23 ديسمبر، 2024 9:07 ص

قراءة متأنية لمقال الأستاذ (جواد كاظم ملكشاهي) المعنون: “الكورد الفيليون, ومعضلة ازدواجية الهوية”

قراءة متأنية لمقال الأستاذ (جواد كاظم ملكشاهي) المعنون: “الكورد الفيليون, ومعضلة ازدواجية الهوية”

أولاً وقبل أن أخوض في تفاصيل المقال, أود أن أذكر بما قلته وكررته سابقاً في بعض مقالاتي عن إطلاق التسمية الخاطئة “الكورد الفيلية” على عموم الكورد, الذين يعتنقون المذهب الشيعي, وكذلك على أولئك الكورد الذين لا زالوا يعتنقون الدين الكوردي التوحيدي القديم بشرائعه المتعددة, كالكاكائية التي تنتشر أتباعها على جانبي الحدود المصطنعة, في مدن وقرى جنوبي كوردستان, ككركوك وخانقين ومندلي الخ. وتحت تسمية أخرى تسمى اليارسانية, يتواجد مريدوها بكثافة في شرقي كوردستان, في مدن وضيع كرمانشاه وإسلام آباد وكرند الخ.عزيزي القارئ, إن جميع هؤلاء الذين ذكرناهم أعلاه بالإضافة إلى الكورد اليهود والكورد المسيحيون والمسلمون بسينهم وشينهم وكذلك الإيزيدية والزرادشتية والشبك والبجوران والصارلية والعلوية والطرق القادرية والنقشبندية المسلمة الخ الخ الخ, أن جميع هؤلاء وغيرهم تحت تسميات دينية وقبلية متعددة ينتمون إلى أمة كبيرة وعظيمة اسمها الأمة الكوردية, وإلى وطن مترامي الأطراف اسمه كوردستان. لكن, قبل فترة زمنية لا تتجاوز قرنين أو بالغالب ثلاثة صار يطلق اسم الفيلية من قبل العرب في العراق على غالبية الكورد الذين فرض عليهم مذهب الشيعة, كما فرض من قبل المذهب السني على بقية أبناء جلدتهم. على أية حال, مع أن الفيلية كانت تسمية محصورة ومحددة تطلق على شريحة معينة من الكورد الأصلاء في محافظة “خورم آباد” في مقاطعة لورستان في شرقي كوردستان. إذا استثنينا الميديون الذين أطلق عليهم اسم “پیلی” لم تكن التسمية بعدهم كما هي اليوم, حيث تطلق على قبائل كوردية لم تسمع في تاريخها الطويل باسم الفيلية بوصفها الحالي ولا تعرف ما هو معناها اللغوي. مثال قبيلة “كَلهر” التي تعد واحدة من أكبر القبائل الكوردية في شرقي كوردستان أن لم تكن أكبرها على الإطلاق, لا تعرف أبنائها ما هي الفيلية, لكنهم يعرفوا جيداً, أن قبيلتهم هي قبيلة كوردية أصيلة تاريخها يعود إلى آلاف السنين التي مضت. كذلك هناك بعض القبائل الأخرى في محافظة إيلام (عيلام) في شرقي كوردستان لا تعرف هي الأخرى شيئاً عن تسمية الكورد الفيلية, لكنها تدرك جيداً إنها – وأعني القبائل غير الكوردية الفيلية- قبائل كوردية فقط دون لاحقة؟, وهي جزءاً لا يتجزأ من الأمة الكوردية المجيدة تحت أي عنوان وأية مسميات فرعية.
يقول الأستاذ (جواد كاظم) في مقاله الذي نحن بصدد مناقشة النقاط التي أثارها فيه: أن هناك سجالاً بين أبناء هذه الشريحة الكوردية بشأن الانتماء المذهبي والقومي. ويضيف الكاتب: منهم من يريد أن ينسلخ من هويته القومية ويحتفظ بالهوية المذهبية. ويستمر قائلاً: ومنهم من يسعى إلى أن يضع الهوية القومية بالأولوية ومن ثم التمسك بالمذهب. وهناك فئة أخرى تعتقد أن الهويتين ضروريتان للبقاء. ثم يقول الكاتب في نهاية هذه الجزئية: أعتقد أن التوجهات الثلاثة لم تأت من فراغ بل لكل منها أسباب موضوعية ومبرراتها العقلانية أحاول أن ألخصها في هذا المقال.
إن الكاتب قسم الداء الذي شرذم شريحة (الكورد الفيلية) إلى ثلاث فصائل متباينة الرؤى والمواقف, وجميعها سلبية ومتصادمة, وتلحق الأذى بالشعب الكوردي الجريح, لأن أصحابها يحملون حُمة المذهب التي باتت تفتك بالجسم السليم وبالكائن الحي. لأن القائمون عليه أخفوا سابقاً توجهاتهم السياسية وسعيهم في الخفاء للوصول إلى السلطة, وقالوا أن العقيدة قبل ظهور الحجة دين ودنيا فقط, وهي عبارة عن أداء مجموعة فرائض عبادية يؤديها معتنق المذهب لا غير, فلذا لا نفسدها بأهواء السياسة, وتحججوا بحديث للإمام جعفر الصادق الذي يقول فيه:” كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل” أي: على الشيعة أن لا يقيموا أية دولة في غياب الإمام الثاني عشر(المهدي المنتظر) لأنه هو الذي يقيمها بعد ظهوره, (حسب فكر المذهب الشيعي). لكنهم لم يلتزموا به لقد أقحموا العقيدة بالسياسة وأنقلبت الىية من دين ودنيا إلى دين ودولة, وصاروا يستخدموا نصوص دينية لتثبيت أركان حكمهم على الأرض, ووفق هذه النصوص المقدسة عندهم أي شيء يناقض ألف بائها يجب على معتنقها أن يقف ضده ويقارعه ويرفضه رفضاً باتاً. بمعنى, أن الفئة الثانية التي تزعم إنها تضع الهوية القومية بالأولوية ومن ثم التمسك بالمذهب. وكذلك الفئة الثالثة التي تزعم أيضاً أن الهويتين ضروريتان للبقاء. كلتاهما تكذبان على نفسيهما, لأنك حين تعتنق أية عقيدة تؤمن بالغيبيات تفرض عليك في نصوصها المقدسة رفض أي شيء يتعارض معها. مثلاً, بالنسبة للفئتين الكورديتين اللتين أشرنا لهما ويعتقدا بالمذهب, فأي شيء يكون موضوع خلاف في المستقبل بين الكورد والقائمون على المذهب بلا أدنى شك سوف يصطفوا بجانب المذهب, لأنه يعدهم بالجنة وبحور العين والخمر المصفى الخ, ومعارضته يعني أنهم سيخلدوا في النار.لا ننسى أن (الكورد الفيلية) عملياً طبقوا هذا على الأرض عام (2005) في الانتخابات العراقية, عندما منحت الغالبية العظمى من الكورد الفيلية والكورد الشيعة في بغداد وبعض المدن الأخرى أصواتهم للأحزاب الشيعية, لأن تلك الأحزاب أشاعت بين الناس أن السيد السيستاني أفتى, إذا أحد ما لا يصوت للأحزاب الشيعية سيخلد في نار جهنم!, بما أن هؤلاء الكورد المشار إليهم ضيقي الأفق قليلي العلم والتجربة تركوا أحزابهم الكوردستانية وصوتوا للغرباء, لأولئك الذين يعدونهم دون البشر, ومن أنسال الجن وغير شرعيين. عزيزي المتابع بهذا الصدد توجد عدة أحاديث إسلامية تصف الكورد أوصاف غير إنسانية وتحط من كرامتهم, ألا أنهم أعني الكورد الشيعة والفيلية رغم توصيفهم بهذا النعت.. يمنحوهم أصواتهم, أضف لهذا أن انتمائهم المذهبي يسبق انتمائهم القومي, ولا زالوا يسيروا خلف شيوخ ذلك المذهب الذين يوصفوهم بأبشع الأوصاف,اقرأ أدناه جيداً حتى تكون على بينة من أمرك. يقول الشيخ (الطوسي) في كتاب (النهاية) ص (373):” وينبغي أن يتجنب مخالطة السفلة من الناس والأدنين منهم, ولا يعامل إلا من نشأ في خير, ويجتنب معاملة ذوي العاهات والمحرفين. ولا ينبغي أن يخالط أحدا من الأكراد, ويتجنب مبايعتهم و مشاراتهم و مناكحتهم”. وفي حديث آخر روى (الكليني) في (الكافي) ج (5) ص (158) عن (أبى الربيع الشامي) قال:”سألت (أبا عبد الله- الإمام جعفر الصادق)- الإمام السادس عند الشيعة- فقلت: إن عندنا قوما من الأكراد, وأنهم لا يزالون يجيئون بالبيع فنخالطهم ونبايعهم؟ قال: يا أبا الربيع لا تخالطوهم, فان الأكراد حي من أحياء الجن كشف الله تعالى عنهم الغطاء فلا تخالطوهم”. وفي كتاب (رياض المسائل) للسيد (علي الطباطبائي) ج (1) ص (520) وكتاب (جواهر الكلام) للشيخ (الجواهري) ج(3) ص (116) وكتاب (من لا يحضره الفقيه) للشيخ (الصدوق) ج (3) ص(164) وكتاب (تهذيب الأحكام للشيخ (الطوسي) ج (7) ص (405)وكتاب (بحار الأنوار) للعلامة (محمد باقر المجلسي) ج (1) ص(83) وفي تفسير (نور الثقلين) للشيخ (الحويزي) ج (1) ص (601) سند هذه الرواية هو ذات مقام رفيع جداً عند الشيعة الإمامية, وهو الإمام (جعفر الصادق) الذي يُعرف المذهب الشيعي باسمه. وجاء أيضاً في ( الكافي) (للكليني) ج (5) ص (352):”لا تنكحوا من الأكراد أحدا فإنهم جنس من الجن كشف عنهم الغطاء قال (ابن إدريس الحلي): “ولا ينبغي أن يخالط أحدا من الأكراد, ويتجنب مبايعتهم, ومشاراتهم , ومناكحتهم “جاء هذا الكلام في كتابه (السرائر) ج (2) ص( 233). وعن الإمام (الصادق) :”لا تنكحوا من (الأكراد) أحدا فأنهن حبس من الجن كشف عنهم الغطاء” جاء هذا الكلام في كتاب (تذكرة الفقهاء) للعلامة (الحلي) ج (2) ص (569). وجاء في المصادر الشيعة الأخرى: ينبغي أن يتجنب مخالفة السفلة من الناس والأدنين منهم ولا يعامل إلا من نشأ في الخير ويكره معاملة ذوي العاهات والمحرفين ويكره معاملة الأكراد ومخالطتهم ومناكحتهم” لمن يريد الاستزادة عليه أن يراجع كتاب (كفاية الأحكام) للمحقق (السبزواري) ص (84) وكتاب (الحدائق الناضرة ) للمحقق ( البحراني) ج (81) ص (40): و ج (42) ص (111) وكتاب (جامع المدارك) للسيد (الخونساري) ج (3)
ص (137) وكتاب (تهذيب الأحكام) للشيخ (الطوسي) ج (7) ص (11) وكتاب (سائل الشيعة) (الحر العاملي) ج (71) ص (416) ونفس المصدر ج (82) ص (382)” : حدثني (أحمد بن إسحاق) أنه كتب إلى (أبي محمد) (عليه السلام) يسأله عن الأكراد فكتب إليه لا تنبهوهم إلا بحر السيف, رواه الشيخ بإسناده عن (أحمد بن أبي عبد الله)” وكلمة (الحر) كما جاءت في قاموس لسان العرب لأبن منظور أي: القتل. لنرى ماذا يقول السيد (أبو الحسن الأصفهاني) (1227- 1365) هجرية مرجع الشيعة الأعلى في عصره عن الشعب الكوردي المسالم وكيف يضعهم مع أبناء الزنا والفاسقين بينما الكورد الشيعة في بغداد والمدن العراقية والكوردستانية لا زالوا يقدسون هذا الرجل بعد مضي عقود طويلة على وفاته!!. لنقرأ كلام السيد (أبو الحسن الموسوي الأصفهاني) الذي جاء في كتابه: “وسيلة النجاة” ص (341) في” باب النكاح: “لا ينبغي للمرأة أن تختار زوجاً سيء الخلق والمخنث والفاسق وشارب الخمر ومن كان من الزنا أو الأكراد أو الخوزي أو الخزر” هذه الأحاديث الشيعية كنت قد أرفقتها عدة مرات مع عدة مقالات نشرتها في مواقع متعددة, لكني لم أسمع رداً أو تعليقاً من هؤلاء الكورد الشيعة والفيلية كأنه عمي لا يبصرون. حتى أن بعضهم مم ارتضى لنفسه أن يكون حذاء للمحتل وأذنابه, يزعم أنهم ليسوا كورداً بل هم قومية قائمة بذاتها!. وهؤلاء هم الفئة الأولى التي ذكرها الكاتب في صدر مقاله, الذين يريدوا ينسلخوا من هويتهم القومية ويحتفظوا بالهوية المذهبية!. هل توجد دناءة وخسة أكثر من هذا؟. كيف المذهب يحل مكان القومية!!. أليس هؤلاء ينطبق عليهم الحديث النبوي:” من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين”. وكذلك المثل الشعبي الذي يقول:” من ينكر أصله نغل (لقيط)”.
في جزئية أخرى يزعم الكاتب:” بأن العرب احتضنوا الكورد في زمن سلطة البعث القمعية عندما رحلوا من مدنهم وقراهم الخ” هذا الكلام غير صحيح ابداً, وتجني على الحقيقة, لم يآزر العربي يوماً من الأيام الشعب الكوردي أبداً, نحن كنا في مدينة بغداد التي تعتبر مركز ثقافي وحضاري قياساً بالمدن العراقية في وسط وغرب وجنوب العراق, التي غالبية سكانها من البدو والأعراب, البعيدون عن الحضارة ولا يجيدوا شيئاً من أبجدية الحياة غير الغزو والنهب وأخذ الثأر والاعتداء على الآخر الخ. عزيزي القارئ, ألم تأتي السلطات العراقية المتعاقبة بآلاف مؤلفة من هؤلاء الأوباش وتستوطنهم في مدن وقرى الكورد في كل من بدرو وجصان وزرباطية ومندلي وخانقين وجلولاء وشهربان وكركوك وتوابعها الخ, أن هؤلاء من أولئك الذين يزعم الكاتب أنهم احتضنوا الكورد!! بل بخلافه نهبوا ممتلكات الكورد وقتلوا أبنائهم. ألم يأتي بهم نظام البعث العفن إلى كركوك ومنحهم بيوت وأراضي الكورد ودفع لهم (10,000) دينار عراقي مع رشاشة كلاشينكوف لمحاربة الكورد وتعريب كركوك؟؟. إذا لديهم ذرة شرف وكرامة, لماذا بعد أن ذهب نظام البعث ورئيسه إلى مزبلة التاريخ لم يعودوا من حيث جاءوا؟؟. لا بل دون أدنى خجل وحياء يتظاهرون في كركوك ويقول نحن كركوكيون, مع أن أسمائهم في دوائر الأحوال المدنية لا زالت في ديوانية وناصرية ورمادي وصلاح الدين الخ. أليس هم هؤلاء الذين كانوا أدوات النظام المجرم في تنفيذ عمليات الأنفال وقتلوا (182000) كوردي بريء؟ أليس هم هؤلاء من ضرب حلبجة ومدن وقرى بهدينان وگرميان بالأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً؟؟ أليس هم هؤلاء من قتلوا شباب الكورد الشيعة والفيلية في معتقلات البعث العفن بدم بارد؟؟ هل يوجد من بين أكثر من (20) دولة عربية تياراً يناصر القضية الكوردية في مسيرتها النضالية؟؟ بالطبع لا. لكن بالمقابل توجد تيارات عروبية عديدة تعادي علناً الشعب الكوردي الجريح وتطلعاته القومية المشروعة.
في فقرة أخرى, بعد أن يسرد شيئاً عن حال الانتماء القومي والمذهبي عند (الكورد الفيلية), يتقول الكاتب ملكشاهي:” بعدم تعارض الهوية المذهبية مع الهوية القومية”. وهذا يجب أن يكون عند عموم الشعب الكوردي, وليست عند شريحة ما. أليس الباكستاني مسلم, هل تتعارض هويته القومية مع الهوية الدينية؟؟ أليس المخلوق التركي يقال عنه أنه مسلم, هل تتعارض الهويتين اللتين يحملانهما مع بعضيهما؟؟ بل بالعكس استغل الأتراك الدين لخدمة القومية التركية الطورانية المجرمة, هاهم حتى اليوم يهتفوا عالياً:” طريقنا هو القرآن, غايتنا هي طوران”. وكذلك تفعل العرب, استغلوا الدين من أجل السيطرة على الشعوب واحتلال أراضيها. وهذا ما فعلته وما زالت تفعله القومية الفارسية باسم المذهب الشيعي الخ. السؤال هنا, لماذا الكوردي فقط بخلاف الآخرين, حين يعتنق عقيدة سماوية أو وضعية يصبح مطية لها ويعادي شعبه الكوردي ويتخلى عن وطنه كوردستان, ويصبح مرتزقاً عند الآخر, الذي يضطهد شعبه ويحتل وطنه
كوردستان بالمجان!!. أنا أرى أن العلة أولاً في أحزابنا الكوردستانية بدون استثناء, لأنها لم تقم بدورها القومي والوطني على أكمل وجه, إنها أحزاب بالية أكل عليها الدهر وشرب, ومن ثم الخلل فينا نحن الكورد بمجملنا, مثقفون وأميون, أكاديميون وكسبة, عمال وفلاحين, الخ الخ الخ, يجب على كل كوردي أن يضع تحرير كوردستان نصب عينه ولا شيء سواه. أقول لمن نسي نفسه واتخذ من المذهب قومية ووطن, أن الإمام الصادق يقول في إحدى أحاديثه:” من احتل أرضه لا تقبل صلاته” بمعنى أن الكوردي الذي يؤدي صلاته يومياً لا تقبل منه لأن أرضه محتل يجب عليه أن يستردها أولاً ويقيم عليها دولته القومية إسوة بدول العالم ومن ثم يؤدي فرائضه الدينية إن أراد. في ذات الفقرة وصف الكاتب الكورد المعتنقين للدين الكوردي القديم بشرائعه المتباينة كالإيزيدية والشبك والكاكائية الخ بالطوائف, أن هذا الوصف إلى حد ما إقصائي ويجرح مشاعر أتباع هذه الأديان التوحيدية الكوردية غير التبشيرية. نعم أنهم كورداً وأنهم أقلية عددية, لكنهم ليسوا أقلية قيمية؟.
ويستمر الكاتب في سرده:” إذن ما هو الحل الأنجع لمشكلة ازدواجية الهوية؟ يقول: أعتقد الحل الأنجع هو تقبل الآخر واحترام خصوصية الفئات الثلاث…”. كيف تقبل الآخر يا عزيزي!!. ألم تقل في صدر مقالك:” أن الفئة الأولى تنادي وتسعى للانسلاخ عن الهوية القومية”. كيف توافقها على هذه الخيانة العظمى؟؟ الحل يا عزيزي, أن تكون هذه الشريحة التي تسميها بالكورد الفيلية بمستوى المسئولية, أن تؤسس لنفسها مؤسسات مذهبية مستقلة عن الشيعة العرب أو الفرس, كما أن الباكستانيين والعلويين والأتراك واليمنيين لهم مراكز وحوزات مذهبية خاصة بهم وغير مرتبطة بالنجف أو قم وهؤلاء الفيلية أيضاً يستطيعوا أن يقوموا بهذه المهمة بالاعتماد على حكومتهم, حكومة إقليم كوردستان حتى لا يكونوا ذيلاً لعبد الزهرة ومحيسن. عزيزي القارئ, بغير هذا, سيكونوا لقمة سائغة لحكام بغداد الجدد المرتبطون جسداً وروحاً بمدينتي النجف وكربلاء وقم ومشهد؟؟ ثم ألا يعلم هؤلاء الكورد الشيعة, أن الشيعة (العرب) لا يعدون عموم الشعب الكوردي من جنس البشر كما بينا أعلاه من خلال الأحاديث المروية عن أئمتهم وشيوخهم؟! كيف يسيروا خلف من يحط من كرامتهم ويحسبهم من الجن وأبناء غير شرعيين؟؟؟!!! كيف يقبلوا على أنفسهم أن هؤلاء.. يوجهونهم ويحددوا لهم مسيرة حياتهم؟؟؟!!! عزيزي الأستاذ جواد, أمام هؤلاء (الكورد الفيلية) طريقان لا ثالث لهما وهو, أما أن ينتموا إلى الشعب الكوردي ووطنه كوردستان قلباً وقالباً, ولا يستسلموا لسياسة التخويف (نشوف الموت حتى يرضى بالسخونة) التي يتبعها العرب منذ أن غزت جحافلهم أرض بلاد الرافدين وكوردستان, أو كما أن غالبيتهم الآن استسلموا لأصحاب الدكات السياسية العميلة, التي فتحها إيران لعملائها في العراق باسم أحزاب ومنظمات وبرلمانات (الكورد الفيلية) ويسيرون في مؤخرة محيسن وكيل إيران في العراق. إن لم يسعفوا أنفسهم ويستقيموا ويوجهوا بوصلتهم نحو هولێر (أربيل) عاصمة إقليم كوردستان سيلعنهم التاريخ أبد الدهر, وكما أسلفنا أعلاه الـ(ناكر أصله..؟). أشكر زميلنا الأستاذ (ملكشاهي) على مساهماته الدائمة في مواقع تواصل الاجتماعي.