23 ديسمبر، 2024 5:34 م

قراءة وتأويل للمجموعة الشعرية ، قصاصات جنوبي – للشاعر محمد صالح عبد الرضا / جماليات هندسة التكرار

قراءة وتأويل للمجموعة الشعرية ، قصاصات جنوبي – للشاعر محمد صالح عبد الرضا / جماليات هندسة التكرار

تتواشج بنية التكرار في القصيدة الحديثة تواشجا مهما مع بنية الإيقاع الداخلي . والتكرار repetition   يرتبط ارتباطا وثيقا بالأسلوب وتحولاته , فهو , أي التكرار , بنية متناظرة بين الحركة والسكون , إذ إنها تعمق مبنى البنى الشعرية القائمة على مشهدية لحظوية مكتنزة بالمحمولات الدلالية التي تخلقها داخل النص الشعري . والمجموعة آنفا تتبنى هذه الثيمة بنحو مكثف وبمقصدية لها مآلاتها ودلالاتها المهمة . تبدأ قراءتنا بالعتبات النصية بدءا بالغلاف الأول المتشح باللون البني الداكن المتدرج لونيا والذي يقع بين الألوان المحايدة مرة وبين الألوان الحارة مرة أخرى . ويرمز البني إلى التجذر , والعزلة المفروضة برانيا . تتوسط الغلاف لوحة تظهر فيها أشجار عارية الأوراق , وترمز الأشجار العارية إلى الصمود والبقاء فهي موحى الحقيقة العارية . تتجه الأغصان من اليسار إلى اليمين , وهذا يعني إنها تذهب في تجاه معين ذي مقصدية فكرية . يظهر خلف الأشجار العارية بيوت بعيدة يغطيها بنحو واضح اللون الأحمر الذي يرمز إلى الحيوية والاندفاع , ويتخلل اللون الأحمر اللون الأصفر الذي يتسم بالدفء والزهو ويذكرنا بأصالة  بالتفاؤل , وأصالة الأشياء لأنه مرتبط بشروق الشمس .ظهر- في وسط الغلاف – اسم المجموعة بخط حاسوبي كبير نسبيا مما يؤكد الاهتمام بالثيمة الرئيسة أكثر من باقي المحمولات , ثم نرى اسم الشاعر بخط اصغر من اسم المجموعة ثم تجنيس الكتاب بخط اصغر .حين نلج المجموعة نكون بمواجهة إهداء  كتبه الشاعرو يكشف عن النية العميقة لمآل القصاصات كمنتج , ولذات الشاعر , ثم نقع على تقديم للمبدع محمد خضير يضع فيه تصوراته عن المجموعة وعن افقها الأبعد , ويعد مثل هكذا تقديم سمة دخول غالية لعوالم المجموعة . هنالك هوامش متعددة عن القصائد فيما يخص المسميات والأمكنة ومكان نشرها ودليل لها ( فهرسة ) وسيرة شخصية للشاعر .زينت الغلاف الأخير كلمة للشاعر الكبير عبد الوهاب البياتي تثني على المجموعة وعلى لغتها التي أضحت صوتا للحلم والواقع الذي يكتنفها .
بؤرة المجموعة
تجوب نصوص المجموعة في مساحات متفرقة  من عوالم ذاكراتية وزمكانية  تستحيل – بعض الأحيان –  لتكون معادلا موضوعيا لحياة الشاعر بل لوجوده الذي يطمح أن يراه في أبهى صورة .

قراءة وتأويل النصيص
جاء النصيص بصيغة جملة اسمية متكونة من مبتدأ مقدر وخبر مضاف ومضاف إليه ( اسم مكان ) . تتوزع  العناصر المكونة  للنصيص وفق بعد تكافلي يكشف عن حرص الشاعر لتعميق البنية الزمكانية وفق إرسالية إخبارية تستجلي أهمية المكان وما يتأسس عليه من إرهاصات معنوية ومادية لتشكل  الأشياء وصياغة آفاقها المتنوعة .

الحقول الدلالية للمجموعة
توزعت الحقول الدلالية للمجموعة على أربعة محاور هي :
1- محور الارتباط المكاني – المدينة الإقليم
2- محور التشتت والمجهولية
3-  محور الأمل واليأس
4- محور  الحرث الذاكراتي

محور  الارتباط المكاني

1- في أقصى الجنوب
2- قرية مترامية البيوت
3- لا نجدها على الخارطة
4- كتب السياب عن نهرها
5- قصيدة تواصل معاينة الماء
6- تنهمر منها الطفولة
7- وتخر عليها النوارس
8- وتقترب منها قوارب الصيادين المجموعة ص13

نلاحظ في السطور آنفا تسلسلية مبطنة للحاضنة المكانية  الأكبر, فقد ورد الجنوب   كخيمة في بداية القصيدة , وبقيت القرية أبكيع   مغيبة إلا في العنونة . إن هذا الأجراء يرمي إلى إظهار البنية الاشتمالية التي تحتضن كل الأشياء الصغيرة حتى أنها تذوب فيها من دون أن تفقد خصوصياتها الصغيرة جدا . وعلى الرغم من التصريح الوارد في السطر الثالث من إن القرية غير موجودة على الخارطة إلا أنها – في حقيقة الأمر – موجودة في عقل وضمير الشاعر الذي يضع السياب واجهة لتبيان موقعها على الخريطة كون السياب ابن المنطقة . إضافة إلى هذا التغييب – الحاضر في ذهن وضمير الشاعر فهي تحتل على صغرها مرتبة أولى في تقييماته الروحية ودليلنا القرينة النصية المتحققة في السطرين 6 و7 والتي ترشح عنها الاختيار الدقيق للفعل تخر الذي يعني الإقبال على الأرض . فالنوارس تقبل على هذه البقعة لأنها تكتشف إنها آمنة  , فأختيار الفعل جاء موفقا جدا , كما إن توالي الأفعال المضارعة دليل على تجدد المكان وان كان غير موجود على الخارطة لكنه متجذر في النفس .

محور  التشتت والمجهولية
يثير التصحر الروحي وجعا في النفس قبل القلب حين تنهال الذكريات دفعة واحدة لتبل الأرض اليباب , فيقف الإنسان متجردا إلا من نفسه التي يغطيها دثار الماضي بكل ما يحمل من إرهاصات وأمنيات قد تأتي وقد لا تأتي .

ويمضي إلى حافة هجرها الأصدقاء
ويمضي على مضض الذكرى
يصادفه برد لا ينصف
وينبري له غيم مسكون بالآهات

إن الحافة , الذكرى والبرد قرائن محسوسة بيد إنها لم تخرج من كينونتها , بمعنى إنها لم تذهب خارج دلالاتها لكي لا تفقد بريقها حتى تصبح القيمة الكينونية قيمة مؤثرة وفاعلة في المتلقي , قيمة مشبعة ومكتفية لا تحتاج إلى قيمة خارجية لكي يكتمل مدارها الدلالي  . إن السطور آنفا تثير فينا نوازع نفسية وتخلق لحظتها الشعرية بواسطة ما يترشح منها حتى إنها تتساوق مع وجدان وضمير الشاعر,  والمتلقي معا . إن العلاقات اللفظية قد أشاعت نوعا من الحزن الشفيف وأضفت مكابدة روحية مؤطرة بالتشتت وخيبة الأمل  والغربة والخوف من مجهولية الآتي المسكون بالآهات .

