21 نوفمبر، 2024 8:30 م
Search
Close this search box.

قراءة .. للقسم الألهي في سورة الليل

قراءة .. للقسم الألهي في سورة الليل

 ( والليل إذا يغشى* والنهار إذا تجلّى* وما خلق الذّكر والأنثى* إن سعيكم لشتى .. / 1 – 4 سورة الليل )

الموضوع :                                                                                                                            في هذا المقال المختصر ، سأستعرض تفسيرين للآيات أعلاه ، ومن ثم سأسرد قراءتي الخاصة ، من وجهة نظر شخصية .           أ. يقسم الله بالليل حين يغشى البسيطة ، ويغمرها ويخفيها ، وبالنهار حين يتجلى ويظهر ، فيظهر في تجليه كل شيء ويسفر . ويقسم بالقادر العظيم الذي خلق الذكر والأنثى ، وميز بين الجنسين مع أن المادة التي تكوّنا منها واحدة ، والمحل الذي تكونا فيه واحد . يقسم الله بهذه الظواهر والحقائق المتقابلة في الكون وفي الناس ، على أن سعي الناس مختلف ، وعملهم متباعد ومتفرق ، فمنه السيئ ومنه الحسن ، ومنه التقوى ومنه الفجور ، ومنه ما يجازى عليه بالنعيم المقيم ، ومنه ما يعاقب عليه بالعذاب الأليم . / نقل موقع الموسوعة القرآنية .                                                                    ب . يقسم الله بهاتين الآيتين : الليل والنهار . مع صفة كل منهما الصفة المصورة للمشهد . والليل إذا يغشى .. والنهار إذا تجلى .. الليل حين يغشى البسيطة ، ويغمرها ويخفيها . والنهار حين يتجلى ويظهر ، فيظهر في تجليه كل شيء ويسفر . وهما آنان متقابلان في دورة الفلك ، ومتقابلان في الصورة ، ومتقابلان في الخصائص ، ومتقابلان في الآثار .. كذلك يقسم بخلقه الأنواع جنسين متقابلين : وما خلق الذكر والأنثى .. تكملة لظواهر التقابل في جو السورة وحقائقها جميعا. / نقل من موقع أسلام ويب .

القراءة :                                                                                                                                   * أولا ، بعيدا عن تفسير وتأويل الفقهاء والمفسرين .. أبين أنه ما دام بداية السورة تتضمن ” قسم ” ، فلا بد لنا أن نوضح معنى كلمة ” قسم ” عربيا ، فوفق موقع / قاموس المعاني ، القَسَم : بفتح القاف والسين جمع أقسام ، اليمين بالله تعالى ( فقهية ) .. أما في اللغة : ” القَسَم ( بفتح القاف والسين ) أو اليمين هو لفظ لإثبات حقيقة أو وعد يذكر فيه المؤدي للقسم شخصاً أو شيئاً ما عزيزاً عليه وعادة ما يكون هو الله  باعتباره الشاهد على هذا القسم . يستخدم القسم بشكل رسمي في المحاكم عند استجواب الشاهد . والأيمان جمع يمين ، وتعرف : بأنها تأكيد أمر ما بالحلف باسم الله أو بصفة من صفاته سواء أكان ذلك الأمر ماضياً أو مستقبلاً . / نقل من الويكيبيديا ” .

* هذا الأمر يجرنا الى نقطة تعتبر محورية في التفسير العقلاني للسورة / بعيدا عن ترقيع المفسرين ، وهو أن الذي يقسم ، أن كان شخصا أو جماعة ، يريد من الطرف الأخر – أن كان مستمعا أو متلقيا أو مخاطبا .. ، أن يصدق كلامه ، هذا من جانب ، الأهم أن القسم أو اليمين ، الغاية منه هو أثبات أمرا أو واقعة أو حدثا بحد ذاته ، هذا من جانب ثاني ، أخيرا ” القسم ” عادة ما يكون بأسم الله ،  باعتباره الشاهد على هذا القسم .. وهنا تتفجر الأشكالية / ما نحن بصدده ، فالله هنا هو المتكلم ، فهو يقسم لمن ، وما هو الشاهد على قسمه ! وهو الله ، والعالم أجمع تقسم بأسمه / أي تقسم بأسم الله ! .                                                                                               * الغرض من القسم هو تأكيد أمرا ما ، فهل الله عز وجل ، يحتاج قسما لتأكيد ما يقوله لعباده ! ، وهو ربهم الأعلى . وهل يحتاج الله لهذه المرادفات والتأكيدات ، على أن كلامه صادقا ، وهو الصدق والحق بعينه .

* بنيويا ، كان من الممكن أن يقبل القسم ، في حالة كون المتكلم في الآيات أعلاه غير الله ، كأن يكون المتكلم محمدا أو جبريل ، هنا يمكن أن يصح ” القسم ” ، ولكن عقائديا أن القرآن هو : كلام الله ! .

خاتمة :                                                                                                                                   هل الذي حرر هذه الآيات ، التي يبرز السجع بها / الكلام المقفى ، بشكل جلي وواضح ، قد جهل ، بأن الله لا يقسم ! ، بل الغير يقسمون به ! . من جانب أخر ، يمكن أن يكون هذا مقبولا في مجتمع قبلي ، جاهل لا يقرأ ولا يكتب ، جل همه الغزو والسبي والغنائم ، وليس له أي وعي ديني عقائدي . ولكن الأن ، مع التطور الحضاري ، الوضع يختلف تماما – تطور مجتمعي وثقافي .. من جانب ثالث : أن كلام محمد الموجه للمجتمع القبلي الجاهلي – في تلك الحقبة ، كان كلاما منزلا ، لا يقبل الجدل لأن كلامه ، يعتبر وحيا / وفق النص القرآني ” وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى / 3 -4 سورة النجم ” .. لذا كل ما يتلو محمدا على كتبة القرآن ، كان أمرا باتا ، لا يمكن أن يناقش به ، لأجله مررت هكذا آيات ، وأن تقبل دون أي شك في صحتها ، من الناحية اللغوية والبنيوية . أما الأن فهكذا وضع يرفض ، ولا يمكن أن يقبل .         خلاصة الأمر : أن النص القرآني ماضويا كان يقبل على ماهيته / لغة وموضوعا وبنية ، أما الأن فقد رفعت قيود النقد البناء عن أي نص ، حتى لو كان هذا النص .. نصا قرآنيا ! .

أحدث المقالات