15 أبريل، 2024 11:04 م
Search
Close this search box.

قسّموا العراق بهدوء … لا داعي لسفك المزيد من الدماء

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ سقوط  نظام النظام السابق وجميعنا نصرخ بأسم العراق الواحد الموحد من زاخو الى الفاو … شعارات براقة سالت من اجلها وستسيل انهارٌ من الدماء .
الجميع اعد العدة لتقسيم العراق … السيد بايدن اخبرنا بعد سقوط النظام إن العراق الواحد الموحد أصبح من الماضي ولا تتعبوا أنفسكم بالعويل والبكاء على أطلال وطن مزقتموه بأيديكم .. لكننا مصرين على  مخالفة الجميع .. وبذلنا من اجل هذا الوطن الواحد الموحد  سيل من الدماء والمهجرين والمهاجرين والنازحين والأيتام والأرامل .. فهل يستحق هذا الوطن الواحد الموحد كل هذا .؟ 

كردستان العراق دولة مستقلة شئنا ام أبينا ولهم كل الحق بتأسيس دولتهم التي بذلوا من اجلها كل غالِ ونفيس .. من اجل كردستان .!! . لهذا نراهم اليوم ينعمون بقدر كبير من الأمن والأمان … فلماذا لا نتعلم نحن عرب العراق ( سنة وشيعة ) من أكراد العراق ونبذل ما بوسعنا لتأسيس دولتين على غرار دولة كردستان العراق  أقلها لينعم أبنائنا في المستقبل بحياة رغيدة بعيدة عن القتل على الهوية او المذهب او الدين .

وبما إن كركوك ونفطها لايهم الشيعة على الأكراد أن يعلنوا استقلالهم بأسرع وقت ممكن  لينأوا بأنفسهم عن هؤلاء العرب ما داموا منشغلين بالتناطح فيما بينهم … لأنهم إن هدأوا وأخذوا قسطاً من الراحة سيلتفتون الى كردستان من جديد  ويبدأ العزف على نفس الاسطوانة المشروخة ( من زاخو الى الفاو ) رغم علمنا إن زاخو بعيده أو بالأحرى خارج نطاق أمانينا وشعاراتنا الفارغة .. وستكون كركوك مسرحاً لحرب شعواء تأكل الأخضر واليابس .

وعلى الشيعة إن كان فيهم رجلٌ رشيد أن يدعموا قيام دولة كردستان في شمال العراق … فدولة كردية صديقة لهم  تربطها علاقات جيدة ومتطورة مع إسرائيل ( الحليف الأقوى للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ) سيمنح شيعة العراق وسيط مقبول لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل .. وفتح صفحة جديدة مع الولايات المتحدة بعد أن منعتهم ايران من توطيد علاقتهم  بها … اضف الى ذلك إن قيام دولة شيعية غنية وقوية سيجعل منها ايضاً وسيط مقبول بين ايران والولايات المتحدة لحل الكثير من المشاكل العالقة فيما بينهم .. لكن هذه الدولة الشيعية تحتاج الى رجال سياسة يتقنون مسك العصا من المنتصف وأن لا يميلوا  كل الميل نحو ايران او الولايات المتحدة .. لينّسلوا بهدوء من وطأت نفوذ الاثنين  ويكسبوهم معاً .

وممكن أن يكون  ذلك طبعاً من باب ( التقية ) حتى تتقي الحكومة شر بعض رجال المؤسسة الدينية الذين يزعقون دون علم ليل نهار بشعارات محاربة اسرائيل والصهيونية والامبريالية والشيطان الاكبر ..!! .

الشعارات التي لم تجلب لشيعة العراق سوى استنزافاً  لدمائهم وأموالهم من اجل عراق واحد موحد منبوذ من محيطه العربي .! ثم لماذا يعادي شيعة العراق اسرائيل .؟ … اسرائيل التي يتسابق العرب بالسر والعلانية لإقامة علاقات وطيدة معها … نفسهم العرب الذين يعتبرون شيعة العراق ورم سرطاني في جسد ألامه العربية  يجب استئصاله .!

 وبهذا ستتمكن الدولة الشيعية من اقامة علاقات ممتازة في شتى المجالات  مع الولايات المتحدة وإسرائيل ودولة كردستان والابتعاد عن العرب وجامعتهم الهزيلة . 

لكن المشكلة في تقسيم العراق الواحد الموحد ( من زاخو الى الفاو ) هو قيام دولة سنية في وسط وغرب العراق لان هذه المنطقة اصبحت مرتعاً للإرهاب وخاضعة للدولة الاسلامية في العراق والشام ( داعش ) .. ولايوجد فيها زعامات سياسية ودينية واضحة تحظى بمقبولية لدى الشارع السني يمكنها من إقامة حكومة تحظى برضا الجميع .. فتعدد الزعامات وتعدد توجهاتها وإنتمائاتها السياسية بالتأكيد سيشكل عائقاً لقيام تلك الدولة وفي حالة تشكيلها ستعمها الفوضى … وستكون ساحة للتدخلات الاقليمية كما هي اليوم .

لكن الرابح من هذا التقسيم هم الاكراد والشيعة .. وعليهم أن يسرعوا بإقامة دولهم  ليحصنوها من الان وليمنعوا اي تدخلات يحاول أن يقوم بها المحيط الاقليمي .

ونحن كعراقيين …لو القينا ألاف القصائد وغنينا المئات من الاغاني في حب الوطن الواحد الموحد ( من زاخو الى الفاو ) فهي ليست سوى احلام وأوهام في عقولنا لن نستطيع بها تغيير واقعنا … الا أن نرى يوماً ابن البصرة يذهب الى الانبار دون خوف من أن يقطع رأسه … وأن نرى ابن صلاح الدين يذهب الى ميسان دون… خوف من اتهامه بأنه ( داعشي ) وأن نرى اي عراقي عربي يذهب الى اربيل دون تحقيق او تدقيق أو كفيل .
 
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب