14 أبريل، 2024 2:26 م
Search
Close this search box.

قرار الصدر وامالنا

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما  اتفحص تاريخ العرب والمسلمين اشعر بالخيبة ، وذلك بسبب واحد هو تمسك الحاكم بامر الله بالسلطة  ، ولا يفقده اياها الا الموت بمختلف الانواع والحالات .
اليوم  اتنفس الصعداء بعد سماعي وقراءتي بتمحص دقيق للقرار التاريخي للسيد مقتدى الصدر باعتزاله الحياة السياسيه واعلانه بشكل قاطع  وبوضوح: “عدم تدخلي بالأمور السياسية عامة وان لا كتلة تمثلنا بعد الآن ولا أي منصب في داخل الحكومة وخارجها ولا البرلمان ومن يتكلم خلاف ذلك فقد يعرض نفسه للمساءلة الشرعية والقانونية ” . ناهيك ” عن غلق مكاتبه في عموم العراق والبقاء على بعض المكاتب التي تعنى بالامور الانسانية .
هذا الامر ليس بالامر الهين في مجتمعاتنا فالصدر يمتلك تيار واسع في عموم العراق وهو من اعقد التيارات السياسية الدينية فهم ليسو تابعين سياسين بل مبايعين له بانفسهم واموالهم وكل ما يملكون فهؤلاء ابواب شهادة تحت اقدام ال الصدر وكانت التوقعات تقول ان رئيس الوزراء العراق لعام 2014 فيكون من الكتلة الصدرية  ، لكنه تغلى عن كل ذلك عندما شعر ان فسادا استشرى بين اعضاء كتلة الصدر البرلمانية ( 40 ) وبين قيادات تياره من وزراء ورجال دين والدنيا غرتهم كما غرت غيرهم ونسوا جماهيرهم الصدرية الفقيرة المتعبة ولم يحققوا احلامها بعيش امن وهاديء .
الاندهاش بدا واضحا بين جميع طبقات المجتمع العراقي بل تعدى ذلك صار الاندهاش دوليا فوسائل الاعلام تتسائل والمثقفون يتجادلون ويتباحثون فيما بينهم والمحللون السياسيون يتوقعون والشارع بين الفرح والغضبان . فانصار الصدر والغالبية العظمى معظمهم من الطبقات المسحوقة صاروا يذرفون الدموع على اعتزال زعيمهم وحامي ظهرهم والمدافع دوما عن حقوقهم وحقوق العراقين فالصدر الوحيد الذي اعلن وخاصة في الفترة الاخيرة رفضه للطائفية ودفاعه عن جميع العراقين سنة وشيعه وغيرهم . فيما كان الاخرون فرحون لان الساحة بقت فارغة لانتصار زعمائهم في الانتخابات الاخيرة ، بينما نحن العلمانيون نبقى مندهشون فقرار الصدر كان قمة الديمقراطية والرجل الحر،  فقلت في عالمنا هذه القرارات من المستحيلات ويمكن ان تكون معجزة ، مدير شرطة النجف عام 2006 امر تنفيذ نقله ادى الى معركة حامية استمرت ليومين والاهالي يتذكرونها وكذلك الامر في البصرة والسماوة وغيرها من المدن العراقية . فكيف بنا ونحن نرى اليوم احد اعمدة الحكم السياسية والدينية في العراق وهو يعلن انسحابه الا يحق لنا الاندهاش ؟
مقتدى الصدر وتياره جزءان لا يتجزاءان ولا يمكن الاستهانه بهما ، فاتباعه من شباب وشيبه ونساء يذيبون بال الصدر بمعني انهم اناس احياء بل اموات في ال الصدر فانا كصحافي غطيت احداث النجف وغيرها وجميع معارك السيد مقتدى مع قوات الاحتلال من جهة والحكومية من جهة اخرى اتيقن انه يمتلك تيارا مضحيا ووفيا ويتبعون كلمته في جميع امور حياتهم فهذا الحب ورثه السيد مقتدى من والده المرجع الديني السيد محمد محمد صادق الصدر الذي اغتاله نظام صدام مع نجليه عام 1999، فبالرغم من ان السيد مقتدى الصدر لم يحصل على درجة الاجتهاد لكن اتباعه شبه مقلدون له ويخالفون النظريات الشيعية فالكثير من الشباب يقلدون ابتداءا والد السيد مقتدى وهذا مايرفضه مراجع الشيعه لكن حب مقتدى الصدر طغى عليهم ، فهذه القوة التي قاتلت لسنوات القوات الامريكية واجبرتها على الخروج والتي ساندت مقتدى في ايامه العصيبة فكانت ماثرها بوقفتها معه واللوذ عنه  عندما اصدر الحاكم المدني للعراق عام 2004 بول بريمر  قرارا بإغلاق صحيفة للحوزة الناطقة وأدت إلى تصاعد الأحداث الدامية بين أنصار الصدر وقوات الاحتلال بعد أن قتلت القوات الأسبانية متظاهرين كانوا يتظاهرون سلماً محتجين على إغلاق صحيفة الحوزة وواجهت المعتصمين منهم بالدبابات فحث الصدر أتباعه على ترويع قوات الاحتلال بعد أن قال ان الاحتجاجات السلمية لم تعد مجدية واتخذ هذه الحادثة نقطة بداية مرحلة مفصلية لبدأ القتال ضد قوات الاحتلال الأمريكي.
وكان السياسيون العراقيون لم يدركوا قوة الصدر واتباعه فوجه له اتهامات باغتيال السيد مجيد الخوئي واخرى بالارهاب واصدرت محكمة النجف بحقه عام 2004 مذكرة القاء قبض فكان اتباعه له صمام الامان ، فهم المقلدون لابيه والمحبين والمضحين له   ، اليوم سيد مقتدى اضاء لنا بصيص امل في نفق مظلم ان هنالك قادة مضحون بكل شيء لاجل شعبهم ووطنهم .
فانا مندهش لاسئلة كثيرة من قادتنا من  اعترف ان هنالك مفسدة داخل حزبه الكل يدافع عن جماعته ، البرلمان انقسم الى جماعا ت حزبية وفئويه متناحره ، والمفسد منهم له محامون كتلته داخل مجلس النواب نتذكر الاستجوابات للمتهمين بالفساد من وزير التجارة السابق والكهرباء والدفاع وغيرهم وما يحصل لم يعترف احد فالاعتراف شجاعة وهذا ما بينه السيد مقتدى .
سيدنا العزيز انا رجل علماني لكني مندهش بك وبقرارك ورجعت لي الامل وارى بك الامل .
فبهذه الشجاعه نظف تيارك من المفسدين والوصولين واصحاب المصالح وتوج جماهيرك باناس سمتهم النزاهة والعفة ليحققوا امالهم وامالنا ، فاذا كان هنالك شخص سيء في المنزل وبين العائلة لا يصح تفكيك العائلة وهدم المنزل ، لنرمم بيتنا ونجعله جميلا باناس طيبين فانت مجاهد ابن مجاهد بل مجاهدين فواصلك جهادك ولا تعتزل فانت الامل .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب