23 ديسمبر، 2024 11:07 ص

قصة الطيار والكلية

قصة الطيار والكلية

سلطت مواقع التواصل الاجتماعي اضواءها على حادثة الطيار الذي حلق بطائرته العسكرية على علو منخفض وبشكل استفزازي فوق كلية المأمون في بغداد ولولا          ما نشرته هذه المواقع الالكترونية عن هذه الواقعة وتعليقات المواطنين عليها فاننا لن نتوقع ان يكون هناك رد فعل من الجهات المعنية وخصوصا وزارة الدفاع التي اثبتت رسالة الاعتذار التي وجهتها الى الكلية عدم معرفتها بما حدث فهي شكرت وسائل الاعلام لانها ( سلطة ) الاضواء عليها كما ما جاء في نص كتاب الاعتذار الموجه الى الكلية ويبدو ان الجهة التي كتبت هذا الاعتذار وسلمته الى الوزير لتوقيعه بحاجة الى تعلم املاء اللغة العربية وهي لا تصلح لان تكتب اي شيء في المستقبل خشية ان تقع في اخطاء اخطر تفضي الى نتائج غير محمودة  . ولكي نفكك هذه الحادثة التي لا تخلو من فائدة في كشف مدى الضعف الذي تعيشه صنوف المؤسسة العسكرية ومنها طيران الجيش فاننا سنوضح الية تنفيذ واجبات الطيران وكيف تتم السيطرة على حركة الطيران في كل البلاد.
لكي تقلع اي طائرة عسكرية لا بد ان يكون هناك واجب قتالي او واجبات اخرى غير قتالية ساندة تتضمن الانقاذ ونقل المعدات والاستطلاع وغيرها من الواجبات المعروفة وفي كل الحالات فان الواجبات العسكرية هي فقط ما يوجب هذا الاقلاع فهذه الطائرات لا تستعمل للنزهة كما استعملت فوق كلية المأمون والمفترض ان تكون هناك غرفة عمليات تراقب وتتابع حركة سير الطائرة بدقة منذ اقلاعها وحتى انتهاء واجبها وهبوطها من خلال استخدام الرادارت والتواصل اللاسلكي مع طيارها في كل لحظة وعندما ينحرف الطيار عن مساره المحدد دون سبب مقنع للجهات المعنية  فانه يحاسب محاسبة عسيرة ويعاقب وفق القوانين العسكرية ، ومن خلال متابعة ما حدث تبين ان وزارة الدفاع وقيادة طيران الجيش فيها لم يكونا على علم بما قام به الطيار الهمام من عمل طفولي غير مسؤول وهذه كارثة تضاف الى الكوارث الكثيرة التي يشهدها العراقيون يوميا في ضعف وانهيار العمل المؤسساتي ويؤشر على خلل حتى في كلية الطيران المسؤولة عن التأهيل النفسي والثقافي السليم للطيارين .