23 ديسمبر، 2024 10:25 ص

قراءة .. ل ” عملية أورلاندو ” 

قراءة .. ل ” عملية أورلاندو ” 

أستهلال :
وصفت  زوجة ” عمر متين (*1) ” السابقة  نور / منفذ هجوم أورلاندو ، بأنه معلق بين عالمين ، مضطرب عااطفيا وعنيف وقالت إنه كان يضربها .
 
النص :
    لا أرى من جدوى من أن نقرن كل ما حصل ويحصل من عمليات أرهابية ، كعملية أورلاندو (*2) ، أو ما حدث في فرنسا من طعن ضابط شرطة وزوجته (*3) حتى الموت وغيرها ، على المنظمات الأرهابية / داعش والقاعدة وأخواتها في القتل المتوحش ، أو نربط الفعل بالأسلام الراديكالي ، أو أن نربطها بالنص القرأني / أيات السيف ، بل أرى أن الأمر يرتبط بأن المسلمين ، لم ولن ينصهروا في المجتمعات الغربية !! ، وكما أدلت نور زوجة عمر متين / منفذ  هجوم أورلاندو ، أن عمر كان ” معلق بين عالمين “، من هذه الملاحظة سأبدأ قراءتي .
 
القراءة :
     ما سأبينه ليس عاما كما أنه ليس قاعدة للغالبية من المسلمين ، ولكنه بدا يشكل نسبة وعلامة ظاهرة للكثير منهم : أولا – هناك خلل فكري عند المسلمين ، الذين يعيشون في المجتمعات الغربية ، هذا الخلل لا يمكن تجاوزه بسهولة ، لأنه يكمن في عقلهم الباطن ، وأنه يبرز الى حيز الوجود ، كرد فعل لأي فعل يمكن أن يظهره للواجهة الفعلية ، ويترجم هذا الى عمل عنف أو كراهية ضد غير المسلمين ويقف في مقدمتهم المسيحيين ! ثانيا – المسلم في الغرب ، يعاني من فصام شخصي بين قاعدته الدينية المعتقدية الأولية ، التي تربى ونشأ عليها ، وبين المحيط المجتعي الذي يعيشه الذي هو حسب المعتقد الأسلامي ” مجتمع كافر ” ، فالمسلم بالرغم من ميزاته وحياته ورفاهيته في الغرب ، لكنه في أعمق تفكيره يشعر بأنه مغلوب على أمره من حياته في مجتمع بعيد عن الأسلام ، لأجله نلاحظ الكثير من المسلمين يظهرون أسلامهم بشكل متشدد من تدين ونقاب وحجاب / حتى لصغار السن من الفتيات ، أكثر مما كانوا عليه في مجتمعاتهم الأصلية !! ، ثالثا – عدم الأندماج يولد تيه ذهني ما يلبث أن يتحول الى ترسبات فكرية تشكل أفعالا تنطلق عند أي فرصة للأنتقام وصب جم غضبها على المجتمع ! ، وذلك لشعور المسلم بالنقص تجاه مجتمع متحضر منحه أكثر مما يستحقه في بيئته الأصلية ، رابعا – وحتى الأجيال الثانية من المسلمين ، فأنه سهل جدا توظيفهم في أي أعمال أرهابية ، وذلك من خلال محاضرات المساجد وغيرها ، وهذا الذي حدث مع ” عمر متين ” مثلا المولود في نيويورك والذي تربى ودرس بها والمفروض أن يكون سويا ، خامسا – الشخصية الأسلامية في الغرب ، غير مستقرة ، مهزوزة ، وهذا ليس لأنها مختلة البنية ، بل لأنها فقدت توازنها المجتمعي نتيجة أيمانها المعتقدي المناقض للحضارة الغربية ! ، سادسا – تبقى الأحاديث النبوية التي ذات تأثير على عقول المسلمين في الغرب ، ويؤمن المسلمين بأنهم وكلاء لله في الدنيا لتنفيذ توجيهاته وتوجيهات رسوله ، وهذا ما فعله ” عمر متين ” منفذ هجمات أورلاندو ، تطبيقا لحديث الرسول ” مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ “(*4) ، وعمر متين طبق عقاب المثليين (*5) / حيث أن اللواط له عقاب مذكور في أحاديث الرسول ، بيده وهو أفضل تطبيق شناعة وذلك بأعدام جماعي لرواد نادي بلس الليلي للمثليين ! ، أخيرا – أرى أن الكثير من المسلمين في الغرب يعيشون في عالمين مختلفين ، وهما مجتمعاتهم الأصلية المغلقة والمقفلة فكريا ولكنها وفق معتقدهم الديني ، والمجتمع الحالي المنفتح المتحضر والذي يتميز بحرية شاملة كاملة رأيا ومعتقدا وفعلا ، فهم ذهنيا متعرضين لضغطين فكريين في آن واحد ، الأمر الذي ينجر الى أمراض نفسية  تؤثر على أستقرار الأفعال الشخضية الفردية للمسلم ، لكن عامة الفكر الديني للمجتمع الذي جاء منه المسلم يتغلب على وضع وواقع المجتمع الحالي ، وهذا ما يعانيه أغلب المسلمين في الغرب ! .
———————————————————————————-                                
  (*1)  الويكيبيديا : عمر مير صديقي متين هو قاتل أمريكي من أصل أفغاني ولد في يوم 16 نوفمبر 1986 في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة ، قام عمر بقتل حوالي 49 شخص وإصابة 53 شخص آخر في هجومه على نادي للمثليين جنسيا في مدينة أورلاندو في الولايات المتحدة في يوم 12 يونيو 2016 وذلك قبل إعلان ولائه لتنظيم تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) الذي أعلن تبنيه للهجوم  ولد متين باسم عمر مير صديقي في مدينة نيويورك لأبوين أفغانيين مع والده كونه مؤيد للمجاهدين.  درس عمر متين في مدرسة ثانوية في مقاطعة مارتن لسنة واحدة ، حيث لعب كرة القدم ، ودرس أيضا في مدرسة سانت لوسي الغربية المئوية الثانوية ، حيث قال زميل دراسة انه كان يتعرض للمضايقات . في عامي 2006-2007 أكمل عمر درجتين في العلوم في كلية ولاية ريفرز الهندية ..
(*2) عملية أورلاندو – أتلانتا ، الولايات المتحدة الأمريكية / نقل بتصرف (CNN) — بعدما أصبحت عملية إطلاق النار في نادي “بلس” الليلي للمثليين بمدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية ، صباح الأحد ، التي أسفرت عن 50 قتيلا و53 جريحا ، أسوأ حادث إطلاق نار في تاريخ الولايات المتحدة ، ويُعد أسوأ هجوم وقع على الأراضي الأمريكية منذ هجمات 11 سبتمبر عام 2001 ، واتصل منفذ الهجوم بالشرطة خلال محاصرتها موقع الهجوم معلنا الولاء لتنظيم “داعش” ، كما سبق أن استجوبته الشرطة الفدرالية للاشتباه في علاقته بالتطرف الإسلامي دون توجيه اتهامات ، وكان على قائمة المراقبة للأشخاص المشتبه في تعاطفهم مع “داعش”. تحدث المحققون مع عائلته التي قالت إنه أعرب عن مشاعر مناهضة للمثليين جنسيا في السابق ، إذ صرح لوالده عن غضبه بعد رؤيته رجلين يقبلان بعضهما في مدينة ميامي بولاية فلوريدا ، وفقا لاثنين من المسؤولين . التسلسل الزمني المبدئي للأحداث : في الساعة الثانية صباحا: قال شاهد عيان ، كريستوفر هانسن ، إنه “رأى فقط جثثا تتساقط على الأرض ” ، وأخبر شخص أخر كان في النادي ، شبكة CNN، أنه ليتمكنوا من الفرار ، كان عليهم القفز من فوق سياج يُقدر ارتفاعه بحوالي مترين ، إذ قال شاهد العيان إن الباب الأمامي كان الطريق الوحيد للدخول أو الخروج من الملهى . في الساعة الخامسة صباحا : حطمت عربة مدرعة الباب وجدار للسماح للشرطة بدخول النادي .
(*3) نقلا عن موقع www.bbc.com  في 14.6.2016   قالت الحكومة الفرنسية : ” إن مقتل ضابط رفيع في صفوف الشرطة طعنا بالسكين وصديقته كان عملا إرهابيا ” ، بعد أن أعلن موقع اعماق المرتبط بتنظيمات متشددة على الإنترنت أن ” أحد مسلحي الدولة الإسلامية نفذ عملية طعن قائد كبير في الشرطة الفرنسية وزوجته”.
 (*4 )(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ كِلَاهُمَا ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، وَهَذَا حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : أَوَّلُ مَنْ بَدَأَ بِالْخُطْبَةِ يَوْمَ الْعِيدِ ، قَبْلَ الصَّلَاةِ ، مَرْوَانُ ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ ، فَقَالَ : الصَّلَاةُ قَبْلَ الْخُطْبَةِ ، فَقَالَ : قَدْ تُرِكَ مَا هُنَالِكَ ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ : أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : ” مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ “

. حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ إِسْمَاعِيل بْنِ رَجَاءٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، وَعَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، فِي قِصَّةِ مَرْوَانَ وَحَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِمِثْلِ حَدِيثِ شُعْبَةَ ، وَسُفْيَانَ .. نقل من موقع أسلام ويب .
 (*5) يُعتبر اللِّواط في الشريعة الإسلامية من أشنع المعاصي و الذنوب و أشدها حرمةً و قُبحاً و هو من الكبائر التي يهتزُّ لها عرش الله جَلَّ جَلالُه ، و يستحق مرتكبها سواءً كان فاعلاً أو مفعولاً به القتل ، و هو الحد الشرعي لهذه المعصية في الدنيا إذا ثبت إرتكابه لهذه المعصية بالأدلة الشرعية لدى الحاكم الشرعي ، و في الآخرة يُعذَب في نار جهنم إذا لم يتُب مقترف هذا الذنب العظيم من عمله  ..( فقد رَوى أبو بكر الْحَضْرَمِيِّ عَنْ الإمام جعفر بن محمد الصَّادق ( عليه السلام ) أنهُ قَالَ  :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ” مَنْ جَامَعَ غُلَاماً جَاءَ جُنُباً يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنَقِّيهِ مَاءُ الدُّنْيَا وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ جَهَنَّمَ وَ سَاءَتْ مَصِيرا . /  نقل بتصرف من موقع الشعاع الأسلامي .