23 ديسمبر، 2024 2:26 م

قصة أنثى مع مرض السرطان

قصة أنثى مع مرض السرطان

هي أنثى ,,,لديها اربعة اطفال
تذهب في كل شهر,,,الى المشفى لغرض العلاج
في الليل ,,,حينما يخلد الجميع للنوم
تعض على شفتيها من الوجع ,,,
وفي النهار,,,تبدأ رحلتها الى المراقد المقدسة
في النجف-وفي كربلاء-وفي سامراء-وفي الكاظمية
ولو سنحت لها الفرصة ,,,لذهبت الى بيت الله الحرام
في السعودية ,,,والى مرقد علي بن موسى الرضا في ايران
حقيبتها ,,,مليئة بالعلك الاخضر
من -شريفة بنت الحسن
ومن -الحمزة الشرقي
ومن -الحمزة الغربي
ومن -عون بن جعفر الطيار
ومن -ميثم التمار
ومن -مسلم بن عقيل,,,,
تتمنى الموت كل يوم,,,للخلاص من الخوف والوجع
لكنها,,,تسترجع-
حينما تنظر الى صغارها -الاربعة
وتتمنى -ان تعيش لالف عام
حتى -تراهم يعيشون في راحة وهناء-يتزوجون
وينجبون -الاطفال
في كل شهر,,,تأخذ العلاج
المسمى -بالاشعاع الكيماوي
تدخل -في عمق الجهاز
تشعر -بالدوار -والقلق
وتكاد-تتقيأ-حتى كأن روحها تخرج
من -بين فكيها
وحينما-تعود الى البيت
تذهب -مباشرة لتقف امام المرآة
تستجمع قواها-وهي ترى جسمها النحيل
وجدائلها -اليابسة
وشفتيها -الذابلتين
وخدودها -الخالية من الترف والنظارة
تبكي-وتتوجع -وينخرها الالم حد الاغماء-
تخلد الى النوم-وبعد اقل من نصف ساعة
تستجمع -قواها لتنهض-على قدميها
تمد -يداها -الى البوم الصور -المركون
في احد ى زوايا -غرفة النوم
تنظر -لصورها -حينما كانت شابة في عمر الثلاثين
وحينما -تزوجت -في عمر الثلاثين
وحينما-كانت طالبة في الاعدادية -بعمر الورد
كانت -فاتنة
ومليحة -وبريئة -وطازجة -كانها غزالة مسك
وقمر مائي-
تنزل -دموعها -تشعر بالوجع –
تتذكر-كيف ان اباها -مات بمرض السرطان
وكيف -مات اخاها -بمرض الفشل الكلوي
كما-تتذكر تلك الظروف القاسية التي اجبرتها –
على الزواج -من رجل -يكبرها -بثلاثين عام
تجهش -بالبكاء-حتى تستسلم للنوم –
في المنام -تحلم
بعالم آخر -يعوضها عن حياة الشقاء والعدم
عالم آخر-يخلو من الفقر -والمرض-والبؤس
الذي رافقها -منذ نعومة اظافرها –
لكنها -تستيقظ مرعوبة –
فلديها -ابنة متزوجة -وهي حامل-
وتحتاج الى المعونة-والمساعدة
ولديها -اولاد -بحاجة لمن يعد لهم الطعام
ولمن -يغسل ملابسهم -ولمن يضع النقود في جيوبهم
ياللغرابة -تلك المرأة القوية
التي -كانت تزرع الخضروات في بستان زوجها
وتربي-الدجاج -والاغنام –
وتقوم باعمال-شاقة وجبارة
اصبحت اليوم -هزيلة
ونحيلة-
وكئيبة –
تعاشر الادوية -والعقاقير-والمهدئات
وتتمنى الموت -في كل لحظة
للخلاص-من الوجع -واي وجع ,,,,
لكنها-تسترجع -من اجل صغارها الاربعة –
اي-مأساة -؟؟؟