23 ديسمبر، 2024 3:43 ص

أنقلبت الدنيا ولم تقعد على رئيس الوزراء “حيدر العبادي”حين أعلن التزامه بالعقوبات الأمريكية على إيران، وبقطع النظر عن مآرب السيد العبادي في هذا الموقف إلا أنه قرار صحيح وسليم ووطني مليون بالمئة، يريد أن يثبت لنا” العبادي” أنه حازم وقوي وشجاع.
ماذا لو قلبنا المعادلة وفرضت أمريكا عقوبات على العراق وحذرت من التعامل معه؟ برأيكم كيف سيكون موقف إيران؟ نترك الإجابة للتاريخ:
بعد حدث إنتفاضة وسط وجنوب العراق في أوائل عقد التسعينيات على الحكم البعثي، وسقوط تلك المحافظات بأيدي الثائرين، تحركت قوات بدر المسلحة والمعارضة للنظام البعثي، لإسناد الجماهير المنتفضة، بادر بالعجل الرئيس الأمريكي “بوش الأب” لتحذير وتهديد الحكومة الإيرانية من التدخل بالشأن الداخلي العراقي، مما حدا بالقيادة الإيرانية إصدار أمر لقوات بدر بعدم الدخول للعراق، ولا نلوم إيران على هذا التصرف فمن حقها أن تجنب بلادها المتاعب والضرر.
شاهد آخر من التاريخ: لما عزمت الإدارة الأمريكية على غزو العراق وإحتلاله وإسقاط دكتاتورية الحكم الصدامي، قاطعت إيران ورفضت بشدة تدخل أمريكا بالعراق، لماذا؟! لئن دخول أمريكا يهدد الأمن القومي الإيراني، وبالتالي فضلت بقاء صدام على أمريكا من أجل مصلحتها ومن حقها، لكن أنا كعراقي اعتبر عيش يوماً واحداً تحت حكم طاغية مجرم مثل صدام لا يقارن بألف يوم من حياة الإيرانيين المنعمة! ومن يدري لعل في تأخير حكم صدام يوم، يقتل فيه “100” الف من شيعة العراق؟ فداءً للأمن القومي الإيراني!
قبل شهور تكررت هذا الحقيقة بقول قائد الحرس الثوري الإيراني: (لدينا ثلاث خطوط صد: العراق وسوريا ولبنان لحماية أمننا القومي)، وقالها من قبله الشيخ رفسنجاني:(سنجعل من العراق مستنقع للولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط) وطبعاً أكيد بولد الخايبة وهذا ما حدث.
نعلم جيداً بالضرر الإقتصادي الذي سيلحق بالعراق لإرتباطه التجاري بإيران في حال الإلتزام بالعقوبات الأمريكية، كغلاء الأسعار مثلاً إلا أنه يمكن تدارك الأمر بالبديل، ولكن سنكون أكثر ضرراً إذا لم نلتزم فبيننا وبين أمريكا ملفات أمنية وعسكرية وسياسية واقتصادية ومالية بإستطاعة أمريكا معاقبة العراق وخاصة بعد تحذيرها كل من يتعاون مع إيران.

لا خيار للعراق الا بتقديم مصالحه وهذا حق مشروع لأي دولة، كما تعطي إيران الأولوية لنفسها عندما تتقاطع مصلحتها مع مصلحة العراق.