23 نوفمبر، 2024 1:55 ص
Search
Close this search box.

قريبا من الحب ….

قريبا من الحب ….

اعتادت خلال السنوات الماضية ومنذ ان بدأ العراقيون الاحتفال بعيد الحب ان تهنيء زوجها برسالة صغيرة على هاتفه الخلوي فهي لاتخاطر باهدائه وردة حمراء او دبدوبا احمر لأنها تعرف رده مسبقا ..” انه بدعة ” وتعرف بقية الجملة ايضا ف” كل بدعة ضلالة وكل ضلالة الى النار ” …ورغم انها مؤمنة بالله وبعذاب النار لكنها مؤمنة ايضا بان الحب لايمكن ان يكون سببا يفضي الى عذاب النار ، لذا جربت حظها هذا العام ايضا فكان رد زوجها مفاجئا جدا :” الحب هو شريان الحياة ..كل عام وانت الحب ياحبيبتي “!!

ربما فاجأها رد الزوج لكن كل مايأتي بالتدريج لايعتبر مفاجئا ، وماحدث مع اغلب العراقيين هو تحول تدريجي وكبير من التطرف والايمان به الى الاعتدال والايمان بالحب والبحث عن كل مايجعل الحياة اجمل وماجرى في شوارع بغداد في رأس السنة الجديدة وعيد الحب هو اكبر دليل على ذلك فقد تجاهل العراقيون اعتبار تلك الاعياد بدعة وافدة من الخارج وتشبه بالغرب واختاروا ان يحتفلوا بها لاضفاء شيء من التغيير على روتين حياتهم القاتل وشيء من الحب على جفافها ..في نفس تلك الشوارع كان يدور احد الفتيان حاملا ورودا حمراء ليبيعها للعشاق لكنه قال لمن هنأه بعيد الحب من المارة :” عمي ياحب …احنه وين والحب وين ..هذا باب عيشتنه “….بهذه الطريقة ايضا تحول الحب الى باب لكسب العيش وابعد مايكون عن تفكير من يسعى لكسب العيش بكل الطرق ..هؤلاء مثلا يفكرون في من جعل حياتهم اصعب وطرق معيشتهم وعرة ونحن نفكر في من حول الحب الى جريمة لاتغتفر وتهديد الوئام بين الاديان والمذاهب فرصة للمراهنة في سباق الصراع من اجل البقاء في ساحة السياسة ..وبالتدريج ايضا ، ادركنا ان الخطابات الدينية الداعية الى الكراهية والغاء الاخر بدأت تخنقنا فهي صادرة من رجال دين يرتدون عباءة الدين غطاءا لافعالهم ورجال سياسة

يرفعون شعارات الدين لاجتذاب شرائح معينة مازالت تبحث عن الانقاذ في اتباع تلك الخطابات مهما كبدتهم من خسائر فهم –أي رجال الدين والسياسة – يتقنون اللعب على اوتار الطائفية والتطرف بتقديم مفاهيم فاسدة لتحقيق اهدافهم مدركين تماما ان فساد المفاهيم اشد خطرا واصعب علاجا من فساد السلوك !!

ربما يكون المسؤول الذي الغى الاغنية الوطنية من منهاج مؤتمر التعايش السلمي واحدا من هؤلاء لأنه فرض مفاهيمه المتطرفة على من حاول بسلوكه السعي الى ايجاد ستراتيجية جديدة لنبذ الكراهية ورفع لواء الوئام بين الاديان والمذاهب وبالتالي المناداة بالحب والتسامح ، لكن أملا بدأ يحدونا في ان مثل هذه الافعال ستقود العراقيين تدريجيا الى اعتناق مفاهيم جديدة بعد ادراك الاهداف الحقيقية وراء خطابات رجال الدين والساسة اللاعبين على اوتار الطائفية والمراهنين على جهل الشعب بنواياهم …

في النهاية ربما سندعو نحن وباعة الورود الحمراء الى مفاهيم واحدة فننادي بنبذ التطرف والداعين له لكي لانكون بمنأى عن الحب والتسامح ولكي لايكون الحب بابا للمعيشة فقط بل بابا لحياة افضل واقل تلوثا بالمفاهيم والسلوكيات الفاسدة ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات