20 مايو، 2024 2:43 ص
Search
Close this search box.

قصة العراق القديم

Facebook
Twitter
LinkedIn

ارضي معطاء فيها المياه تجري من اقصى الشمال إلى اقصى الجنوب في الألف الحادي عشر قبل الميلاد عرفت المروز , حرثت ارضي , بذرت بذوري , سقيتها , حصدتها , عرفت التوفير قبل ان تتعلمه النملة.
ما بين دوائر عرض وخطوط طول طالت ام قصرت كنت اتربع جنة عدن فيه ولي فيه اسطورة (انكي وننخرساك وجنة عدن) , مدني اعشوشبت قرب مجاري النهرين الخالدين دجلة والفرات , تعلمت منها حب الحرية , الاستقلال , الاعتماد على النفس , حريتي واستقلالي واعتماديتي ادخلت ابناء جلدتي في حروب لصونها ضخمت هذه الحروب ونفخ فيها , أياً كان الرأي فيها كانت لصون حريتي واستقلالي واعتماديتي.

حار الجميع في اصول شعبي فهذا يردني إلى هجرة داخلية من اقصى شمالي إلى اقصى جنوبي صورت على انها أول حرب اهلية لم اجد لها أثر في تراثي وذاك إلى جذور هندية أرجع أصولية وكذا ذاك ايرانية وتلك الدراسات التي صورتني هاجرت الجزيرة العربية وقعت هي الاخرى في متاهة ان كنت قد دخلت ارضي من الانبار ام العمادية , انكر الجميع اصولي إلا ما ندر اصولي الفراتية حيث اوجدني الله قرب فراتي ودجلتي وحقولي اليانعة وجبالية.

وفي ظلمة حالكة عاشتها دولُ جواريَّ انطقت الطين حروف زاهية علمتها العالم حفظت بها تاريخ ترابي الذي ما عاد ملك لي وحدي فهو الإنسانية , وعلى الرغم من التزام كلكامش بنصحها وامرها لا يعلم البعض ان جذور الديمقراطية نبتت في ارضي انتظمت في وحدة إدارية سميت مجالس مدن تدير شؤون الرعية.

اتحفت الإنسانية بأول إصلاحات اجتماعية اقتصادية , وما هي إلا برهة زمنية حتى حلَّ قانوني وتلك مفارقة ان يقال ان ارضي أولدت اول قانون في عصر حمورابي زمن الدولة البابلية القديمة وقد نسى البعض او لعله تناسى أن قانوناً سبقه بعدة عقود حمل اسم مليكي اورنمو تشهد عليه زقورتي ذات الطبقات السبع في الناصرية.

انطقت التراب لحناً فكانت قيثارتي وكانت اور نانشة منشدتي وكان مني كلكامش يعلم الدنيا معنى الخلود ومعنى ان تكون فانية وكانت مني بو آبي (شبعاد) امرأة سومرية بابلية آشورية.

انطقت التراب فناً , انطقت الحجارة فناً , انطقت الحياة فناً , علمتها كذلك الإنسانية فكانت شاهداً على رقي قدري فتلك قطعة فخار وتلك من حجر آنية سقيت بها الآلهة نذوراً وقرابين فأكسبت ارضي ينابيع لا تنضب من الآثار زادت عداً عن ينابيع نفطيَّ.

صلت جنوباً بسيفي وشماليَّ لكنني ما علمت الإنسانية ضرب السيف وسفك الدماء علمتها الإنسانية , (هيهات ان تعودي) تلك قالها بلسانه حاقد وهو ينظر إلى مشاهد عظمتي التي صُورتُها على جدران ممالكي وآنيتي فكان ان عاد بثوب اسود وقبلها قلبُ اسود ليدمر صنيعي وما عرِفَ وما عَلِمَ انها في عقول ابنائي خالدة.

في بابل خلاصة حضارتي , في جدرانها الواسعة افق الكون , في مجسماتها , في الوانها الزاهية , آثاري طافت متاحف الدنيا وهي هي كشعبي المهاجر أليَّ يوماً عائدة , فسلاماً والف سلام على تُرابٍ أنشد الكون يوماً قصيدة حب خالصة :

سيدي ان هديتك لي تاج فخري وعزّي

واني لأسأل القدر ان يبارك مسعاك

ويطيل عمرك ولكن يا سيدي ان

هديتك العظيمة لي هي ابنتك فهي :

فضتي ولازوردي.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب