قزمان .. رجل عاصر النبي (ص) .. ويحدثنا التاريخ عنه , بانه مسلم مملوك – ذو بشرة سوداء- قوي البنية , شجاعا .. كان ضمن جيش المسلمين في معركة احد .. هو لم ينهزم مع المنهزمين … من مثل الذين نعرف منهم , وإنما صمد وقاتل حتى انهكته الجراح , وسقط على ارض المعركة وفيه رمق من حياة .. لقد ابهر الاعداء قبل الاصدقاء ببسالته وإقدامه … ولهذا ذهب البعض من اصحابه الى النبي (ص) – بعد انتهاء غبار المعركة , ليشيد بجهاده وبسالته .. وكان قول النبي بحقه غير متوّقع , حيث قال (ص) : إن قزمان هذا من اهل النار ! …
كان هذا القول صاعقا للجميع , ولهذا دعا الفضول بعضهم , ليستطلع الامر من البطل – المجاهد الجريح نفسه , وكان فيه رمق من حياة .. فقال له صاحبه هذا : هنيئا لك ياقزمان الجنة , لقد ابليت في الجهاد بلاء حسنا اليوم .. فاجابه قزمان : ايً جنة يارجل .. كنا نقاتل دون نخيلاتنا في المدينة .. هذا الرجل كان صادقا وصريحا مع نفسه – وإن لم يكن كبيرا في اهدافه .. كان ضئيلا في القضية التي ضحّى بنفسه من اجلها .. لان النفوس الكبيرة ثمنها الاهداف الكبيرة .. قد يكون الرجل معذورا لمحدودية وعيه , ولثقل العبودية عليه .. ولكن ماعذر البعض من ذوي الداّلات قبالة اسمائهم .. عندما يكون احدهم اكثر ضئالة وتسافلا في غاياته واهدافه منه .. فكم دكتور قزمان بيننا اليوم , همّه الاول والاخير نفع شخصه وان كان بدمار شعب باكمله .. فعجائب الرموز القميئة التي جاءتنا مع رياح التغيير , اكبر من أن تُعَد .. فهذا احدهم السيد قزمان الفلاني .. كان على عهد لم يغب عن ذاكرتنا بعد .. يَتًمَسًح باكتاف صدام الامس – وان كان وقحا متبجحا بكبره – يسعى اليوم لحرق العراق باكمله في سبيل نُخًيلات ( البترول وبريق وارداته الشخصية ) ..
قزمان آخر .. لايُجيد الاّ التباكي على العراق الذي إغتصبه الدوكتاتور المالكي – حسب زعمه – , وهو في ذات الوقت يمُدً يد الذلة والصَغار – مُتَسَوّلا – مملكة العهر والشر السعودي – ناسيا ان هؤلاء من حرق ولايزال يحرق ابناء شعبه بمفخخاتهم وجيفهم البشرية المُتَفجرة .. هذا العُتٌل , لم يفتأ يَتصًيد كل شاردة وواردة من محن العراق – وما أكثرهن اليوم – يُراوّده حُلم بان يكون يوما بديلا عن غريمه السيد المالكي .. ولا أنسى الشخص العُثماني الهوى والضمير – نرجسي الطباع – حين اقدم على منع قناة العراق الرسمية من نقل وقائع جلسات البرلمان و صاحب النظرية العسكرية العصماء , لمقاتلة داعش والقاعدة في الانبار .. حين نصح الحكومة بسحب الجيش من هناك وتشكيل جيش اخر من اهل الانبار ( السنة ) لكي تُثبت الحكومة انها ليست طائفية .. حيث ان السني من يقاتل السني هناك , وليس جيش الحكومة الشيعي !
والشيء بالشيء يذكر .. هناك الكثير من القزمان الصغار – من اتباع الرئيس المُغًيب الذكر والجسد – من الذين لايهمهم لا الرئيس ولا العراق .. بقدر ان لاتتوقف الامتيازات الرئاسية للمنتفعين منها .. فوجان حماية رئاسية – على سبيل المثال – تحرٌس ماذا ؟ في المنطق الخضراء .. ونفقات الرئيس الكلية تبلغ مئتي مليون دينار شهريا !
واختم هذا الذكر القزماني .. بالحديث عن البعض من مراهقي السياسة .. ممن هبطت عليهم الزعامة – وراثة – من ابيه … ذو الكارزما .. ذات الصناعة الصدامية .. فمساوئه الاشد ان قام بصنع الكثير من الاعداء حوله .. من المُتًخَيلّين .. في مخه الاهوج .. هؤلاء اصبحوا لاحقا في العهد الجديد – هم وذويهم –من ذوي الشأن والقرار , وان كانوا بعقل وطموحات قزمان الامس ..فشاعت الفوضى والازمات بايديهم .. فهم من اللاعبين في صنع متاهاته اليوم .. لك الله ياعراق .
قال ناصح ومضى : اذا كانت النفوس كبارا تعبت لمرادها الاجسام !