17 نوفمبر، 2024 5:19 م
Search
Close this search box.

قصة الكهرباء… ورقصة الچوبي

قصة الكهرباء… ورقصة الچوبي

ليس غريبا في بلادنا التي تحتضن اقدم الحضارات التي عرفتها البشرية ان تسجل مدينة العمارة الجنوبية اعلى درجات الحرارة بين مدن العالم فنحن شعب مميز ونرفض ان نكون في ذيل القائمة حتى لو كانت المنافسة بين الدول الاكثر فسادا، او العيش لأكثر من 15 عاما مِن دون ايجاد حلول مناسبة لازمة انعدام الكهرباء التي اصبحت فصلا لايمكن الاستغناء عنه ضمن فصول مسرحية “هزلية” تدعى العملية السياسة.
لكن تلك الأزمة التي لا يشعر بها سوى “عُبَّاد الله الفقراء” لن تجدها على جدول اعمال الساسة وخاصة المهزومين عبر صناديق الاقتراع، لانشغالهم بعقد المؤتمرات الخارجية من اجل “لملمة” خسارتهم والعودة مرة اخرى الى مجلس النواب لكن من شباك اجتماعات اسطنبول، التي اصبحت قبلة يقصدها “جهابذة” العملية السياسية الذين يدعون تمثيلهم للمكون السني، كلما شعروا باقتراب النهاية وفقدان الامتيازات التي أوجدتها “المحاصصة” بجميع اشكالها، وعلى الرغم من العديد من المحاولات لإيجاد اسباب مقنعة تبرر عقد الموتمرات الخارجية لم اجد افضل كلمات رئيس البرلمان الاسبق محمود المشهداني المعروف “بصراحته المحرجة” حين ما خرج علينا قائلا ان “جماعة المؤتمرات الخارجية ينقسمون الى ثلاث فئات الاولى تستنكف عقد المؤتمرات في بغداد والفئة الثانية متخوفة من العودة الى العراق والثالثة لديها عجز من المشاركة باجتماعات داخلية”، ليصف بعدها المشهداني جميع المشاركين بتلك المؤتمرات “بالأغبياء” وهو وصف اقل مايناسب هؤلاء.
جميع تلك الانتقادات ومعاناة المواطنين بسبب ارتفاع درجات الحرارة وغياب الماء والكهرباء لم تؤثر على معنويات منظم وقائد مؤتمر اسطنبول السيد سليم الجبوري فخرج علينا بمقطع فيديو تداولته صفحات (الفيسبوك) وهو يمارس رقصة الچوبي مع ابتسامة كبيرة رسُمت ملامحها على وجهه ابتهاجا بالنصر الذي حققه بعد عودته “سالما غانما” من بلاد العم اردوغان حاملا معه صك عودته الى كرسي البرلمان ليجثم على صدورنا لاربع سنوات اُخر، في رسالة واضحة الى “الفقراء” تقول ان ،الانتخابات كانت لعبة لإعادة توزيع المناصب ولتذهب إرادة التغيير الى اقرب حاوية نفايات، نعم ياسادة فالعملية السياسية لا يمكن ان تستمر من دون خبرة الجبوري او نصائح اسامة النجيفي وخيرات خميس الخنجر التي أقنعت “محور الممانعة” بضرورة عودته الى البلاد والجلوس معه على طاولة الحوار.
في هذه الأثناء توصلت وزارة الكهرباء ووزيرها قاسم الفهداوي الى السبب الرئيس وراء تردي خدماتها وترك المواطنين يواجهون حرارة شهر تموز بمفردهم، لتبلغنا بان “ايران تقف وراء جميع مشاكل الكهرباء بسبب قطعها لخط التجهيز” بعد فشلنا بتسديد الديون، لكن الوزارة ومتحدثها الذي يخجل الظهور على شاشات الفضائيات طالبتنا بضرورة التقشف وعدم الاسراف حتى لا تضيع المزيد من “الامبيرات”، هل يعقل يا اصحاب العقول الراجحة ان تنجح ايران بتصدير الكهرباء وتوفرها لشعبها الذي يزيد عدد مواطنيه عن نفوس العراقيين بأربع مرات ونحن لإنزال نفتقد لابسط حقوق المواطنة التي كفلتها جميع الأديان والكتب السماوية، في حين لا يزال رئيس الوزراء حيدر العبادي يمارس سياسة “الكذب المعلن” حينما اخبرنا في نهاية شهر ايار بان “أزمة الكهرباء ستحل خلال أسبوعين وستعود ساعات التجهيز افضل من السابق”، وكان سيادته يريد تذكيرنا بتصريحات السيد الشهرستاني عن خطة تصدير الكهرباء في العام 2013.

الخلاصة… ان جميع الأزمات لن تحل من دون القضاء على “الفساد السياسي” الذي تجلت صورته واضحة حينما عادت الكتل السياسية لعقد الاجتماعات بحسب الانتماءات “الطائفية” بعيدا عن شعارات “الكتلة العابرة” وتقديم الخدمات للمواطنين، لنصبح امام مرحلة سياسية جديدة لا تختلف عن سابقتها سوى بإعادة تدوير الوجوه… اخيرا السؤال الذي يبحث عن اجابة.. لماذا لا نتجاوز أزمة الكهرباء؟.

أحدث المقالات