20 ديسمبر، 2024 12:39 ص

قراءة لمقابلة صحيفة لاستامبا الايطالية مع رئيس اقليم كوردستان

قراءة لمقابلة صحيفة لاستامبا الايطالية مع رئيس اقليم كوردستان

اجرت صحيفة لاستامبا الكثيرة الانتشار في ايطاليا واوربا مقابلة مع رئيس اقليم كوردستان السيد مسعود بارزاني ، تطرق فيها الى امور عديدة تخص الشأن الكوردي والعراقي والاقليمي والصراع الدائر في هذه البقعة الجغرافية الحساسة من العالم المعروفة ب(الشرق الاوسط).

وفي معرض رده على سؤال بشأن الاوضاع في العراق قال: إن “العراق والمنطقة وبسبب عدم حل مشاكلها فإنها مقسمة بين السنة والشيعة يتقاتلون منذ 1400 سنة فيما بينهم , بينما نحن الكورد أصبحنا ضحية هذا الصراع”.

وكأن البارزاني يريد ان يقول : عدم بناء دولة المؤسسات وبدون مشاركة الجميع في صنع القرار وعدم وجود حقوق المواطنة الحقيقية و عدالة اجتماعية يضمن حقوق جميع ابناء القوميات والاقليات الدينية والمذهبية في العراق ، فان هذا الصراع الذي بدأ منذ 1400 عام ولازال مستمرا لن ينتهي وان ضحيته الابرياء من المسلمين من كلا المذهبين والكورد جزء من الضحايا ، لذلك لابد من البحث عن حل منطقي وعقلاني لوقف نزف الدم ، يضمن حقوق جميع مكونات الشعب العراقي ، أي ان تتعايش المكونات الثلاثة الرئيسة جيرانا الى جانب بعضها مع احتضان الاقليات الاخرى كل بحسب ارادتها وتطلعاتها.

وفي جانب آخر من حديثه اشار الى ان مصير العراق سيكون على شاكلة تشيكسلوفاكيا ، أي ان تشكيل دول من عدة قوميات واقليات كتحصيل حاصل لاتفاقيات اقليمية ودولية من دون اخذ رأيها و استشارتها مهما مر عليه الزمن وفرض

عليها حلول ترقيعية لاستمرارها، الا ان تلك الدول ستنهار بسرعة متى ما سنحت الفرصة لتلك الشعوب لتقرير مصيرها كما حدث في تشيكسلوفاكيا عندما وصل الشعبان التشيكي والسلوفاكي الى قناعة ان استمرار التعايش معا اصبح مستحيلا قررا الانفصال عن بعضهما حفاظا على مصالح الشعبين واستمرار بناء علاقات اخوية كدولتين جارتين تربطهما مصالح مشتركة.

واكد رئيس اقليم كوردستان ان استقلال اقليم كوردستان سيعزز الاستقرار في المنطقة ، أي ان مرور اكثر من عقدين على تشكيل حكومة اقليم كوردستان كان تجربة ناجحة لحفظ الامن والاستقرار وتوازن القوى في المنطقة ، اذ لم يسمح الاقليم بممارسة أي نشاط عسكري وامني من قوى المعارضة للدول المحيطة الموجودة على ارض الاقليم ، بل سعى جاهدا للعمل مع تلك القوى لبناء جسور التواصل مع انظمة بلادها و اعداد مشاريع للسلام وحل مشاكلها في داخل بلدانها كما حدث في الوساطة بين حزب العمال الكوردستاني والحكومة التركية والاحزاب الكوردية الايرانية مع حكومة طهران ولكنها لم تتكلل بالنجاح لعدم وجود ارادة حقيقية للسلام بين الاطراف.

كما اقام اقليم كوردستان علاقات متوازنة مع كل من تركيا وايران حتى سوريا قبل الحرب الاهلية خاصة في المجال الاقتصادي ، اذ بلغ حجم المبادلات الاقتصادية من الطاقة والبضائع المختلفة عشرات المليارات من الدولارات ، أي ان استقلال كوردستان عامل مهم لضمان الامن والاستقرار وليس عاملا لزعزعته.

يبقى ان نشير الى قضية مهمة مستقاة مما ورد في المقابلة وهي انه برغم مايدور من صراعات اقليمية و متغيرات وحروب في المنطقة فضلا على الخلافات الحالية

بين القوى السياسية الكوردستانية وبرغم الحرب الطاحنة لمكافحة الارهاب والمشاكل الاقتصادية في اقليم كوردستان وكذلك الاحداث الاخيرة في كركوك وسنجار ، الا ان مشروع الاستفتاء وحق تقرير المصير لازال قائما ، لكنه يسير بخطى بطيئة وان المشروع هو لمصلحة الكورد والشعوب الشقيقة الاخرى في المنطقة لأنهاء الصراعات والحروب و بناء علاقات اخوية جديدة وفق سياقات وصياغات تنسجم مع المرحلة والمتغيرات في الخارطة الجديدة للمنطقة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات