، نظهر انجازاته للشعب وما قدم من مجهود يشكر عليه، وبالمقابل نعاقب الفاسد، ونبين فساده وتقصيره، ونفضحه أمام الناس.
منذ عقود طويلة، والغاز المصاحب لإستخراج النفط لا يستثمر في العراق، والأسباب عديدة يدركها اللبيب، ومن أهمها: الفساد، وسوء الإدارة، وقلة الخبرة.
في البدء لنعرف ما أهمية هذا الغاز المهدور حَرقاً؟ أورد لكم بعض المعلومات التي وردت من وزارة النفط، ومن تقارير بعض خبراء التنمية والإقتصاد، والتي لا تخفى على الفنيين والمعنيين في هذا الشأن، لكي نعرف حجم الأموال الضائعة في العراق.
تقول المعلومات:يقدر مخزون الغاز الطبيعي ب 112 ترليون قدم مكعب، والذي يحرق في الجو منه يقدّر بنحو 700 مليون قدم مكعب يومياً، وبعضها أشارت إلى 7 مليار قدم مكعب يومياً، وحسب النسب، تصل نسبة الإحراق فيه من 70-75بالمئة، والباقي من النسبة المئوية تستثمره الدولة!
تقدّر القيمة المالية للغاز المحروق بملياري دولار سنوياً، وفي تقدير آخر ب 12 مليار دولار، والشوائب الموجودة في الغاز التي تمثل غاز الطبخ، تبلغ قرابة 4 آلاف طن، تكفي لتزويد 300 ألف قنينة غاز، وكمية الغاز المحروق، لو حوّلت إلى الطاقة الكهربائية، فأنها تكفي لأكثر من 2.5مليون منزل بالكهرباء!
الوزراء الذين تعاقبوا على الوزارة بعد التغيير؛ لم بستثمروا هذا الغاز، رغم الإمكانيات والقدرة المالية الهائلة التي لديهم، في توفير الآليات وتهيئة البنى التحتية لأستثماره.
قطر دولة صغيرة جداً، وتمتلك ثالث أكبر إحتياطي للغاز في العالم، وأحتلت المرتبة 4 عالمياً عام 2012، و16 من الأنتاج النفطي، حيث بلغ معدل انتاج النفط الخام733.661برميلاً في اليوم، وجلبت صادرات الغاز لها في شهرٍ واحد من نفس السنة 7.6مليار دولار، وطبيعي هناك أرتباط وثيق بين أسعار النفط والغاز، كلما زاد سعر النفط زاد سعر الغاز، والآن وسعت من مشاريعها الاستثمارية، وهذا كله بسبب الاستثمار الجيد، والإدارة الناجحة.
وزارة النفط، بقيادة السيد عادل عبد المهدي، حققت أنجازات كبيرة، تكاد تكون شبه مستحيلة، مع طبيعة الظروف الحرجة  والمختلفة بالنسبة لأقرانه السابقين، نظراً لإنخفاض سعر النفط، وسيطرة داعش على المنافذ الشمالية، التي عاقت من تصديره،كل هذه الظروف لم تمنع الوزير من المثابرة والسعي في إصلاح عمل وزارته.
فقد رفع إنتاج النفط قياساًبالشهرستاني، من 2.400مليون برميل يوميا، إلى 3.850مليون برميل، وزاد من نسبة الغاز المنتج، من25 إلى 55 بالمئة، وقلل نسبة الإحراق، من 75 إلى 45 بالمئة، وبالتالي زاد من معدل الغاز المنتج بفارق كبير، فكلما تصاعد الإنتاج النفطي، تصاعدت كمية الغاز المصاحب له.
في تصريح لأحد مسؤولي الوزارة، قال:( ان هذه النسبة مؤشر جيد في الأستثمار)، وقال آخر:(عمليات أنتاج الغاز، توفر للعراق أمرين مهمين، الأول:المساعدة في زيادة الطاقة الكهربائة، والثاني:التقليل من كميات الغاز المستورد، والذي يصل إلى مليارات الدولارات)، وخلال الفترة القليلة المقبلة سيصل العراق إلى الأكتفاء الذاتي من الغاز.
بما أن أغلب الأشياء في العراق تسير بالعكس، نرى أكثر وسائل الإعلام وللأسف الشديد، تحاول النيل من هذا الوزير الناجح السيد عادل عبد المهدي، والتشهير به وتسقيطه، بدلاً ان تكيل له المدح والثناء لمجهوده المميز، وتثيبه على عمله، من مبدا الثواب والعقاب الذي أشرنا إليه، وكان المفروض بهذه الوسائل الإعلامية، التشهير بإنجازاته، من باب هل جزاء الإحسان إلا الإحسان، ونحن لم نذكر له سوى منجز واحد، وسنأتي على البقية لاحقاً، ومن أراد أن يتقصى الحقائق فهي ليست ببعيدة عنه!
أما آن الآوان، أن نستحي من أنفسنا ومن خالقنا، ونحن مسلمون نؤمن بكتابه الكريم، فقد قال تعالى:( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا )،فلنخشى الله فيه، ولنعلم ان الله يحاسب على كل شيء:( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)، ولكن من لم يستحِ فليقل وليفعل ما شاء!ر