محور  الأمل واليأس
ما الذي يجعل الإنسان يتشبث بخيط أمل غير منظور , ويركض خلف ضوء آفل ؟ , وما الذي يجعله – أيضا – يلتحف بلحاف اليأس حتى يتوطن ذلك اليأس كيانه كله ولا يرى مخرجا , أو جوابا لكل الأسئلة التي تتوطنه ؟حدان قاتلان قد يجتمعان ويطوقان عنق الأيام في لحظوية مقيتة لا يعرف الإنسان منها مخرجا , أو منفذا سوى أن يديم صلته بنفسه , أو يتكور على مجموعة من الذكريات التي تفتح كوة في جدار اليأس

يا لها من مرارة تصبغ اللحظات
ينفذ منها غبار الذكرى
تتحرى نهاياتها عند تخوم الغياب
لتطل على البصرة
ولا تغتبط بأي شيء.
كم عنيدة هذه الذكرى
لا تمنح تجربة للقراءة
فالصومعة فارغة
والفنار غاب عن حارسه المجموعة ص 71

إن  البدء بأسلوب النداء التعجبي بواسطة الدال اللساني يا يشي بتوجيه انتباهنا إلى ما سيحدث مغلفا بالدهشة مضافا إليه التقديم السريع لما هو سلبي من اجل زيادة الإمساك بما تشي به المرارة لاحقا من قرائن تترتب على منتجاتها اللاحقة بدليل القرينة النصية المتمثلة بالتأثير على غبار الذكرى + تخوم الغياب   مما أعطى المرارة مبررات الامتداد على مساحة المكان الكلية والمتمثلة بـ البصرة , واستمرارها على البقاء منطوية على ما هي عليه بواسطة توكيد الجملة  الطاردة لكل ما هو جميل لا تغتبط بأي شيء .

محور الحرث الذاكراتي
جدير بالذكر إن للذاكرة , والذكريات بعدا مؤثرا على النفس والوجدان , إذ إن العودة للذاكراتي ما هو إلا عملية استهجان الحاضر  حين تسد الأفاق ويصبح الذاكراتي متنفسا وحيدا لاستنشاق أوكسجين الحقيقة حين تضيق دائرة الوجود لتنكمش إلى مجرد كميمة .

والصباح إذا ابتدأ
والمطر الخفيف إذا نث فوق الندى
في غيوم الظهيرة … لا أرى أحدا المجموعة ص31

إن التأطير القرآني واضح في البداية والليل إذا عسعس وينطبق الأمر على التأطير الزماني الذي تتدرج فيه الحالة عموما وكذلك التقديم والتأخير , كل هذه الاشتغالات تضفي بعدا تأويليا للسطور الثلاثة آنفا  , ويمكن أن تأخذ العلامات الثلاث الصباح + المطر + غيوم الظهيرة   كرموز لشيء كامن وراءها إذ إن منتجها النهائي لا يشير إلى إنها اكتفت بحمولاتها المعروفة بل اتخذت مسارا لولبيا يصل إلى مديات ابعد لأنه لا يمكن أن يحدث الذي حدث من غياب الناس بمجرد هطول مطر خفيف وندى إلا إذا كانت تحمل موحيات تقود إلى أن  تكون رمزا تشفيريا للتشتت والضياع الحاصل فيما هو ذاكراتي في اقل تقدير .

آليات  وجماليات هندسة التكرار

إن أهم ما يلاحظ من ملمح مهم في هذه المجموعة ذلك الصوغ المتقن لبنية التكرار والتي سنناقشها من جوانب عديدة أهمها :
1- تكرار الحروف
2- تكرار الكلمات
3- تكرار الجمل
4- شدة حضور الفكرة وأثرها في عملية التكرار

تكرار الحروف
يتكرر صوتا ( الياء ) و ( النون ) كثيرا ويولد صوت النون نغمية تنسجم مع الصورة المرتكزة على الإيقاع كما في المثال الآتي

ها أنا الآن لا أنسحب من ذاكرتي
ها أنا الآن لحظة الوعد أجيء
ها أنا الآن أهذي بأحزاني
ها أنا الآن أفصح عن هوى جنوني

إن حرف النون من الحروف المجهورة ويدل على الظهور والبروز كما انه يعبر عن الألم والخشوع الذي يعتري الذات الساردة لحظويا , فمجيء ها التنبيه متبوعا بالضمير أنا   ثاويا في حضن الزمن برهان على هيمنة البنية الزمانية وما يترشح منها وتأثيره اللاحق على السارد الرئيس. إن الدال اللساني الآن يومئ إلى اللحظية لكنه في الوقت نفسه يشير إلى الماضي لأن الحاضر لم يعد موجودا على المستوى الفعلي , لهذا أردف الشاعر كلمة الآن بعبارة لا نجانب الحقيقة إذا قلنا إنها فلسفية بواسطة جملة لا انسحب من ذاكرتي التي تشير بوضوح إلى الماضي .إذن كيف اجتمعت الآن – الحاضر زمنيا مع فعل الانسحاب من الذاكرة الماضي زمنيا .إن هذا الدمج الزمني ما هو إلا رؤية فلسفية للزمن ومنتجاته السيالة . ويشيع صوت التاء همسا يوحي بأن الشاعر في دوامة المونولوجست الذاتي وهذا لم يتأت اعتباطا بل مؤسس على مقصدية انفعالية تولد إحساسا شجيا ناعما كون التاء من الحروف المهموسة

توهمتك يدا بيضاء تخرج من
دون سوء ,
توهمتك تحمل صوت البشارة ,
توهمتك مليئا بالضحى والأزهار
توهمتك لا تساورك الريبة
توهمتك لا تستبيح الذاكرة

ويتكرر حرف الحاء بنحو متوال ليشي بتقلب صفحات الأشياء دلالة على مايعتمر في النفس من بوح شفيف

على صفحة النهر تنتحر الموجة
على صفحة المراكب
تسافر أغنيات المبحرين
على صفحة وجهي
تنزل دمعتان

إن تكرار الحاء وهو حرف مهموس به حاجة إلى جهد لإخراجه وكأن الشاعر ينحاز لان يستنطق الصفحات بواسطة حرف الحاء المسبوق بحرف الجر على الذي يشي بالتجاوز الذاتي . فعملية التكيف المنبثقة من الفعل تنتحر ترمي إلى مخالفة دلالة الصفحة  المقترنة بالنهر- الماء لتنتج لنا موجة محتجة على  صفحتها بواسطة فعل الانتحار . إن الصفحة تتخذ – هنا – أشكالا متعددة ومتدرجة من اجل أن تستكين في النهاية على هيأة دمعة لا نعرف سرها فقد بقيت طي الكتمان من اجل أن نقوم نحن – كمتلفين – بالكشف عن سر نزولها على صفحة الوجه .

تكرار الكلمات
إن عملية تكرار الكلمة يخفي وراءه معان فرعية ترتبط بما حولها مشكلة
نسقا تنغيميا لا يمكن إهماله

هبني اخظأت الطريق إليك
هبني أحاذر من زمن بعيد
هبني أمتحن كلماتي
هبني زرعت الظنون بقلبي
هبني لا املك نفسي أمامك

 فتكرار كلمة هبني المتصلة بياء المتكلم تؤشر لنا حضور أنا الشاعر كونها البؤرة الرئيسة والجاذبة . إن هذا التمركز الدلالي يتيح للآخر فحص الذات بنحو مكشوف لا لبس فيه مما يفعِل البنية السردية ويزيد من تصعيد الحدث , ومن ثم ارتفاع المحكي ارتفاعا مهما .

من دفتر العشق رجع صداي
من دفتر العشق يبدأ مرسى الحنين
من دفتر العشق تتقرى العيون
القلق
من دفتر العشق اختلاجة القصيدة

إن العشق الذي يحاول الشاعر إعلاء شأنه , قيمته , هو روح , والهام غير ارضي حيثما تتحقق فيه صفات النقاء والنبل والطهارة , لهذا انصهر وجدان الشاعر فيه وأنصهر هو في روحية الشاعر ليشكلا لوحة إنسانية تستحق التأمل .

