لم اكون تقليدياً في كتابة عنوان هذا المقال واقول (( استقلال كوردستان)) لأن الحقيقة هي انتزاع كركوك وحقولها، كركوك عراقية بأمتزاج اهلها وتنوع قومياتهم ومذاهبهم، واستطيع ان اسمي كركوك ( عراق2) لأنها اكثر مدينة تضم اكثر من مكون وقومية..
منذ سنوات ومليشيات مسعود البرزاني تعمل بأستمرار على ابتزاز اهالي هذه المدينة، وعملت على ترحيل العرب (سنة وشيعة) من هذه المدينة بأبتزازهم مالياً وعسكرياً وقومياً..
حتى اصبحت هذه المدينة تشكل نسبة كبيرة من الاكراد بعد ان عملت مليشيات البرزاني على تكريد كركوك واستغلت القوات الكردية الفوضى التي حصلت بعد 2003، وانهيار الدولة، بفرض سيطرة ميليشيات البيشمركة على محافظة كركوك، والقيام بحملات شعواء لمحاربة العسكريين والموظفين والعمال العرب وبنفس الوقت قامت بجلب الاكراد الذين هم من أصول سورية وتركية وإيرانية، ومنحهم وثائق مزورة على أنهم من نفوس كركوك، والقيام بتشكيل حزام سكني أمني حول المحافظة، من خلال توزيع (100) ألف قطعة سكنية على أتباعهم وتكوين أحياء كردية جديدة تحيط بالاحياء التركمانية والعربية من كل ناحية..
مسألة استقلال كوردستان هي بالاساس الاستيلاء على كركوك، والسبب في ذلك غزارة النفط في هذه المدينة، اذ تبين مسودة قانون موازنة 2017 من تصدير النفط من حقول كركوك (300) الف برميل يومياً، في حين لم يبلغ تصدير اقليم كوردستان سوى (250) الف برميل يومياً!!!
اذا دعوات البرزاني ومليشياته الى قيام دولته “العتية” ما هي الا ضرب من الاستيلاء على مدن العراق، وانا متيقن انه يستغل هذا الظرف للحصول على مزيد من التنازلات من بغداد كما حصل بزيادة حصة الاقليم من7% و 12% و17% على التوالي ابان تنازلات حكومات المالكي المتعاقبة، الا انني متيقن ايضاً، ان دعوة البرزاني ومليشياته كاذبة بأمتياز، وانه سيخسر اكثر اذا ما اقام “دولته?” لأن اقتصاد اي دولة يعتمد على ثرواتها وموقعها الجغرافي والعلاقات الاقليمية..
وسياسياً لديه علاقات متوترة مع اغلب الدول المحيطة به، وستغلق الابواب بوجه الاقليم براً وجواً، اما بحراً (فخل تفيدة الجبال)!!
ايران غير راضية..
تركيا لم تحبذه ابداً..
سورية مشاكل لم تحل..
لا طريق له سوى الضغط على حكومة بغداد عن طريق ابتداعه في الحين والاخر قرار الاستفتاء، وبأعتقادي، حكومة بغداد كان ردها حازم ومتدارك لهذه الضغوط سواء كان عسكرياً او سياسياً او اعلامياً، فموقف حكومة بغداد لم نلاحظه يرضخ لضغوط البرزاني ومليشياته، كما تم اضعافه في الحكومات السابقة.