23 ديسمبر، 2024 5:55 ص

 قراءة وتأويل في قصيدة (قناع ) لحسين عبد اللطيف

 قراءة وتأويل في قصيدة (قناع ) لحسين عبد اللطيف

(من أحادية متصورات الدلالة إلى تعددية الخطاب الواحد)
البصرة
لربما يتم القبول أحيانا في بعض النصوص الشعرية بمرحلة ( التساؤل:الاستفهام) على أساس من أنها المدخل الأولي والحيادي الذي يختاره الشاعر وهو يؤكد على أن القصيدة شكل خاضع لنهوض سابق , أن هذا الالتقاء أحيانا لدى بعض من الشعراء يتم بين ملاحظة للفارق بين المراحل الكتابية لدية أو على أساس (حضور بنية التحقيب) وإعادة أنتاج تنافس طريقة جديدة ما بين التفهم والإفهام , ولهذا فأننا نقول هنا وبهذه المقدمة الجامعة ما بين ( طرف النص ) وبين ( شكل النهوض المقترب ) من أن القصيدة لدى بعض الشعراء , لربما تبدو للقارئ , عبارة عن جهود غاب الوعي الكتابي عنها – أو غيب – ليحل محلة أشبة ب( حالات أحالة ) بالنص الشعري إلى منطقة ( النص اللامكتوب ؟)أو اللامدون ضمن قطعة إرسالية يكون وإياها هذا النص مقصودا حاضرا ضمن فئة الحالات المحسوسة أو الحالات ألا اختيارية للمثال والمثول القرائي , وعلى هذا يبقى قارئ مثل هذه النصوص , يعاني أحيانا , من وجود لدى قراءته لهذا النص أشبة بما لو كانت هناك حالة تلقي بعيدة عن حدود مبررات ( النص : الحاضر الغائب) لان هذا النص وفق هذا الاختيار والمواصفات يلتقي مع نصوص الحضور الغائب ونصوص بذرة ( التساؤل : الاستفهام ) كما وان هذا النوع من النصوص يبقى أحيانا في أجواء آليات مخيالية ورؤية متوترة ومشحونة على مستوى عال من حالة الغموض الذائقاتي لدى المتلقي .

من هنا لربما لاضير عند استدعاء ثمة نموذج اجرائي وتطبيقي لهذة الامثولات المقدماتية لمقالنا هذا,وعند الاستدعاء هذا , نستضيف من جديد تجربة الشاعر البصري ( حسين عبد اللطيف ) هذا الشاعر الذي اتخذ من الكتابة الشعرية للقصيدة , عوالم اعتكاز وتفريغ لما يمتلك من فطنة الوعي المغاير في حدوثيات النص المثقل بحدود فضاءات ( الجغرافيا : الرسم: ابعاد الملحمة : الحكاية : لوركا ) ان حكاية حسين عبد اللطيف مع القصيدة قد تبدو للقارىء حكاية متشعبة ادواتيا وسياقيا ووظيفيا , فهذا الشاعر لدية القصيدة تتم عملية كتابتها ضمن اطوار اختلافية لحد

( التغريب : الاختراب)ففي جملة اعمال هذا الشاعر الشعرية ( نار القطرب : على الطرقات ارقب المارة : لم يعد يجدي النظر ) نلاحظ مكونات القصيدة ضمن بيئة هذة المنجزات تترسخ ومن خلال بنيات مفهومية ( التاؤيل : حتمية الافتراضات ) بيد ان القارىء لاعمال هذا الشاعر , يعثر احيانا على مرحلة كتابية بالغة التعقيد والافتراضية , وهو يحاول ان يجد عزاءة لحاجتة لقراءة قصيدة او نص شعري , وعند فشل هذا القارىء في العثور على مرادة في اعمال هذا الشاعر , الذي يجد لدية ان الكتابة الشعرية نابعة من ( حساسية القول + المعنى المغاير = اتساع في المرجعية = القصيدة ) من هنا لربما نتساءل وفق هذة التقسيمة ؟ كيف يستطيع الناقد تحديد

قيمة المحتوى الشعري ضمن حدود الاستجابة المعلنة للدلالة الموصوفة ؟ او كيف يستطيع حسين عبد اللطيف اخفاء نموذجة ازاء نتائج المعطى الاشاري لدية وضمن حدودة المخيالية في تقديم مفهوم الخطاب الواحد في امكانية الخروج الوظيفي المتعدد ؟ هذة الاسئلة بدورها ناتجة عن اضمامة متطورة سوف نجري عليها ممارسة اجرائية ضمن مساحة هذا الفصل المعاين في ملامح وقسمات نموذج قصيدة ( قناع ) .

( احادية متصورات الدلالة ) :-

في قصيدة (قناع ) نرى ثمة علاقة قائمة على مسعى ملائما صممة الشاعر على تزيين ابعاد الخطاب الشعري بمعروضات دلالية وصورية كمسعى لمشغل عطايا الانتاج في صياغة ما هو كائن ومعروض تصويريا لكشف علاقات زمانية حددت التاثيرات وحولتها الى شواهد في سياقات مرادفة لافعال نفهمها على انها استيعاب ما يؤدية الاهتمام لتفاصيل كثيرة من الافعال الشعرية ( البس ثوبا من ثياب المياة : وادفع الاشجار نحو الكمين : يلتبس الامر : فما يعرف : ايحمل الطائر : حقا جناحية) ان عملية تشظي الموصوف وتفتيتة تصنع حالة من التناظر مع واقع بوحي اختياري , وهو مجمل ما تسمح بة الصياغة التاْويلية في منطقة ( احادية التصور : متصورات الدلالة ) اننا هنا ومن خلال مقاطع قصيدة الشاعر هذة , نعاين بان موقف الاشياء من الدلالة , تتضح وفق ( مغيبات حضورية ؟) أي بمعنى ان جملة الشاعر في قولة هذا ( البس ثوبا من ثياب المياة : وادفع الاشجار نحو الكمين ) تتبع حقيقة الاغواء الرمزي كنوع من الضغط على الاحساس الذي يسبق عملية ( احادية التصور ) كما الحال وجملة المقطع الاحق ( وادفع الاشجار ) حيث تتضح صورة ( متصورات الدلالة )

في حالة استلهام واضح ودقيق على الاستمرار في كشوفية تجليات الذات الشاعرة , وبهذا التجلي وحدة يكون لنا هذا التقسيم : ( البس ثوبا + ثياب المياة + وادفع الاشجار+ الكمين = ايحمل الطائر ) ان حسين عبد اللطيف في هذة المقاطع الاولى , لربما يحاول اذكاء نصة بملصقات احتمالية , مشغلها الاوحد ,ابراز تكنيكات وتوليفات , كنوع من التعويض على عدم اكتمال طقسية ( احادية المتصور ) .

(تعددية الخطاب الواحد ) :-

يبدو ان الشاعر في مقاطع قصيدة ( قناع ) لم يكتفي باظهار حالة ( احادية المتصور: متصورات الدلالة ) بل انة راح ابعد من هذا , عندما جعل من حصيلة هامشية الخطاب الواحد , اذعانا لمغايرات الفكرة المستقلة وفق بناء افلاتات الخطاب المتعدد الواحد. ( الارض : هل تبدو : حقا كما تبدو : حقيقة عارية : ام انها افعى : جائية تسعى : الي بالتفاح ؟) ان عاملية تعددية الخطاب هنا تنطلق ضمن حدود الكلية الواحدة ( للمشار الية ) متزاوجة في السياق الصوري مع دوال ( الارض : حقيقة : عارية : افعى : التفاح ) مع دوال المقارب والاحتمال ( تبدو : كما تبدو ؟) المكونة للصورة الخطابية في اتمامها الانعطافي والثيمي ( جائية : تسعى ) ان الصورة الكلية للخطاب هنا انبنت على اساس وساطة ( الواحد المتعدد) كما الحال في هذا القول ( وراء منفى الزجاج : في قبضة العزلة : ابحث عن مصباح : ابحث عن مفتاح : اسمع في الغرفة : تنفس

