22 ديسمبر، 2024 6:49 م

قرية الجزرونية الجزء الثالث

قرية الجزرونية الجزء الثالث

قَرْيَة الجَزْرُونِيّة :
الجُزء الثالث :

2. الجزرونيه ومناجاة التأريخ :

الجزرونية هي موقعٌ أثري يعود تأريخ التقديرات وفقاً لما أورده (د. جابر أستاذ الآثار في جامعة الموصل) حدثني بذلك شخصيا عندما كان يلقي محاضرات علينا في التاريخ القديم قال: من طور العبيد قبل الميلاد بأكثر من الفي سنة ، أول دار تم بناؤه فيها عام ( 1913 م) للشيخ (مجنان ناصر الخضر “يرحمه الله” ) عِلمَاً أنه تم السكن في القرية بشكلٍ دائمي ومُستَقِر في عام (1932م) حيث تم شمولها بتسوية الأراضي الزراعية عام (1952م) أما قبل هذه الفترة فقد كان أهل الجزرونية يسكنون فيها ببويتات الشعر ولم يكونوا وقتذاك قد إمتهنوا حرفة الزراعة أما مهنتهم الرئيسية فكانت تربية الجاموس والابقار .

قبل هذا التأريح سكن أهل الجزرونية وهم بيوتات قِلّة في (التل الأسود) الذي يقع جنوب قرية الحزرونية على بُعد ثلاثة كيلوات ونصف حتى عصفت بهم أيام السلب والنهب التي كانت سائدة آنذاك (حادثه الهراج في التاريخ الجزروني أو الشرابي) وخلاصة حادثه الهراج أنه كانت مجموعة مع (تركي الهراج) أغارت على الجزرونيه بغية(الغزو) سرقة مواشي أهل القرية ونهب حلالهم ، ورغم كون القوة التي أغارت كانوا فُرسان خَيالة وفرسان لهم صولتهم وشدة باسهم وتاريخهم بالفروسيه ان ذاك لكنهم لم يفلحوا فضربوا رشقة طلقات ببنادقهم (الكماليات والاطرمبيلة وغيرها) فقتلوا طفلاً صغيراً فأردته قتيلاً ، صاحت أم الطفل بأعلى صوتها بعد أن ثُكِلت بإبنها فتناخى الشرابيون وحملوا بنادقهم رغم قِلتها ورغم أنهم كانوا يميلون إلى الموادعة في بادئ الأمر لكن لم يعد في القوس منزع فتسابقت الطلقات صوب القوة المداهمة لتصيب أمير الجماعة المغيرة (تُركي الهراج “يرحمه الله تعالى” ) إصابةً بليغة توفي على إثرها في اليوم التالي ، ومما لا يخفى أن الغارات لا يقوم بها إلاّ الفرسان وشجعان العرب وهي جزءٌ من الموروث السائد آنذاك .
من المفارقات صادف أنَّ إثنين من أهالي الجزرونية يبحثون عن فرسٍ لهم في (قرية تركي الهراج القتيل “يرحمه الله” ) بل وفي بيته ، ليكون القول الفصل للعُرف العشائري بإعتباره دستورٌ نافذٌ على الجميع والقرار أو (الثاية / السانية) أن يأتي الشرابيين بالقاتل أو القتلة الذين قتلوا الفارس المغوار وبما أنه إثنان من رِجال الشرابيين وهما (الشيخ حج أحمد المجنان وإبن عمه صالح الكردي ) قد جاءوا بأقدامهم إلى حتفهم أصبح القود في البيت ، وفي لحظة يأس أشرفت عليهم أم القتيل قالت :
سبيع بيكم الحين يقتلونكم بدل تركي

فقالوا ما العمل …؟؟؟!!!
قالت لا ينجيكم إلاّ ذلك الشخص (نوفل أو نواف والراجح أنه نوفل ) وهو شقيق القتيل وأشارت لهم بإتجاهه

فهرعوا راكضين صوبه ودخلوا عليه ( أي أصبحوا بإجارته ) وقالوا له :
نحن من الجزرونية التي قتلت أميركم ونحن بِحِمَى الله ثمَّ حِمَاك “دخيلك” !!!
وكما هو معلومٌ أنَّ (الضيف والدخيل بلوى أي إبتلاء) فلو تطلب أمر حمايتهم أن يفتديهم ويذود عنهم بنفسه وأهله ولا يُسلِمهم لِحَتفهم وهذه طِباعُ العَرب .

