18 ديسمبر، 2024 4:53 م

قصة الغراب الحكيم ، تظهر على التلفزيونات العراقية

قصة الغراب الحكيم ، تظهر على التلفزيونات العراقية

يطلُّ علينا بين الحين والاخر مِن على شاشة التلفزيون ، أشخاص يظهرون بمظهر الحكيم الذي عركته التجارب الذي يرفض مايجري في العراق من سيئات ، وينتقد الكثير من الأمور ويُعلن البراءة منها !!
بل يحاول بطريقة ماكرة ومفضوحة ان يُقدّم نفسه كمعارض وهو الذي كان طيلة السنوات الماضية طرفاً ولاعباً مع كل الفرقاء ويقفز بين الخنادق المختلفة طبقاً لما تقتضيه مصلحته الشخصية !!
تراه يتحدث بصعوبة وبهدوء وبحكمة ومسؤولية مفتعلة ، يرثي الشعب العراقي ويطالب بالاعتذار منه .
يبدو وكأنه يعاني من سكرات الموت
ويبحث عن الاجابات بهدوء الحكماء.
هل هي لعبة جديدة لتبديل الأزياء تمهيداً لدور جديد في المستقبل من خلال الانتخابات ؟ ام هي سَكَرات الموت الفعلية ؟
ارى ان افضل اعتذار من الشعب العراقي هو قيام هؤلاء بالاعلان عن اعتزال الحياة السياسية والانزواء للاستمتاع بما حصلوا عليه والعودة للبلدان التي يحملون جنسياتها ..
ترك الفرصة لأجيال جديدة من السياسيين للصعود هو افضل خدمة تُقدّم للشعب الذي سأم من اعادة تدوير المخلفات التي رافقها الفشل منذ بروزها …
عندما أشاهد واسمع هؤلاء اتذكر ساخراً قصة الغراب الحكيم ومكره .
انهم غربان تنعق ويبدو انهم جهلة بحالة الناس الفكرية ومللها من هذه الشخصيات !! ربما ضحك عليهم بعض الاعلاميين التافهين من أجل المال واقنعوهم بانهم شخصيات محبوبة وبامكانهم اعادة الظهور بوجه جديد .
يقال ان من اسباب فشل التخطيط المركزي ( النموذج السوفيتي) هو مايعرف ب غياب المعلومات
lack of information
حيث ان رأس الهَرَم لايعرف بالضبط مايحصل في القاعدة أما بسبب عدم كفاءة نظام جمع المعلومات والاحصاء او بسبب عدم ارسال المسؤولين في المستويات الادنى كافة المعلومات وبشكل أمين الى قيادة الهرم ، مما يؤدي الى أتخاذ قرارات غير موضوعية وغير واقعية ولاتتناسب مع حاجات الناس .
هؤلاء الغربان التي تدّعي الحكمة ،يبدو انها لاتعرف مايجري في قاع المجتمع.