كلنا قد سمع وتابع قرار النائب شيروان الوائلي باستجواب أمين العاصمة الدكتور العيساوي , ويبدو إعلاميا بان النائب شيروان الوائلي مصر وبقوة على الاستجواب في يوم الاثنين المصادف 28 / 11/ 2011 وللرجل الحق في حرية الطرح أو القرار لكونه نائبا في البرلمان العراقي , ومن حق امين بغداد تبرئة ساحته والدفاع عن ذاته بالقرائن والثبوتيات التي يمتلكها , فحرية الرأي والرأي الأخر مضمونة ومصونة للطرفين ولحد الآن .
ولدى استقرائي لواقع الحال ولمتابعتي الدقيقة والمكثفة لمسار الموضوع ( الاستجواب ) ولتشابك الآراء المطروحة , ولتزايد التجاذبات المقصودة , ولوجود مزايدات متزايدة فان المتتبع اللبيب لمسار الموضوع يتوقع أن قرار شيروان الوائلي في ميزان التوقعات المكثفة والكثيرة .. فمنهم من يقول أن الاستجواب يتم وبكل تأكيد لان الوائلي يمتلك ملفا ضخما يدين فيه الأمين وبعض وكلائه .. ومنهم من يتوقع ان القرار سيظل معلقا على مشجب الانتظار , وفصيل أخر يتوقع أن القرار لن يتم لوجود تخندقات وانقسامات والتزامات وتشابكات أو توسطات لإبقاء الموضوع محصورا في دائرة التحالف الوطني ويحل ضمن إطار هذا التحالف قبل أن ينشر الغسيل على حبال التقولات والتعليقات والصحف والفضائيات التي قد تضخم الموضوع إلى أضخم درجة , وان كل مواطن أو كاتب أو صحفي أو متابع يمتلك رصيدا من الحرص على عدم تصعيد المواقف التي تؤدي إلى الانقسام والتشرذم يطرح بصدق وحرص ووعي أراءاً وأفكارا تعمل وتجاهد على إخماد اللهب والركون إلى التعقل , والحوار الحضاري الواعي الملتزم بشرف المسؤولية ومسؤولية الشرف الضامنة للتكاتف والتعاضد وحل كل مشكلة تحت سقف الديمقراطية والموضوعية بنزاهة وترفع عن كل السلبيات التي تزيد الطين بله وتؤجج النيران .
وأمام هذه الأحداث والأحاديث فأنني أتوقع بان الاستجواب قد لا يتم فالصحوة والتعقل قد تأتي بعد طوفان هائل من التحديات والانقسامات والانشطارات والتحزبات والمصالح المتنوعة , هذا ما أقوله وأتوقعه وفي رحم المجهول ترقد مفاجئات قد تكون ايجابية وفيها فوائد جمة للمسيرة المتعطشة إلى التلاحم والانسجام والوئام .
إن توقعي بعدم الاستجواب فيه حرص على حفظ ميزان التوازن , وفيه حرص على وحدة الأطراف التي تخلق الاستقرار والاطمئنان لمستقبل امثل ترفرف في أفاقه ألوية الاتفاق والتوافق الذي نحن أحوج ما نكون إليه في هذا الظرف الملتهب المشحون بالتخوفات والتوقعات المزعجة التي تتلاشى بوحدة الهدف والمصير والسير إلى أمام يدا بيد من اجل بناء عراق أروع ومستقبل أكثر بهاء وإشراقا .
وان الذي قلته للمعنيين وبحكم حبي وصداقتي معهم و من باب الوطنية والحرص على صيانة الوطن ووحدة الشعب وأؤكد أن كل وطني غيور وشهم وشريف يضيف لبنة قوية ورصينة إلى البناء الهرمي لهذا الوطن الذي شبع من الويلات والمحن ويحتاج إلى فترة صحوة ونقاهة لكي يستطيع أن يمشي على قدميه شامخا وبكل قوة وإصرار .. فكفاية كفاية من سياسة الانشطارات والتبجحات والتعملقات التي لن نحصد منها سوى الخيبة والخذلان .