هنا إنقسم أولياء المقتول إلى فريقين الأول يدافع ويقول : (بوجهي ومن يقترب منهم له الموت)

والمجموعه الثانية : تقول (القتل الدمُ بالدم ) وأخيراً مالت الكفة ورجحت لصالح الأولى وقيمها العربية السامية .

عَلِمَ أهل الجزرونية أنَّ نجل شيخهم في بيت المقتول (تركي الهراج) فطلبوا من (الشيخ الدويش “يرحمه الله”) المساعدة أمَّا القسمُ الآخر فقد أخبر السلطة فالخطبُ عظيم والأمر جلل ، أخو القتيل نوفل أردفهم (أي الشخصين الشرابيين) أعطاهم خيل ووجههم صوب قريه الدويش ، وفي هذه الأثناء تصل دورية الشرطه المؤلفة من قوة عبارة عن سيارتين مسلحة ، طلبوا الرجلين
فقال الشيخ نوفل : يبه ذول إدخلاي (بإجارتي)

وعندما وصل الرجلين مضيف الشيخ دويش “رحمه الله” طلبوا الرجلين منه فقال لقوة الشرطة :
يُبه هذي قوانينا وليس طواكَيكُم اللي خلصت الرجلين يقصد غطاء رؤوسهم (البيرية)
أما صاحبُ الموقف النبيل الشيخ نوفل فقال : هذا العَلَيّ وبعدها وين أجدكم اذبحكم بدل أخوي تركي …
كان لتفعيل القيم دورها الفاعل في حقن الدماء ، وبعد فترة تمت تسوية الأمر قتيل مقابل قتيل والحمد لله الذي جعل العرب تترك الغزو والغارات لتعود إلى قيمها العربية الأصيلة الفضيلة .…
قَرْيَة الجَزْرُونِيّة :

1. العوائل التي سكنت قَرية الجَزرُونيّة :

أول خمسة عوائل سكنت الجزرونية هم ( الأخوين مجنان وتركي الناصر وقد تولى مجنان القيادة بإعتباره شيخ العشيره معه أخوه تركي الناصر الجد الرابع لصاحب هذه الحروف ، ثم الحسين الخضر والحسينو الجعفر والعبدالله الهجر مع كشتير ابن عم عبدالله الهجر ثم التمر البلو (الكريص)… . ثم اخذت تتجمع العشيره حول النواة مجنان

أ‌. النجم : أحمد النجم و خليف النجم و حمد النجم
ب‌. الحسينو الإجعفر وعلي الأحمد ” أبو محمد ” الذي قتله مخربين بقرية الخبان والمعروف عنه ” أبو جلال ”
ت‌. جاسم الحوان و أخوه حسن الأعمى (لم يتزوج ) وأخوه الآخر محمد الحوان الذي قُتل بحرب عشائرية عمياء سنة ( 1963م) عِلماً أنهم كانوا يسكنون سورية قبل ذلك
ث‌. الجاسم الخلف : وهم كل ٌ من ( أحمد الجاسم و صالح الجاسم و علي الجاسم وحسن الجاسم) الذين كانوا يسكنون قرية شيخ حمصي وقرية سيانة

