17 نوفمبر، 2024 11:17 م
Search
Close this search box.

قريباً..المالكي في الأنبار!!

قريباً..المالكي في الأنبار!!

سنوات عجاف عاشها الشعب في ظل الولاية الثانية للسيد المالكي, ولم يُدرك الرئيس حجم المأساة إلى أن وصل أزيز الرصاص لمسامعه في المنطقة الخضراء..لعله تعرّض لخيانة من مستشاريه, سيما إنه أعترف بالتقارير الكاذبة في ملف الكهرباء التي يزوده بها نائبه “الشهرستاني”, فليس غريباً أن يسير ويقرر وفق تقارير أمنية أو سياسية مكذوبة.
التغيّر الحاصل في رؤية رئيس الوزراء لا غبار عليه, وقد أتضح في تحمسه لأي مبادرة تجمعه بالخصوم, وأخيرها حضوره  أثناء توقيع وثيقة الشرف والتي بدا فيها مهتماً ومتسائلاً عن أسباب عدم حضور البعض.
تشخيص الخلل, وإن جاء متأخراً, يعد من أولويات النجاح على كافة المستويات. لم يستمع السيد المالكي طيلة الفترة المنصرمة إلا للدائرة المحيطة به, والتي غالباً ما أدخلته في مطبات أدت في أحيان كثيرة إلى إختلافه حتى مع بعض أعضاء حزبه (كالأديب).
يبدو إن الرئيس أستشعر الخطر المحدق بالبلد, رغم تأخره كثيراً وعدم قدرته على إستئصال المشاكل, بيد أنه قادر على معالجة أمور كثيرة, سيما بوجود فرصة مناسبة وهي (وثيقة الشرف والسلم الإجتماعي)..لا شك في وحدة الدولة العراقية ككيان كامل السيادة ومعترف به, غير إن المشكلة في إنعدام تمكّن الحكومة من ممارسة صلاحياتها في جميع أرجاء الدولة, وهذا ما يُضعف السلطة ويفقدها جزء من مشروعيتها وبالمقابل فهو يقوي نفوذ الإرهاب الذي بدأ يستفحل نتيجة لغياب سلطة الدولة في مناطق كثيرة.
وثيقة الشرف التي أُسس لها في “اللقاء الرمزي” ونُظر لها قبل ذلك بكثير عبر (الطاولة المستديرة وتصفير الأزمات), تعد شعلة مذيبة لجليد العلاقة بين السيد المالكي (كجزء من المشكلة) وبعض الأطراف المتواصلة مع المتظاهرين في الأنبار. ليس جميع ما يطلبه الناس هناك قابلاً للتحقق, لكن يستطيع الرئيس التواصل مع أبناء الشعب وجهاً لوجه, ليثبت قدرته على التصرف كرجل دولة, ويحقق لهم بعض المطالب على أن يتم وضع جدول زمني ولجان حقيقية تتولى مهمة متابعة ذلك الأمر, وهنا سيكسب إنفراج سياسي يحسب له وينعكس ذلك على الأوضاع الأمنية المتدهورة, حيث إن شرعية الحكومة وسلطتها ستتعزز في المنطقة المتاخمة لمصادر الخطر.
الأوضاع في البلد مأزومة, وليس من الضروري إستعداء شخصيات وأبناء مناطق ذات صبغة معينة. زيارة المالكي للأنبار تجنب الدولة الإنزلاق في الخطر, ويمكن أستثمارها لعزل الأصوات الناشزة والداعية للفتنة المذهبية, فالإرهاب يمارس خبث سياسي يفوق خبثه الدموي…تحرك يا دولة الرئيس وستكون حسنة تضاف لميزان حسناتك الخفيف.

أحدث المقالات