18 ديسمبر، 2024 9:19 م

قرارات صائبة ثمنها باهض

قرارات صائبة ثمنها باهض

هنالك موضوع وهنالك حكم وهو بعينه موضوع وقرار ولكن الاهم من هذا ما يترتب من اثر اذا كان القرار عملي وليس اتخاذ موقف شخصي وحتى تتضح الصورة اكثر ساستشهد بعدة مواقف من تاريخنا القديم والحديث .

ثورة زيد بن علي اهدافها كانت سليمة وشرعية واستشهد بكل كرامة وبطولة وقد بكاه الامام الصادق عليه السلام ، ولكن ماذا كانت النتيجة ؟ النتيجة قاسية ليس فقط حالما تم القضاء على الثورة بل امتدت لذريته الذين لاحقهم خلفاء بني امية وقتلوهم بكل وحشية . مثلا ضريح يحيى بن زيد على الحدود الايرانية الافغانية

وهنالك ثورات اخرى لابطال من الشيعة للاسف الشديد كانت نتائجها قاسية ، ومن هذه الثورات اخذ مراجع الشيعة الدروس واقتدوا بالائمة عليهم السلام في اتخاذ القرارات فيما يواجهونه من مواقف عصيبة على نفس المنوال .

شارك علماء النجف في محاربة الانكليز ومؤازرة الجيش العثماني في الوقت الذي كانت الحكومة العثمانية تتجسس لصالح الانكليز على المانيا ، النتيجة خسارة الحرب وادت الى حالة من الخيبة لدى النجف فما كان منهم الا اعتقال قائممقام النجف العثماني سنة 1915 ولكن تدخل عبد الرزاق شمسه رئيس البلدية في اطلاق سراحه وترحيله الى بغداد

عاشت النجف الاشرف فترة عصيبة خلال سنة ونصف 1917 عندما قام نجم البقال قائد الجناح العسكري في حزب النهضة الاسلامية بقتل الكابتن مارشال الحاكم العسكري للنجف ، ويقولون عنها ثورة النجف ادت الى حصار ظالم على النجف الاشرف واعدام احد عشر شخصا اتهموا بمقتل المارشال اعدموهم في الكوفة ورحلوا قرابة مئتي عالم خارج العراق والذي نجا منهم فقط هو عباس الخليلي وحسب ما ذكره شقيقه جعفر الخليلي في موسوعته هكذا عرفتهم انه تم تهريبه الى ايران بعد ارتدائه عباءة نسائية وكان برفقة امه .ان هدف الثوار هو صحيح لكن الكيفية والتوقيت تركت نتائجا قاسية على النجف .

السيد طالب الرفاعي يقول في اماليه عندما التقى بالسيد جعفر نجل السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره في بيروت والالم الذي تركه السيد على عائلته يقول السيد جعفر مخاطبا السيد الرفاعي عندما فكر بما فكر به صاحبك ـ يقصد السيد الشهيد والده ـ الم يفكر بنا . ان موقف السيد محمد باقر الصدر من حكام البعث الفاشي كان صحيحا ولكن الكيفية والتنفيذ جاء بنتائج قاسية على عائلته وعلى الشيعة .

اتمنى ان لا نتغنى بالشعارات او المقارنات غير الصحيحة مع مواقف تاريخية للائمة عليهم السلام مع حكام عصرهم ، اتذكر ايام الدراسة سنة 1977 جاءني صديقي يعرض علي الانتماء لحزب الدعوة وبيده استمارات الانتماء فقلت له اين كنتم بالامس ؟ قال الان اتخذنا القرار ان يكون عملنا علني وليس سري ، قلت له كان المفروض ان يكون علني ايام عبد الرحمن عارف وليس الان والحكومة بابشع جرائمها وقسوتها ، فاعتذرت منه وقطعت علاقتي به ، وسمعت انه اعتقل من قبل الامن ، فتوقعت انه تم اعدامه ولكن بعد خمس او ست سنوات علمت انه اطلق سراحه ولم يعدم ويعيش حياة مترفة فماذا تتوقعون من حكم فاشي قام باعدام اكثر من اربعين طالب اسمه صباح على الشبهة يقوم باطلاق سراح من يروج لحزب الدعوة ؟

شخص يسال الامام الصادق عليه السلام قائلا : شخصان طلب منهم الخليفة العباسي البراءة من الامام علي فتبرا احدهما واطلق سراحه وامتنع الاخر فضرب عنقه فقال عليه السلام الاول تفقه فنجى والثاني استعجل الجنة .