قرية البكر بين الأصالة العربية والشهادات الأكاديمية

قرية البكر بين الأصالة العربية والشهادات الأكاديمية

لم نعد نتفاجأ اليوم بالأخبار السارة التي تصلنا من أهلنا في منطقة جنوب الموصل وحرصهم الشديد على الوصول إلى قمم الجبال بمعول العلم والمعرفة.
هكذا عهدناهم اليوم كما عهدنا أجدادهم من قبل بكرمهم وشجاعتهم.
 إن الجيل الجديد اليوم بكل فئاته العمرية أصبح حريصًا جدًا على الوصول إلى الشموخ والعز من خلال الحصول على أعلى الشهادات الأكاديمية والحصول على أرفع الألقاب العلمية في الجامعات العراقية.
لقد برزت مناطقنا الريفية التي كانت بالأمس القريب محرومة من الكثير من المميزات بسبب الفقر والجهل، وأصبحت اليوم منارة علمية يتحدث عنها القريب والبعيد.
اليوم، من قرية البكر، قرية العلماء المميزين، قرية الأطباء والمهندسين والكوادر التعليمية والموظفين بكل اختصاصاتهم، قرية الشهادات الأكاديمية التي نقف أمامها بكل إجلال واحترام مع كل ولادة شهادة أكاديمية جديدة…
نعم، لقد أصبح أبناء هذه القرية عنوانهم الأول والأخير هو التميز والتفاخر بين أقرانهم بشهاداتهم العليا. ومع ولادة كل عام جديد، يبرز إلينا شاب طموح يحقق مبتغاه من خلال السهر والمثابرة والحصول على ما يريد…
 في مقالتنا هذه، نبارك للأستاذ المهندس محمد خليف أحمد زكور الدليمي حصوله على شهادة الماجستير في هندسة تقنيات الحاسبات ليلتحق في صفوف من سبقه من أبناء قريته ويسجل اسمه في تاريخ الأكاديميين العراقيين. وما أجملها عندما نرى أبناء الفلاحين الذين كانوا يعانون الحرمان وهم اليوم يقودون المجتمع بكل دوائره ومؤسساته إلى بر الأمان. نعم، أستاذنا الفاضل،
 نبارك لك ولأهلك ولكل أبناء عشيرتك، وقبلها وبعدها نبارك لكل أبناء قرية البكر ومن خلالهم لكل أبناء منطقة جنوب الموصل الذين أصبحوا رايات وأعلامًا عالية يزهو بها الفخر. ومن حقنا ومن حق أقلامنا المتواضعة أن تكتب عنهم ما تشاء وأن تكتب عنهم المدح والتمجيد، فهؤلاء هم فخر العراق وهؤلاء هم صفوة الرجال الذين قالوا ففعلوا واستطاعوا أن يحققوا ما تمناه أسلافهم الصالحون من طموحات علمية.
إن فرحتنا اليوم بكل شاب ينال ما يريد وينهل من العلم الكثير فرحة كبيرة لا توصف، لأن العلماء هم اللبنات الأساسية لبناء المجتمع الصحيح، وأن الدولة بكل مفاصلها، سواء كانت في الصناعة أو التجارة أو الزراعة، لا يمكن النهوض بها إلى الأمام إلا من خلال هؤلاء الرجال الذين وضعوا نصب أعينهم التقدم في مسيرة العلم وتحقيق المستحيل من خلال تقديمهم البحوث العلمية التي أصبحت واضحة معالمها في أروقة الجامعات. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أننا نعيش في مرحلة الازدهار العلمي الصحيح…
مبارك وألف مبارك، مبارك من القلب لك أيها المهندس الطموح وإلى أعلى الشهادات والألقاب العلمية إن شاء الله. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه….