7 أبريل، 2024 9:44 ص
Search
Close this search box.

قراءة معاصرة  في وصية انكيدو

Facebook
Twitter
LinkedIn

نظراتي تتلاحق من سطر الى الذي تلاه وانا منشغل في تحشية استمارة معلومات. ظننت يوما ما ان الاستمارات هي من ابتكارات قادة العراق القديم. يقال ان الرجل البابلي كان ينسب لامه ..كما هي العادة في معرفة الطالع بحساب الجملة والمفرد…لا اعرف ان تعدد الازواج في مجتمع بابل…آل الامر الى الاسم الرباعي واللقب ومعرفة  جدول الحركة  لاقارب الدرجات العليا والخاصة .اللغات التي يجيدها..العربية  قراءة فقط والانكليزية الجميع يدعي معرفة بها بعد التعليم الابتدائي ولغات ولهجات اخرى يخجل العارفون بها ويانف آخرون عن ذكرها
انكيدو كان مخلوقا اسطوريا يشابه ابناء ارضه يقرا ولا يكتب لكنه وصى قبل ان يموت…الوصية واجبة علينا نحن البشر ليس عيبا انه مات وليس عيبا ان جلجامش دحره، فهذا ثلثاه ليس من الطين  …لكن الافعى خدعته بل غلبته  فندم على فعلته مع اكيدو …ملك جبار يهزم انكيدو لكن حية غلبته وهو في حمام السباحة ياله من عار حل بامة الاستمارات  ولغة المسامير .لكن فضيلته انه شهم الى الحد الذي مكننا من قراءة وصية انكيدو ولم يمنعه من كتابتها…اقصد قراءتها.
قراءة الحرف و قراءة الطالع والكف والفنجان وقراءة الحدث والتاريخ وقراءة لغة الجسد والاشارة وقراءة الشفرة والقراءةالاستشرافية والمستقبلية والقراءة المتحفظة والقراءة الخلدونية وقراءة النصوص المحفوظة وقراءة الخطط والمخططات وقراءة الخريطة وقراءة الافكار وقراءة لغات الناسوت  والحيوان والحاسوب …كل هذه القراءات وغيرها متداولة …الا تستوجب ان تتعدد الكتابات لهذه القراءات؟ ثم الم تكن الكتابة من جنس القراءة فلماذا اذن تتعدد القراءات ولا نجد وسيلة تتيح لانكيدو كتابة وصيته.
اضطج انكيدو عشرة ايام  قبل ان يرقد ويخلد وينعاه الملك الى الامة  ثم يهيم على وجهه لم يكن يشغل باله وبال صاحبه غير الخلود وهما اللذان خاضا الاهوال…عار عليهما ان يقهرا…لابد انه اسر شيئا  لصاحبه  او لامه او لاحدى بنات اوروك ،في عقيدة اهل العراق: اتونابشتم  كان معصوما اذن فقد علم  الملك بعد ان قص عليه القصص ان لا يغفو بضعة ايام لكنه فشل وعلمه كيف لا يموت وعلم انه سيموت وعلمه ان لا يموت دون ان يوصي ..
كان في عربته الفريدة  يرتل الحانا بدائية  ويقرا شعرا  اسطوريا اقرب للابوذية …كون السلف ينشال.. السلف المائي وليس السلف  الصحراوي…السلف ماهو الا شوارع اوروك  وبطائح السوق وميدان خومبابا ونوارس يستانس له شمش…وليست مقهى بني ساعدة  التي اصبحت فيما بعد ايقونة الخلود الازرق. وصيته مقروءة في جميع  لغات العالم محكيها ومسموعها ومكتوبها ومرتلها ومشفرها  ان احسنوا الى امي والى صديقي وحافظوا على الفرات وعلى غابة (الارز)واتبعوا ما علمكمم نوح فهو مسدد من السماء واحسنوا الى حفدة خمبابا ووحوش السماء والارض ،اوصى الى ان ينسب الى امه دون ان يطاها مخلوق غير أبيه  … انكيدو ادرك الخلود لانه وصى وجلجامش بحث عنه ولم يجده ..لكنه خلد لانه تاب وصلح  واصلح واوفى…ابحثوا عن وصيته هو الآخر فلا بد انه اوصى هو الآخر. 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب