7 أبريل، 2024 8:28 م
Search
Close this search box.

قراصنة الصومال الظرفاء؟ – صعاليك البحار وأحفاد السليك ابن سلكة  

Facebook
Twitter
LinkedIn

بضعة زوارق وأعداد من الرجال يخرجون من أفقر بلدان الأرض ، فيثيرون الرعب في أهم الممرات المائية ، ويقطعون الطريق البحري على عشرات من ناقلات البترول المحملة من أغنى دول العالم ، الذاهبة لضخ الدماء في شريان الصناعات المتطورة لأغنى دول العالم ، التي تشحن بدورها الأسلحة المتطورة والبضائع غالية الثمن لترفد البذخ الأسطوري في بلاد الملوك والسلاطين والأمرا والطغاة ، مليارات الدولارات تمريومياً ذهاباً واياباً، امام اعين المتضورين جوعاً ، وكلها تذهب للمتخمين .
لم يطرح أولئك الصعاليك أية مطالب سياسية ، فهم بنظر العالم لصوص وقراصنة ، لكنهم ليسوا قتلة ، ومها يكن مقدارالجريمة فيما يفعلون ، فقد اثاروا انتباه العالم ممزوجاً بالدهشة ، كيف يتمكن هؤلاء من تنفيذ عملياتهم متحدين تلك الآلة الحربية هائلة التطور، أقمار صناعية تجوب السماء وتكشف كل مايدور على الأرض حتى شخص يدخن سيجارة ، وأساطيل بحرية ترى السمكة وهي تبحث عن غذائها ، وتوجه صواريخ بالغة الدقة لتصيب هدفاً عبر الآف الأميال ، ومع ذلك تختفي السفن هائلة الحجم مع طواقمها ، وتضطر الدول( السمينة ) إلى دفع فدية .
لابد انه عرض نموذجي للعبة القط  والفأر، أو ربما إعادة مثيرة لحكايا الصعاليك ومغامراتهم،فلقد انتزع أحفاد السليك ابن سلكه ( رزق عيالهم ) من أنياب الكواسج المفترسة ، وان بطرق مختلفة ، لكنها أيضا خفيفة رشيقة ، إذ ينشلون مدنية عائمة تسمى اصطلاحاً ( سفينة ) وكأنها محفظة من جيب ( دشداشة ) احد امراء الخليج ،أو( بنطلون ) سائح غربي ،ويختفون في دهاليز وسواحل بلد مزقته الحروب الأهلية ويموت  أطفاله جوعاً ومرضاً، فهل بقي احد في العالم ، لم يسمع اليوم بإسم ( الصومال ) على أثر ما فعل أولئك اللصوص الظرفاء ؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب