23 ديسمبر، 2024 9:58 ص

قشمرتنة المرجعية

قشمرتنة المرجعية

كثيرة هي الشعارات التي يرفعها المتظاهرون هذه الأيام وهي على كثرتها في بعض الأحيان تفقد المظاهرات هدفها الأساسي الذي خرج المتظاهرون من اجله ومن بين تلك الشعارات (قشمرتنة المرجعية وانختبنة السرسرية” بداية أنا أود أن أعطي المعنى اللغوي للمصطلحات الواردة في هذا الشعار وهي (قشمرتنة ، السرسرية) وكلاهما دخيلتان على اللغة العربية واللهجة العراقية بالخصوص فمثلا (قشمرتنة) هي من القشمر والتقشمر وأصلها فارسية وتتكون من مقطعين ( غاش – مار ) ، ( غاش ) تعني في الفارسية قليل الفهم ) وأما السرسرية فهي تعني السرسري وهي كلمة تركية تعني العاطل عن العمل وباللغة الفارسية تعني الرجل التافه والسطحي العابث وقد تكون لهما معان اخرى والمهم انهما ليسا من اللغة العربية في شيء وأما المعنى الذي يريده الذي يرفع هذا الشعارات فله عدة احتمالات:

الاحتمال الأول: انه يقصد أن المرجعية تتعامل بصيغة الخداع مع المجتمع فهي خدعتهم في موضوع الانتخابات وستخدعهم في غيرها فالذي يكذب ويخادع مرة يكون ديدنه الكذب والخداع وهذا المعنى مؤلم جدا فكيف نصف من نسلمه ديننا بأنه مخادع وكذاب .

الاحتمال الثاني : أن المرجعية لم تكن تعلم بان المرشحين هم غير كفوئين وغير مؤلهين لهذا المنصب المهم ومع ذلك هي أرشدت الناس للانتخابات وهذا أسوء من الاحتمال الأول لأنه كما يقال ” اذا كنت لا تدري فالمصيبة اعظم” لان ذلك معناه ان المرجعية لا تتبع الدقة في اتخاذ القرارات ومن المحتمل أنها كذلك في مسألة استنباط الدليل الشرعي وبذلك فكل من يقلدها سيطول وقوفه أمام الله سبحانه وتعالى .

الاحتمال الثالث : ان المرجعية كانت على علم تام ومعرفة مسبقة بالمرشحين فهي تعلم بعدم كفاءتهم وعدم حرصهم على البلد ومع ذلك فهي أرشدت الناس لانتخابهم فأذا صدق هذا الاحتمال فنقول على الدنيا العفى .

وأما بخصوص الكلمة الأخرى “السرسرية” فوردوها في الشعار له عدة احتمالات أيضا :

الاحتمال الأول : أن هؤلاء قد ثبت اتصافهم بهذه الصفة الممقوتة من بداية توليهم المنصب وعليه يرد السؤال هنا لماذا سكت المجتمع عنهم ولماذا لم يطالب بغيرهم من الأيام الأولى .

الاحتمال الثاني : ان الشعب لم يكن يعلم بان نوابه الذين انتخبهم يتصفون بهذه الصفة إلا الآن فنقول حينئذ أن الشعب مغفل إلى درجة عالية جدا بحيث انه لا يرى الأمور على حقيقتها وبذلك فعليه أن يتحمل الوزر .

الاحتمال الثالث: أن النواب الذين تم وصفهم بهذه الصفة مظلومون وان الناس تفتري عليهم كذبا فحينها سيكون كل من وصفهم بهذه الصفة مهيئا لتبوء مقعده من النار .

خلاصة الكلام انه هناك تحول نوعي في الشعارات التي يرفعها أو يرددها الناس فبعد (علي وياك علي , وتاج تاج على الراس،…) هناك نماذج جديدة في الشعارات تحتاج أن نقف عندها بتأمل .