روى لي محام نازح، بان هناك شخص تاجر يدعى(نوري سينما) كانت مهنته؛ يزور الدول الخليجية ويجمع مساعدات باسم النازحين ويقوم بتجميع عدد من النازحين ويصورهم مع لافتة بسيطة تشير الى نشاطه ويرسلها الى الجهة الداعمة مع تعظيم اعداد النازحين خلال تسجيل أسماء وهمية يتم جمعها من عبر ايهام النازحين بوجود مساعدات، وهكذا تعمل بقية المنظمات اللاإنسانية لأجل سرقة وابتزاز النازحين، بحيث اصبحت مأساة النازحين عنوان كبير للسرقة واللصوصية المشرعنة؛ وهذه المنظمات لديها سبل شيطانية في السرقة (كنت على تماس واطلاع على اغلبها لسنوات عدة وعملت مع لجنة تنسيق المنظمات غير الحكومية لأجل العراق NCCI ومنظمة IOM ووكالة الأمم المتحدة للاجئين UNHCR ومركز سيسفاير لحقوق المدنيين ومفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس، والسفير أشرف جهانجير، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون العراق وفالتر كيلين، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان للنازحين وأندرو هاربر رئيس وحدة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق وغيرهم)، والبعض من أصحاب هذه المنظمات اللاإنسانية محامين وحقوقيين أنشؤا منظماتهم، في ظل قانون المنظمات غير الحكومية رقم 12 لسنة 2010 كما كان الامر 45 لسنة 2003، اللذان يسمحان لأي شخص طبيعي ان ينشئ منظمة، بدون ضوابط رادعة تنظم هذا الامر، سوى محددات ما اسهلها، وقدمت في سنة 2011 ورقة لمجلس النواب لتعديل القانون، وتم ادراجها ضمن التعديلات لكنها تعثرت ولم تسن، وكتبت مقال سابق عن هذه المنظمات واصحابها ومواهبهم العقلية وجرأتهم التي وظفوه في إيجاد بوابات إنسانية للصوصية، وربما المشكلة التي يعاني منها هؤلاء انهم بلا قضية، ولادين لهم، والطمع يهوي بأربابه…
لاحظت عندما وزعت نقابة المحامين مساعدات للمحامين النازحين المحتاجين، ممارسة غير نبيلة من بعض القلة القليلة من المحامين الميسورين، بالتسابق في استلام المنح التي قدمتها النقابة، وحرموا المحامين من الذين الفاقة تضرب صفحات حياتهم بقسوة، وهؤلاء المحامين الذين يعيشون ببحبوحة، لا رحمة في قلوبهم وعبدة الدينار، وهم على عدة اشكال وقلة، أبرزها ::::
الف- منهم ممن يعملون محامين مع شخصيات سياسية واحوالهم المعاشية مرفهة (يستلم المنحة هو وأبنه)…
باء- منهم إضافة لاستلامه لمنحة النازحين قام بتقديم تقارير طبية لأجل طلب المساعدة وهم غير مستحقين…
جيم- منهم من يمتلك بيت ولديه سيارة فارهة وابنائه يعملون في شركات تجارية واستلم هو وابنه…
دال- منهم من كانت الحلي الذهبية تزدحم في يديها ومستأجرة بيت ببدل ايجار عالي، لكنها مارست التسول على اصوله في استلامها المنحة، وطلب أجور تجديد الهوية…
هاء- منهم من يدعي انه دكتور وتبين انه منتحل صفة دكتور بطريقة مخزية ويدفع غرامات مرورية بالملايين، ويستلم تقاعد عالي، واستلم منحة النقابة…والمصيبة ان هؤلاء سباقين وكانت لديهم حماسة فائقة في سرعة استلام المساعدات ورسم صور لمعانتهم كاذبة، وبطريقة حرمت محامين بحاجة ماسة لها.فهل هؤلاء مارسوا الاختلاس القانوني وفق اصوله وحرموا غيرهم؟؟؟؟؟؟
وهناك بعض المحامين والمنافقين ممن يتواجدون لدى مكاتب السياسيين بطريقة تجعل منهم من المستحوذين الأوائل على أي مساعدات تأتي لهذا السياسي او النائب او المسؤول، وبطريقة تحرم عوائل كثيرة بحاجة ماسة لها، ويروي لي أحد المستحوذين الاشاوس (صلح سيارته بخمسة الاف $ ويستلم تقاعد مليون ونصف دينار)، بعد ان عرض علي تسجيل اسمي في قائمة المساعدات ورفضت، بمجيء شاحنة مقدمة من الامارات فيها تقريبا الفان حصة غذائية، بانهم استلموا منها حصصهم (واستلموا سابقا أيضا)، وان الشاحنة بقت قرب مكتب السياسي وقام أهالي المنطقة غير المستحقين باستلام حصص منها، وكم حزنت وتأسفت لوجود هكذا عناصر لا تعرف الا الهيمنة والشراهة، واخبرته(مخيمات النازحين في الإقليم ليست بعيدة لماذا لا تأخذوا الشاحنة الى المخيمات افضل من ان تستحوذوا عليها وانتم غير مستحقين؟ والحصة لا يتجاوز سعرها 25 ألف دينار) وسكت ولم يجيبني… ان قضية النازحين خرجَت عن الإطار الإنساني، ومخيمات النازحين في ظل هكذا ممارسات باتت الوطن الامثل الذي يلم شمل العائلة تحت سقف مصنوع من القماش وبوابة من الهواء الطلق، والنازحين أصبحوا بركان يغلي ولّد حمماً وازمات صحية ونفسية وعقلية تعصف بهم كل لحظة بمجاراة العيش والهموم المتتالية من شغف العيش وصعوبة امضاء اليوم وتحمل المسؤولية لرب الاسرة، مع استذكار من فقدوهم من احبتهم.
من نازح متسول للمساعدة الى نازح مقدم مساعدة(هزلت)::::
هناك وجوه توحي للناظر والمتفحص الدقيق عدم الصدق في كل ما تقول، وتحمل وجهين في آن واحد، وجه يبدو فيه بأنه مخلص لقضية النازحين وانه يواصل الليل بالنهار من أجل حقوقهم، لكن الوجه الآخر عكس ذلك جملة وتفصيلا، وهناك وجه عندما قابلته اول مرة توسمت فيه البراءة والمهنية والرحمة وحسن الكلام واستلطفته كثيرا، وكان من السابقين في تعظيم مأساته لأجل الاستلام المبكر لمنحة النازحين والمطالبة برسم تجديد هويته، ولكني ما إن أمعنت النظر في ذلك الوجه واستدعيت تاريخه المهني المليء بالمطبات رغم انه من أصحاب الصلاحيات المحدودة ومن المحامين الجدد ودققت في نشاطه الذي ينصب على البحث عن أي تجمع(مؤتمر، ورشة عمل، لقاء) المهم فيه مسؤولين ليلتقط صور معهم (لشعوره بنقص بالجاه والوجاهة)، فيكون اول المتواجدين بدعوة او بدون دعوى لطرح نفسه كصاحب منظمة إنسانية(دكان صغير) تعمل على إغاثة النازحين، وجدت هذا الوجه وغيره لا يبعث بالطمأنينة وعنوان كبير لسرقة أموال النازحين، وصدق الحق حين قال في كتابه الكريم {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام} (البقرة، آية 204)…
ولاحظت ان هذه الوجوه قامت مؤخرا بتسجيل أسماء لمحامين بحجة توزيع مساعدات لهم، هذه الوجوه عليها غبرة، وتحمل علامات الخبث السلبي وسوء النوايا ومهنة الابتزاز بكل أشكاله وصوره، هذه الوجوه تتعامل مع بعض السياسيين ممن كلفوا بمهمة توزيع الأموال على مستحقيها وسرقوها، ويتهيئون لسرقة واختلاس الأموال التي ستخصص لأعمار مدينتهم، هذه الوجوه تم حجز مكان لها في هيئات معنية بالأعمار ليكون مجال السرقة واسع وكبير، وهذه الوجوه نست ان هناك اكثر من ثلاثون مخيم للنازحين في كوردستان اليس من الأفضل توزيع هذه الحصص المزعومة عليهم لو كانت النيات صادقة، لكن هذا النشاط وجدته يندرج ونشاط(نوري سينما)، لاسيما ان هذه الوجوه التي كانت لديها مواهب كبيرة في التفنن بطلب المساعدات، باتت هي من توزع المساعدات، فهذا معناه ان هذه الوجوه عرفت طريقة سرقة أموال النازحين وتعلمتها بحرفية.
أنى اسال أصحاب هذه الوجوه الصفراء:::
== اليس من الأفضل (لو كانوا حسني النوايا) باعتبارهم محامين ان يبحثوا، أزاء مشكلة النزوح العصية عن سن تشريع قانوني يدير أحوال البلاد في حالات الكوارث والنزوح فالمشرع العراقي غاب عنه ذلك…
سيما ان المنظومة القانونية في العراق درجت التشريعات المتعلقة بالكوارث والأزمات تحت إطار حالات الطوارئ التي لم تكن تصب في صالح المواطنين، بل كانت توظف تشريعاً وتنفيذاً لحماية انظمة الحكم، وهذه التشريعات لا تعالج معالجة حقيقة وفعلية حالة النزوح الداخلي للسكان؛ حيث تأتي اغلب موادها لتعطي صلاحيات استثنائية وواسعة للسلطة التنفيذية لمعالجة حالات الاضطراب الامني ومعظم تلك الصلاحيات هي صلاحيات امنية وعسكرية هدفها فرض النظام العام بطريقة تعسفية…==اليس من الأفضل لهم ان يعملوا مع منظمات المجتمع المدني من اجل ايجاد أطار قانوني للتعامل مع ظروف النزوح والكوارث منها تشريع “قانون حماية النازحين” فيه من التفصيلات والحلول الكافية لمعالجة تلك الحالات بعيداً عن اعلان حالة الطوارئ، الأمر الذي يبعدنا عن ضياع حقوق النازحين بسبب الصراعات السياسية…== اليس من الأفضل لهؤلاء ان يركزوا جهودهم ومعهم الخيرين على أعادة صياغة قانون جديد للاجئين، لاسيما ان القانون لازال عالق في أروقة البرلمان العراقي مع زملائه من القوانين المهمة من عام 2010…
== اليس من الاجدر من هذه الوجوه التي ليس لهم علاقة بمعاناة النازحين وهمومهم ومآسيهم؛ العمل على حث العراق ان يكون من الدول الموقعة على اتفاقية اللاجئين لعام 1951 وبروتوكولها لعام 1967، لا سيما ان هذه إحدى المعوقات القانونية لطلب مساعدات دولية…
== اليس لهم بدل التهافت على حضور أي تجمع فيه مسؤولين والتقاط الصور معهم للتباهي وسد النقص، وحمل أوراق لتسجيل أسماء محامين ليسوا بحاجة لمساعدات بقدر حاجة النازحين في الخيم؛ ان يقوموا بعقد ندوات لأجل حث وسائل الاعلام بأن لا تلبس قضية النازحين ثوبا سياسياً وطائفيا وتلتفت لها من الناحية الإنسانية؛ سيما ان هذا الأمر أسهم في تغييب حقوق النازحين وضياع فرص مساعدتهم…
== الم يكن من المناسب من هذه الوجوه وهم يصرون بعيون وقحة، رافعين اشداء لألوية تقديم مساعدات للنازحين بهتاناً وزورا؛ ان يعملوا على إقامة دعاوى للنازحين ضد الحكومة، المسؤولة المباشرة عن الحفاظ على ارواح وممتلكات العراقيين اينما كانوا، ووفقاً للقوانين المدنية، علي الحكومة ان تعوض من يفقد بيته وامواله، كذلك نص القانون 21 لسنة 2008 وهو قانون المحافظات غير المنتظمة بإقليم على مسؤولية رؤساء الوحدات الادارية والمحافظ على امن وسلامة المواطنين…== الم يكن من الأنسب من هذه الوجوه بدل جعل عنوان عملها تقديم مساعدات النازحين، ويتخذوا من مواقع التواصل الاجتماعي مساحة لبث صور واخبار لتحقيق غايات غير نبيلة؛ ان تتحرك (الوجوه) بشكل مدروس وبمهنية لتأسيس هيئة وطنية لأدارة الأزمات والكوارث…
== اليس من المناسب لو كانت معدة هذه الوجوه خالية من الحرام وليست كيس زبالة؛ ان يقدموا اقتراحات وآراء حول كيفية وضع إطار عمل محتمل لتأسيس حلول مستدامة لعودة اللاجئين والنازحين إلى أراضيهم وديارهم، لكنهم لا يأبهون لذلك فهم في عيشة راضية، يقطنون في بيوت واسعة، يلبسون (حسب ادعائهم) ملابس على الموضة، يأكلون من كل صنوف الطعام ك(السكالوب والكوردن بلو والجكنت سبايسي والكنتاكي والستيك جكن)، ويركبون سيارات غالية، أما النازح الخائب فهاجسه الاول كيف يدبر عيشته اليومية بأي دنانير واهية…
لكن هذه الوجوه لا تفعل ذلك لان لذة العوز مكرسة في نفوسهم وتبحث عن الاستكمال بالمغريات أي كان نوعها وصغرها؛ فإنهم يمارسون عملهم عن طيب خاطر ورضى ضمير، إن بقي لهم حثالة من ضمير؛ اي أنهم لصوص بلا نصوص قانونية ودينية رادعة…
كفاكم متاجرة بقضية النازحين ومآسيهم من أجل أن تسلم رؤوس هذه الوجوه الغارقة بالدجل والفشل، والمتوثبة للهيمنة على أموال سوف تتبرع بها الامم المتحدة وواشنطن والاتحاد الاوربي لإعادة اعمار المدن المحررة…
ان معدة هذه الوجوه التي ذكرتهم مملوءة بالحرام بدون أن تصدر عنها شكوى حاليا، لكن الآثار التي تترتب على إساءة استعمال هذه الوجوه لمعدتها هي أن عاجلا أو آجلا آثار تبعث على الشقاء، وستمضي هذه الوجوه متعثرة في طريق الحياة بمعدة لا تحسن أداء أعمالها، ففي رمضان، امنحها فرصة، اجعل من حصة معدتك للفقراء، تذكر ان هناك أطفالا نازحين زغب الحواصل، بدون معدة وهناك معدة بدون طعام، انه في معدتك، التي قد تشفى وتعود الى ممارسة وظائفها الطبيعية؛ ما لم تكن قد أسرفت في التجني عليها وإساءة معاملتها….
ولو كان الامام علي (عليه السلام) على قيد الحياة لقال للمعنيين في مقالي مثل ما قال لآبائهم:::
(( قَاتَلَكُمُ اللَّهُ لَقَدْ مَلَأْتُمْ قَلْبِي قَيْحاً وَشَحَنْتُمْ صَدْرِي غَيْظاً )).