23 ديسمبر، 2024 4:14 م

قرارات التغير المرتقبة للعبادي هل ستعكس إصلاح حقيقي أم ترقيع شكلي

قرارات التغير المرتقبة للعبادي هل ستعكس إصلاح حقيقي أم ترقيع شكلي

يتسائل الكثير …عن مبررات إهتمام حكومة العبادي إجراء التغيير المرتقب في هذا الوقت بالذات …وفيما إذا كانت لديه برامج البدء بعمليات التغيير …أم انها جاءت نتيجة توجيهات وضغوطات خارجية ربما لأمتصاص نقمة وغضب الجماهيرالتي تحتشد إسبوعياً في ساحات مدن العراق …بعد أن عجزت حكومة العبادي أن تحقق ولو جزء بسيط من مطالب الجماهير في مجال الخدمات الإجتماعية الضرورية المختلفة وخاصةً الكهرباء والماء ..الخ الخ
إذن ما هي أسباب التغيير ؟وهل يقصد العبادي بها المجيئ بحكومة يطلق عليها (حكومة تكنوقراط ) لمواجهة الفساد المستفحل والمستشري في جميع مفاصل الحكومة بما يتطلب وضع حدٍ له …أم أن التغيير سيحدث نتيجة فشل تجربة المحاصصة الطائفية المقيتة منذ أن فرضت على العراق …وإستغلال البعض للمراكز الوظيفية بقصد سرقة أموال البلد والتشبث بالمركز الوظيفي كوزراء منتفعين (أستملكوها طابو)وهل سيشمل التغيير الجميع دون إستثناء …بعد أن اعترف المسؤولين وعلى الأشهاد إنهم جميعاًفاشلون وغير قادرين على مواجهة المرحلة القادمة بسبب الإنخفاض الحاد بأسعار البترول …وهل سيشمل ياسيدي التغيير بعد أن أقر الجميع …إنك تبوئت المنصب وفقاً للمحاصصة الطائفية وإنك غير قادر على فعل شيئ بسبب إنتمائك الطائفي .
إن قرارك ياعبادي بالتغيير سيحدث صدمة بأكثر من إتجاه.
أولاً–إقرارك بوجود الفساد مما يتطلب منك تشخيص حالات الفساد ومحاسبة الفاسدين والمفسدين .
ثانياً–فشلك وعجزك بوضع حدٍ لفوضى الفساد .
ثالثاً—تغطيتك على حجم الفساد الحقيقي وأبطاله من المسؤولين والمنتفعين والمتزلفين والمرائين والخاسئين وغيرهم (هنا يبرز دور السيد مدحت المحمود المغطي على الفساد ) وتشجيع انتشاره .
لكن من أين ستبدأ؟من رأس الشليلة ؟أي ستبدأ من السيد المالكي ورهطه …وهل سيحاسب على الأموال التي إختفت في عهده وكذلك أعداد من إستفادوا بما فيهم (إبنه أحمد وأزواج بناته)فهل ستحاسبهم أم سيخرجون بكفالة ولربما سيهربون (إن بقي مدحت المحمود في موقعه ).
وهل ستحاسب السيد عمار أم علاوي أم مجموعة الكربولي؟ …ثم من أين ستبدأ؟(من مطار النجف وكيف يسيّر والخطوط الجوية أم المصارف والأنشطة المختلفة والخراب الممتد كالإخطبوط في جسد الحكومة .وكيف ستحاسب (عادل زويه ..وصولاج ..والأعرجي وآخرون )والمليارات التي تدفقت الى اوربا كالسيول بحيث أصبحت مشاريع وعمارات وشركات وهكذا في الخليج .
ياعبادي كان المفروض أن التغيير يحدث منذ زمن …عندما توليت قيادة الحكومة بالمحاصصة …أن تحدث تغيير جوهري ب نشاط الدولة بحيث تلغي فوراً نهج المحاصصة …وتضع حد لمراكز الفساد التي أصبحت تشكل سلوك مستباح لفاعليه .
لكنكم مع الأسف فشلتم …وأَود أن أُذكرك أن هناك إختصاصات أفضل من إختصاصك …وهناك من لديهم تجارب وخِبر أكثر منك وهم مسلمون أيضاً… ليسوا طائفيين ولم يرتبطوا بأحد الأحزاب الطائفية ولايؤمنون او يثقون  بالمحاصصة التي دمرت البلد وقسمت شعبه …أيديهم نظيفة بيضاء ولديهم خبرات وظيفية وصفات وخصائص و يتمتعون بمزايا أفضل من جميع من حشروا حشراً في مجلسكم النيابي .
لنفرض إنك قادر على فعل شيئ…وهذا ما نشك فيه فهل ستدعو الى إعتماد قوانين إستثنائية وإجراءات لمواجهة إنخفاض أسعار البترول مع إستمرار الحرب مع الإرهاب وتدفق النازحين .
هل تستطيع محاسبة المسؤولين الذين سرقوا والذين أهدروا وبددوا الأموال وأرهقوا الميزانية بمصاريف وهمية لاوجود لمشاريعها الا على الورق (وهمية)وحضرتك تعرف باليقين وتتذكر المالكي والحكيم وآخرون منهم (عادل عبد المهدي ..صولاج ..الأعرجي )وهكذا .
هذه مجرد أمثلة وما خفي أعظم (إسألوا قاضي محكمة إستئناف النجف الأشرف السيد حسن حدراوي )عن أكبر عملية سرقة حدثت بتاريخ العراق (سبعة آلاف قطعة سكنية بقيمة عشرين ترليون دينار )هذه حسب تصريحاته  …أما انتم فكيف تصرفتم وماذا عملتم
معها …ولو عممنا عمليات السرقة في أماكن أُخرى الى أن نصل الى استغلال القوات المسلحة والأجهزة الأمنية (شراء الأسلحة ..والرواتب للجنود الوهميين )أمور غريبة عجيبة حدثت وتحدث في بلادنا .
العراق يزخر بالموارد الكثيرة غير النفطية  يا سيدي وهي متنوعة ولاحدود لها …فقط عليكم إبعاد اللصوص والفاسدين إن إستطعتم وكذالك المتاجرين بالدين والمشعوذين لديكم …خيرات ومرافق ستدر على البلد خيراً وفيراً منها
—السياحة الدينية ( الخارجية ..الداخلية )—الضرائب على الانشطة الاقتصادية وخاصةً (ضريبة الدخل )رمز الفساد والرشوة والسرقات —المنافذ الحدودية —الموارد الأُخرى غير النفطية —الزراعة —مما يتطلب إعادة النظر بالقوانين الحالية –وإصدار قوانين تواكب متطلبات الحاجة لتنشيط عمل الحكومة وبما يراعي خطورة المرحلة …الذي يهم الجماهير وبؤساء العراق أن تنجح الحكومة بتقديم الخدمات الضرورية لكي تؤكد وجودها وخاصةً (الكهرباء والماءوغيرها )بما سيشجع نشر الأمن للمجتمع وتحقيق حرية حقيقية للمواطنين ..وتحضرنا دعوة للإخوة المتظاهرين .
حذارٍ حذارٍ من تسيس الإحتجاجات والتظاهرات …عليها أن تستمر بعفويتها وأن لاتستغل سياسياً بسبب قصر النظر السياسي لدى البعض وأغراض أُخرى يسلكها البعض الآخر …أو جهل البعض بخطورة المرحلة …مع قناعتنا يا عبادي إنك لن تستطيع إحداث التغيرات الحقيقية في حياة المواطنين والمجتمع …حتى لو أجريت ألف ألف تعديل وزاري …وسنرى .
[email protected]