ج‌. يوسف الاونان ارمني الاصل اتي للجزرونيه لا يتجاوز عمره الخمس سنوات اخذ احدهم امه وتركه تبناه جاسم الخلف السلمو(اعتبره احد بنتئه)… وسمي يوسف حسن فمن الله عليه بالاسلام كان رجل متواضع صادق بسيط صاحب عزة نفس نادره. تزوج امراه سلماويه وانجب منها ولدين وبنتين ابراهيم واحمد وهذا الرجل سنفرد له منشور .
ح‌. الحميد الخلف : ومنهم تحديداً (حسين الأحميد “يرحمه الله” ) كان يسكن قرية الشيخ حمصي مع عزيز السلمان وشيخ شاهر ومن الطرائف لهذا الرجل الجهبذ ومعه محمد الحسينو (محمه) ” يرحمهم الله ” كان هناك رجل جبوري متزوج إمراة شرابية يضربها ويعنفها قائلاً :
( العن أبوك لأبو كل شرابي حتى شيخ هَلْوش بقبره و “هلوش رجل شرابي صالح مدفون في سورية ” (
فما كان من محمه “يرحمه الله” إلاّ أن يلبس لباس الملائكة ويذهب لزوج المرأة الجبوري ليلاً مصطحِباً معه (عصا / شومي) خاصةً وأنَّ الشرابيين مشهورين بالعِصِيّ الغليظة التي تُسمى (الشومي ) وأجلسه من نومه ، فارتعب صهر الشرابين فقال : مَنْ ؟
أجابه محمه الذي (يلثغ) في الكلام
أنا شيخ هلوش لماذا لا تدعني أستريح بقبري ، وعلى الفور كَمَمَ فاه ثمَّ بادَرهُ بالضَرب ضرباً مُبرِحَاً دون أن يُسمع صوتهُ رغم شِدَة وطأة (الشومي أو التوثية) كون فمه مغلق ، وما أن توقف عن الضرب حتى إشترط على صهرهم الجبوري التوبة وأن يذبح ثور عند قبر شيخ هَلّوش ويتصدق بفخذ الثور اليمين للمسكين محمد الحسينو ( محمه) الذي عضه كلب العوز والجوع ، ويتصدق بالفخذ الآخر للشيخ شاهر وبالفعل ذبح الرجل ثوره وأعطى محمه الفخذ الأيمن وقال له :
هذه طعمة شيخ هلوش لك ولاطفالك
ثم ذهب وأعطى الفخذ الثاني الأيسر للشيخ شاهر “يرحمه الله ” وشيخ شاهر معروفٌ بحنكته فعرف اللغز على الفور ثم سأل صاحب الثور ما هذا ؟
قال الرجل : أتاني شيخ هلّوش الليلة الماضية وانظر ماذا فعل بي ولمّا نزع ثيابه وأبصر شيخ شاهر أماكن سياط العذاب الجهنميه الآخرويه قال:
( إبن القحبة لم يفعلها بأمك إلاّ محمه)
وهكذا قامت القيامة على محمه الذي رحل وسكن قرية (خربة الجرجرية/ السيانة الوسطى)

خ‌. الصالح الخلف :كانوا سابقاً في سورية قبل وصولهم وسكنهم في الجزرونية
د‌. الحنيشات : كانوا بسورية كذلك قبل مقدمهم إلى الجزرونية
ذ‌. حسين الصالح و حسن الصالح : كانوا بـــ(السليفاني بقصر ملا طيب) ثم سكنوا الجزرونية لاحقاً
ر‌. محمد الأحمد وخليف الأحمد : كانوا بـــ(السليفاني بقصر ملا طيب) ثم إلى سورية ومنها إلى الجزرونية
ز‌. الفلَّاج : وهم عبدالله العيسى و ضعيف العيسى و خضر العيسى يسكنون حالياً بسورية علماً أنهم سكنوا بضع سنين في الجزرونية ثم أتت تسوية الزراعة بسورية والآن يسكنون (اليوسفية التي تتبع إدارياً إلى اليعربيه / تل كوجر)
س‌. الراشد : علي الراشد وحمود الراشد
واحمد الرتشد.. من ابرز ذريتهم كل من يونس الراشد و إراهيم الراشد و علي الراشد الذين وفدوا من السليفانية إلى الجزرونية
ش‌. الجمعات : كانوا بسورية
ص‌. الحسينو : وهم محمد الحسينو وعلي الحسينو و أحمد الحسينو كانوا بسورية
ض‌. السويد : وهم سيد محمد السويد وسالم السويد
ط‌. سيد أحمد الخاير المعماري : سكن الجزرونية وهو صاحب أرضٍ فيها مع خؤولته السويد عِلماً أنهم كانوا أصحاب أراضي وأملاك بسورية
ظ‌. التمر البلو…ولا زالت اراضي اهلا التمر موجوده بالجزرونيه(ابناءهم هلال وخليف ومحد ورمضان رحمهم الله جميعا.
للحديث تتمة