تكرار الجمل
مما لا شك فيه إن تكرير الجملة يشكل إيقاعا أثقل وأغنى مما للكلمة , أو الحرف لأن الوحدات النغمية للجملة أكثر مما هي عليه في الكلمة والحرف كتحصيل حاصل .

هنود حمر يغزون رياح الليل
هنود حمر يقتلون طيور الفجر
هنود حمر في سحب الغياب
تظهر بنية التوازي الإيقاعي بواسطة الفعلين يعزون والفعل يقتلون بواسطة ضمير الفاعل الواو الذي أعطى للجمل آنفا إيقاعا إضافيا داخل التوازن نفسه المتحقق بواسطة الجملتين الاسميتين . وقد يتسارع الإيقاع نتيجة قصر , أو طول الجملة  كم نلاحظ في المثال الآتي :

1- تنسدل الستائر
2- وتختبئ القصيدة في صدري الناري ,
3- تهدأ في مفاصلي هواجس اللهب
4- وفي دمي الشوك والعصور

إن الإيقاع المتحصل من الجملتين 1 و 2 إيقاع سريع وحاد بسبب الإقفال الحاصل في زمن إنتاج الفعلين , في حين إن إيقاع السطر الثالث إيقاع بطيء وهادئ ,  أما  السطر الرابع فقد كسر أفق التوقع بواسطة الفجوة الإيقاعية التي ولدت لدينا إحساسا بالتعاطف من خلال ما أحدثته معاني الألفاظ من وحشة سببها تنامي الخيبة المتحققة  في دم السارد والمؤطرة بالشوك والعصور .

شدة حضور الفكرة وأثرها في عملية التكرار

يحاول التحليل السيميائي بنحو عام فهم علاقة العلامة اللغوية بالمرجع بواسطة إقصاء الدلالة عن كل مايحيل إليه  البناء الخارجي للنص , بمعنى عدم الالتفات إلى البنيات البرانية للنص مثل ظروف أنتاج النص , وكاتب النص والبقاء في منطقة العلاقات التي تقيمها العناصر المكونة للنص نفسه. إن حركية المعنى في هذه المجموعة تعتمد بنحو أساس على بنية التقابل الناشئة عن خيبة الأمل المتحصلة مما يترشح من الحياة  في مفاصلها جميعا
هكذا الذكريات أذعنت بالقرب مني
حزمت أمرها لتحسن التأويل
وتسأل عن سرها
وما ظل منها سوى ربيع آفل

إن اختيار الربيع الآفل لتجسيد الخيبة قد أثرى البعد الدلالي للمعنى لانتمائه إلى حقول دلالية تنصرف  لمعاني الحياة , أما أفول الربيع فيؤجج مشاعر النكوص ويحث على التراجع النفسي  مما يؤدي إلى منفذ مسدود يعرش عليه يأس مكدود . يتسم الإيقاع – هنا – بحركية ثقيلة تنبع من المعنى وضده والمتحقق في صيغة الربيع الآفل . ولأن المعنى منتج لا زمني فأن عمقه وتأثيره ناجم عما يترك من شرخ في الذاكراتي نفسه لا في الذاكرة الشخصية بدليل القرينة النصية المتمثلة في السطر الأول. تتصف  حركة السطور آنفا بالتراخي بواسطة مجيء الفعل أذعنت   الذي يدل على الخضوع والاستسلام , والإذعان يعطي انطباعا بقصر زمن إنتاجه  مما أدى إلى نتيجة قطعية تتمثل بحزم الأمر . لقد أبدع الشاعر بإيراد أزمنة متعددة للفعل ليقلب نسق الذاكرة ويكسر رتابة الزمن الواحد بأحداث دائرة زمنية لا يستقر لها قرار مما أدى إلى عملية الإذعان  .لقد حققت هذه المجموعة الشعرية تمازجا مهما بين ما هو براني وما هو جواني إذ تساوقت البنيات الداخلية مع الخارجية بنحو تكافلي وبعلاقات شكلت بوحا مموسقا وشيجا توالجت فيه الكلمات مع إيقاعاتها الندية .