من الصعب على المرء أن يستوعب ما يجري في منطقة الشرق الأوسط من صراعات واحتراب ومواقف ،تنذر بحرب عالمية أخرى ،تغير من وجه المنطقة بأكملها، يكون الخاسر فيها الأكبر،الشعب العربي وحكامه وخارطته السياسية والجغرافية، بالرغم من تبني قسم من هذه الحكومات ،وتحديدا دولة قطر وأميرها الشيخ حمد،ببوقها الإعلامي قناة الجزيرة والعربية الممولة سعوديا،فما شاهدناه من حرب قذرة على ليبيا قادتها أمريكا ودول الناتو وقطر والإمارات،بحجة الربيع العربي،والذي انتهى باغتيال الشهيد معمر القذافي بوحشية ودونية لا أخلاقية يندى لها جبين الشرفاء والإنسانية بغض النظر عن فترة حكمه ومواقفه السياسية،كما ذهب ضحية هذه الحرب مئات الآلاف من أبناء شعبنا العربي في ليبيا،وتدمير للبنى التحتية من قبل طائرات وصواريخ أمريكا والناتو وقطر والإمارات وقواتهم البرية والجوية العسكرية،ما هو إلا بداية كانت قد بدأتها من العراق مرورا بليبيا لإعلان الحرب على المنطقة وتدميرها وتقسيمها والسيطرة عليها على أسس طائفية وعرقية وقومية،وبعيدا عن ما جرى في مصر وتونس من ثورات شعبية حقيقية حققت طموحاتها في تغيير الحكام فيها،إلا أن الوضع هناك مازال مقلقا مرتبكا وغير واضح النتائج ،كما هو الحال في ليبيا والعراق المدمرتين أمريكيا، وهكذا الأمر في اليمن،لكن ما يخطط الآن لسورية شيء مختلف تماما ،ففي الداخل السوري يعيش ثورة شعبية غاضبة وحقيقة،هذا لا خلاف عليه أبدا ،ومطالب المتظاهرين مشروعة وملحة للإصلاح والتغيير،وفيها معارضة واعية ،لما يخطط لها الغرب وأمريكا بسبب التدخل المباشر والعلني، من إدارة اوباما وساركوزي وحوادث سفيريهما في سورية دليل على ذلك،بإشاعة العنف والقتل والتخريب وحرق المؤسسات وقتل المواطنين المتظاهرين وغيرها لإرغام الحكومة على المواجهة مع المتظاهرين وهو ما يحصل الآن،والتي انعكست هذه الأعمال الإجرامية مطالب الجماهير والمعارضة المطالبة بالتغيير السلمي والإصلاحات،قابلها إجراءات حكومية اشد قسوة ووحشية،أوصلت البلاد إلى طريق مسدود الأمر الذي دعا الجامعة العربية إلى عقد جلسة تحذيرية وفرض حصار اقتصادي وسياسية على نظام الأسد،أما على الصعيد الإقليمي والدولي فيشهد تصعيدا خطيرا ضد سورية ونظامها ، ويقود هذا التحشيد إدارة اوباما والغرب واردوغان والجامعة العربية بقيادة أمير قطر الشيخ حمد،ووصل هذا التصعيد حد مطالبة بشار الأسد بالتنحي عن الحكم ، والتحضير لتدخل عسكري محتمل ترفضه بعض أطراف المعارضة السورية في الخارج جماعة برهان غليون وغيره،وتقف إيران وحكومة المالكي وحزب الله اللبناني بكل ثقلهم العسكري والسياسي مع نظام الأسد،حيث يتواجد عناصر فيلق القدس والحرس الثوري الإيراني وعناصر حزب الله الجناح العسكري ،اضافة إلى دخول أكثر من مائة حافلة تقل ميليشيات عراقية مسلحة إلى سورية مؤخرا لدعم النظام هناك،والمشاركة في قمع الثورة السورية ، وما تهديدات حسن نصر الله بحرق المنطقة إذا حصلت حرب ضد سورية،إذن المشهد الملتهب يشي بكارثة على المنطقة تختلف عن ما حصل من عدوان على ليبيا،وجميع المؤشرات والتحليلات والتحضيرات تذهب إلى احتمال حصول الحرب ،وخطاب اردوغان الهجومي والتحذيري لبشار الأسد في قبة البرلمان التركي جزء من هذا التحليل،حيث خاطب الأسد متوعدا إياه، وطالبا منه التنحي عن الحكم أو عواقب وخيمة مثل القذافي، وهكذا إنذار جامعة الدول العربية المحدد بثلاثة أيام فقط وبعدها تذهب إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن ،يا عيب الشوم على هكذا جامعة بائسة ،تسير على وفق إرادة أمريكا لتدمير الأمة العربية،هذا هو احد أوجه النفير نحو أفق التغيير والتلويح بعصا الحرب لتغيير انطمة الحكم في المنطقة العربية ويسمونها الربيع العربي،كما حصل في ليبيا تماما، ولكن تختلف الصورة هنا أن الدمار لن يبقى بحدود سورية، بل سيحرق المنطقة كلها وربما وهذا وارد جدا آن إيران سوف تدخل على خط الحرب بعد تهديدات إسرائيل بالهجوم على منشاتها النووية أثناء حملة الناتو وجامعة الدول العربية وأمريكا على سورية،ضمن سيناريو التغيير القادم وضرب عصفورين مشاكسين بحجر واحد،وهو الاحتمال الأكثر ترجيحا في الوقت الراهن،وجميع التسريبات والتصريحات والتحليلات تؤكد هذا وترجحه الآن………