الاشباح : في ظل ليل وريح )ان شبكة الدوال هنا تتخذ من المظهرية الواحدة في البوح , احتشادا متجانسا في مقصديته ( وراء : منفى : الزجاج: قبضة : مفتاح : ظل ) ان الشاعر هنا يتولى وظيفة متعددة ضمن اطار وظائفية واحدة تندمج في صورة الاشياء المكانية لتدخل في فعل توكيدي من اللقطات الصورية التي تحاكي صورة وذاكرة حساسية الموصوف المتعدد في ضمائرية مفاصل الخطاب الواحد : ( الف حبلا وحبل : القي على الغارب : اقول يانفسي : اخفيها من سطوت الابريق والكرسي: اياك يانفسي : اياك ان تجلسي يانفسي ) وفي هذة المقاطع يتشكل الخطاب المتعدد نحو منطقة ارتسامية ونمذجة انماط ( الصورة المتحركة ) فترسم لها شبة استهلال في قطب منتصف القصيدة , على صورة ثابتة ومستقرة , يمسي فيها السارد او ( صوت الشاعر ) في فضاء خلخلة الثبات الدلالي , للخروج على مديات استقرار موضعي ناجز لنقل ( صورة الاستدعاء ) من ( الصوت المتعدد ) الى ( الاطار الواحد ) وعلى هذا يمكننا ايجاز العلاقة بهذة الترسيمة : ( حبلا وحبل + على الغارب + اقول + يانفسي + اياك = ان تجلسي ) هذا الوضع الحركي النوعي يشكل نموذجا من ناحية تاويلية بحركة مقايسات ( احادية متصورات الدلالة ) ولا سيما ان المقاطع هنا هي بالاساس نتيجة لفعل احالي نحو حركة الخطاب المتعدد تواصلا مع حيوية موقعية الصوت الواحد : ( لو ان في الامواج ما يدفع : طوفا الى اليابسة : ظلا الى الشمس : اواه يانفسي : حتى على نفسك : رضية تكذبين ) ان حسين عبد اللطيف في هذة المقاطع الختامية لربما يحاول اقتناص ( اصوات سيابية ) لغرض فاعلية رمز ثانوي لا يتسم بالسهولة وفق ما يكون علية الاحساس الشعري في شمولية نهايات الخطاب :وفي الختام اود القول للقارىء والناقد والشاعر ايضا , لعل في كلامي وانا اعاين قراءة قصيدة

( قناع ) ثمة شيء يدعو للغموض او غير الوضوح , الا انني بدوري اقول وحتى

ل(حسين عبد اللطيف ) ان ما جرى هنا من كلام قد يبدو بعيد عن النقد او الفكر النقدي , الا انة من جهة هامة , قريب جدا من تاويلات قناعاتي الشخصية والحكمية بحق هذة التجربة الشعرية التي هي وان دلت فانما تدل على انها كتابة نصية تتجاوز في ذاتها كل احساستنا ومشاعرنا في معاينة احتمالات المقروء , وحتى لا نتجاوز ما هو هام وغاية , ما علينا سوى القول باننا دائما اسيرين تصوراتنا المحدودة ونحن نقراْ ونعاين اثار الاخرين : اتمنى اخيرا من ( حسين عبد اللطيف ) ان يكون دائما مبدعا كبيرا في تصوير القدرات الاضافية لدية أي ( ماخفية منة ؟) ليكون نموذجا متالقا في علاماتة الكتابية التي راحت تقترب من ( المعطى الملاحق ؟) ومن نواة

(من احادية متصورات الدلالة الى تعددية الخطاب الواحد ) .