للتأريخ وجهان ,وجه يتكلم عن سعادة شعوب , والوجه الآخر يتكلم عن مأساة شعوب أُخرى لم تهنئ , ولم يهدئ لها بال ومن هذه الشعوب التي اُبتليت بقادة كان همهم الوحيد الكرسي (الشعب العراقي)!الذي أُبتلي بهؤلاء القادة ,وعندما نتصفح تأريخ العراق,لم نجد ما يسرنا سوى تلك الثورات الكثيرة التي اندلع بعضها (انتقاما وليس تحريراً )!وعندما نقرأ عن ثورة العشرين ثورة (الفالة والمكوار) نفخر بأولئك الرجال الذين قاتلوا الاستعمار الإنكليزي وكبدوهم خسائر لم ينسوها الى يومنا هذا,ومن الثورات التي علمت الشعوب (إرادة الحياة )الانتفاضة الشعبانية المباركة التي قال فيها الشعب العراقي وبصوت عالِ كلا للطاغية ,ولم يتأنى طاغية العراق بأن يملأ أرض العراق (مقابراًجماعية)حيث سقت دماء شهداء الانتفاضة كل شبر من أرض العراق وأصبح كل شهيد يزلزل عرش صدام وأعوانه , الى إن أتت ساعة الحسم التي اسقطت اعتى دكتاتوراً عرفته البشرية,ولم يتوانى اتباع صدام بتشكيل جيوشٍ نعتوها بالإسلامية هددت حياة كل العراقيين ولم تفرق بين مواطن وآخر,سوى أنهم تجيشوا لأخذ ثأر زعيمهم المناضل.
بدء الإرهاب ينشط بعد إسقاط النظام الديكتاتوري مباشراً , وبدعم مباشر من عدة دول عربية وأجنبية وكانت نشاطات المنظمات الإرهابية محدوة في أعوام 2003-2005 ونشطت بقوة بعد تأسيس قواعد لها في المناطق التي يسيطر عليها أعضاء سابقين في حزب البعث المنحل , وكانت سوريا المنطلق الرئيس لهذه المنظمات الإرهابية التي تسلحت وتدربت في أفغانستان وأصبحت تستقطب الشباب وتحثهم على الذهاب للعراق والجهاد هناك ,بداعي إحتلال امريكا وسيطرة إيران ..! وأصبح مسلسل السيارات المفخخة اليومي يحصد عشرات الأرواح البريئة , واليوم يعزز الإرهابيون قوتهم بإستعمال الكاتم لقتل من يعارض أفكارهم ويقف بطريقهم ,
أجساد مُمزقة, أحلام مبعثرة, أفكار مشتتة ,قد نخرج ولا نعود ! هكذا أصبحنا في (عراقنا الجديد) !الذي أعتبره امتداداً لزمن لم ينتهي وما زال الطاغوت يحلم بأن يُمسك بكرسي الحكم بأسنانه المتبقية لأن أطرافه قطعها المجاهدون قبل أن يعدموا ! نعم أصبحنا قرابين لأرهاب أعمى ,ومغامرات من سياسيين كثر أدت الى فشل العملية السياسية في العراق ,فوجئنا كشعب ثائر ,بقادة لا تحمل الولاء لوطننا الجريح ولا لشعبنا المظلوم , ويراهنون على تمزيق (وحدة الشعب) الذي تعايش دهوراً يقتسم رغيف الخبز ,ولم يجرأ اي مواطن ,أن يسأل جاره ..هل أنت شيعي ,,هل أنت سني؟.للأسف يحاول المنتفعون ,من النظام السابق ,جر العراق الى حروب طائفية لا تنتهي ,وعندما أصبحت (الشراكة الوطنية)في إدارة الدولة العراقية ,حبراً على ورق أصبح الحال غير الحال !,وتكونت ميليشيات على أثر التهميش الذي قد يكون غيرمتعمد ! قد يكون التهميش لعب دوراً كبيراً لقدوم الإرهاب لبلدنا ولم يحسن السياسيون التعامل مع جميع فئات الشعب العراقي , مما ولدّ لهم شعور بأنهم (خارج السرب) ومن الطبيعي أن يحدث ماحدث ولاأبرء أحداُ مما حصل ويحصل من عمليات إرهابية تحرق الأخضر واليابس ومسلسل حصد الأرواح اليومي قد يكون ليس مستغرباً لأن في العراق لايوجد شئ اسمه السياسة
الواضحة بل مازال بعض السياسيين ماضٍ في التصعيد وهذا التصعيد اعتبره وقوداً للإرهاب الأعمى فمتى تنتبهون ايها السياسيون وتخلصون الشعب من (الإرهاب).