قال الحكيم علي : لقد سمعت رسول الله يقول : نحن لا نوّلّي من يطلب السلطة ويحرص عليها !
لم نرَّ اي مظاهر لتنفيذ قرار مجلسكم في 19 / 8/ 2014 م . . وكان هذا متوقعا حين نعرف ان المسؤل العراقي – في اي موقع – يتشبّث بمنصبه بكل وسيلة , ولا يمكن زحزحته من منصبه الاّ بقرار سماوي على يد سيدنا عزرائيل (ع) .. وان كان وجود البعض من مخضرمي السلطة ( المدراء) لايقل خطرا وسوءاعن أي مخرّب لمصالح العباد والبلاد في بلد يصنّف في اعلى مراتب الدول الفاشلة في العالم .. وما جرى من تداعيات بيد الفاشلين – الخونة في نينوى وعلى كافة المستويات لهو اكبر دليل على ذلك .
اليابان بلد خال من الموارد الطبيعية وسبعين بالمائة من ارضه جبلية ومعرّضة سهوله للزلازل .. ولكن قادة هذا البلد توجهوا للاستثمار في الموارد البشرية .. فهم صنعوا قادة افذاذ ومخلصين , استطاعوا ان ينتشلوا بلد مدمّر بعد الحرب ودمار القنابل الذرية التي اسقطها الاميركان عليهم , وصنعوا منه بعد سنوات اليابان الذي نعرف .. ان الياباني الذي يفشل في المهمة التي تُعهد له – لايكتفي بالاستقالة – بل يُعاقب نفسه ..إمّا بحلق راسه او هو ينتحر تعبيرا عن الاعتذار للشعب الذي أولّاه هذه المسؤولية التي فشل في إدائها ..
نحن في العراق – بلد غني في ثرواته النفطية – ولكن ( واللعنة في التفاصيل ) بعد لكنْ , فليس هناك من تغيير على ارض الواقع , وتردّي احوال شعبه بالرغم من انفاق مليارات الدولارات سنويا , فلماذا اذن ؟! سوى سوء الادارة في مرافق دولته , ووضع الشخص الغير مناسب في المكان المناسب .. والانكى بقاء هذا الغير مناسب في منصبه الى أن يتوفاه الموت .. واسال هل يستطيع المدير الابدّي ان يدير دائرته بنفس الكفاءة التي كان عليها في اول فترة ادارته – ان كان يمتلكها – بعد مرور ست اوسبع او ثمان او عشر سنوات ؟! وخصوصا ان كان اختياره لم يتم عن كفاءة مهنية وادارية !
ايها المجلس الموّقر : ان سوء الخدمات وسوء الاداء والاخفاق في بعض مرافق الدولة سببّه – اذا إستثنينا القليل النادر من الكفوئين – هم هؤلاء المدراء الذين لم يتغيروا منذ سنين , وان مسؤولية تغييرهم تقع عليكم , وان عدم التغيير سيكون عنصرا مشجعا لهؤلاء الذين يتمادون في العسف والبغي في ادارة دوائرهم .. كما نرى في معظم الدوائر التي يشغلها مدراء لايمتلكون أدنى مقومات المعرفة والثقافة , والاسلوب الحسن , وان اغلبهم لايعرف سوى الاساليب البالية في ادارة الافراد التي عفى عليها الزمن , وبنرجسية فارغة واستعلاء ينم عن خواء نقوسهم ..انهم طبقة النبلاء الجديدة في العراق ..
اعتقد انكم مطالبون بتغيير هؤلاء – استجابة لرغبة جماهير المحافظة- من الذين تجاوزوا الفترة المحددة لهم والاتيان بكفاءات جديدة ومااكثرهم , لكي يقودوا الدوائر التي حوّلها البعض الى كانتونات وضياع لهم .. انهم يحسبون انفسهم ملّا كّا لدوائرهم , وغير مسموح لاحد آخر ذو كفاءة او قابلية من الاقتراب من حمى قلاعهم .. انهم حفنة شبعت , وأثرَّت , واصبحت ديناصورات متخشبّة على كراسيها .. لاينفع ايها السادة ان نلعن ابليس في العلن ونواسيه في السر .. وتغيير هؤلاء امانة في اعناقكم وهي مسؤلية اخلاقية قبل ان تكون وظيفية . لك الله ياعراق الضيم .
