8 أبريل، 2024 2:38 م
Search
Close this search box.

قرار “هيئة الحشد” الإنسحاب من المدن.. الدوافع والأسباب!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

كُثر الحديث في الآونة الأخيرة عن دوافع واسباب قرار هيئة مليشيا الحشد الشعبي في الثامن عشر من الشهر الجاري، القاضي بمغادرة كافة عناصرها من المدن، وخاصة المناطق “المحررة” من تنظيم “داعش” الإرهابي شمالي وغربي البلاد، وفك ارتباطها مع الأحزاب والعتبات التي ساهمت في تشكيلها . والسؤال الذي يفرض نفسه: لماذا هذا القرار في هذا الوقت بالتحديد -مشاورات تشكيل الكتلة الاكبر- علماً أن تلك المناطق ” شمالي وغربي البلاد ” كانت قد طالبت منذ البداية بعدم بقاء مليشيا الحشد أو أي تشكيل عسكري داخل المدن، وهي قد ارتكبت العديد من الجرائم الوحشية ضد مدنيي تلك المناطق، بدوافع طائفية تارة، وبحجة التعاطف مع تنظيم داعش تارة آخرى .

من هذا المنطلق، يبدو قرار هيئة هذه المليشيا أنه قرار سياسي، يستبق تشكيل الكتلة الأكبر التي تخولها تشكيل الحكومة لاحقاً . وهو على مايبدو مسعى لجذب اكبر عدد من الحلفاء لتحقيق الهدف، وقد يكون الأكراد هم المعنيون بذلك، إذ تشير المعلومات إلى أن قرار الإنسحاب من المدن هو مطلب “كردي” اكثر من كونه مطلب “سني”، وهو خطوة أولى من طلبات الكرد، في إطار المفاوضات التي يجرونها الآن، وهي الانسحاب من المدن بضمنها كركوك ومن ثم المناطق المتنازع عليها . وإن صحت هذه المعلومات فهذا يعني أنه انسحاب سياسي، ومحاولة رخيصة لإثبات مصداقيتها والتزامها داخل أي اتفاق سياسي تتم بلورته، مع الاطراف السياسية على حساب الوطن .

هذه السياسات العدائية التي تنتهجها تلك المليشيات، تستحضر موقفا لها ينقض قرارها الآخير، حيث سبق لها أن رفضت خطة أقرها رئيس الوزراء “حيدر العبادي” بداية العام الجاري، تقضي بإخلاء مقراتها داخل المناطق والأحياء السكنية والأسواق العامة، وتسليمها للشرطة المحلية وقوات الجيش خلال أسبوعين، ضمن متطلبات التهيئة لإجراء الانتخابات التشريعية في العراق التي جرت في آيار الماضي، حيث كشف آنذاك مسؤول حكومي في بغداد، “عن وجود رفض ومماطلة لعدد من فصائل مليشيات “الحشد”، التي تحاول بذلك عدم تنفيذ القرار الحكومي”.

والحقيقة أن تلك المليشيات تمارس بعد أن انتهت من جرائمها البشعة أنشطة مختلفة، من بينها عمليات اعتقال ودهم وتفتيش، بدون مذكرات قضائية، كما يتهم قسم منهم بممارسة عمليات ابتزاز وتلقي رشى مالية مقابل تمرير مصالح المواطنين، أو تمرير بضائع التجار إلى تلك المدن من خلال حواجز التفتيش التي تقيمها.

خلاصة القول، أن هيئة هذه المليشيات زجت بأبناء أهلنا من الجنوب في اقتتال مع أبناء المناطق الغربية مستغلة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، لتعميق الشرخ بين أبناء الوطن الواحد من جهة، ولتحقيق مكاسب سياسية تديم بقاءها على الأرض، ضمن خطة إيران للإستمرار في فرض هيمنها على مفاصل الدولة العراقية.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب