22 ديسمبر، 2024 2:56 م

قراءة للأسلام كأيدولوجية .. وجهة نظر

قراءة للأسلام كأيدولوجية .. وجهة نظر

بعيدا عن الأسلام كمعتقد ، وما يضم من أركان وهي ( جاء في حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب قال : سمعت رسول الله  يقول : (( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد ارسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت، وصوم رمضان )) رواه البخاري ومسلم / نقل من موقع أسلام أون لاين ) . ولكن ، من جانب أخر ، أن للأسلام أيدولوجية ونهج وغاية ، وأرى أن هذه المضامين تجعل من الأسلام ، أن يتمثل في بعض المحاور ، من أهمها التالي :

1 . الأسلام يغري أتباعه أو معتقديه ، بحلم أخروي ، مملوء بأسطرة خيالية ، لا تخطر على بال ! . وهو ” حور العين ”  ، ولكنه يشترط لتحقيق هذا الأمر ، أن يجاهدوا – وفق النص القرآني ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ / 74 سورة الأنفال ﴾ . والرسول في أحاديثه ، أيضا حث على الجهاد ، بحديثه ( جاهِدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم / صحيح : رواه أبو داود ) ، وهذا الشهيد ، المقتول من هذا الجهاد ، يمنح حور العين في الجنة ( فقد جاء في الحديث أن الشهيد يزوج من الحور العين ، وفي رواية الترمذي ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين / نقل من موقع أسلام ويب ) .. ومن موقع / الأسلام سؤال وجواب ، أنقل وصفا مختصرا لحور العين { قوله تعالى في ذكر جزاء أهل الجنة : ( وَحُورٌ عِينٌ . كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ / 22 ، 23 سورة الواقعة ) ، قال السعدي : أي : ولهم حور عين ، والحوراء : التي في عينها كحل وملاحة ، وحسن وبهاء ، والعِين : حسان الأعين وضخامها ، وحسن العين في الأنثى من أعظم الأدلة على حسنها وجمالها .. } .                                                                                         * أي أن الوضع هنا ، هو أن تقتل في سبيل غاية أسلامية / وهي تأكيدا ضد الأنسانية ، مثلا حادثة مذبحة المصلين في كنسية سيدة النجاة في بغداد سنة 2010 ، وهم يصلون لله . فالقتلة / وفق الأيدولوجية الأسلامية لهم الجنة ، وسيمنحون حورالعين لقاء هذا العمل الأجرامي . وجدلا : هذا الوضع لا ينطبق مثلا على المجاهدين أنسانيا أو أجتماعيا أو علميا ..

2 . الأسلام تسييس ، وتمخض منه جماعة الأخوان المسلمين ( الإخوان المسلمون ، هي جماعة تصف نفسها بأنها ” إصلاحية شاملة”  ، أسسها حسن البنا في مصر عام 1928م كحركة إسلامية وسرعان ما أنتشر فكر هذه الجماعة ونشأت جماعات أخرى تحمل فكر الإخوان في العديد من الدول ووصلت الآن إلى 72 دولة تضم كل الدول العربية ودول أسلامية وغير إسلامية في القارات الست ) . أني أرى .. أن نشوء حركة الأخوان المسلمين ، تعتبر حقبة فاصلة في تاريخ الأسلام السياسي . لأنها صبغت الأسلام بالسياسة والسلطة والحكم . أما الجماعة فأنتشرت في البلدان العربية والأجنبية ، وتغلغلت في مفاصلها الأدارية والسياسية . وتضم الجماعة نخبة مميزة من الكوادر العلمية ، كالأطباء والمهندسين والأداريين .. أضافة الى رجال الأعمال والصناعيين ورهط من الدعاة – ويلتف حولها العامةمن الشعب . الحركة ترفع الأسلام كمظلة لها ، وفي حراكها تتبع المبدأ الميكافيلي ” الغاية تبرر الوسيلة ” ، وذلك من أجل تحقيق أهدافها وغاياتها . أن الحركة عملت على أخونة الكثير من الدول منها : تركيا ، قطر ، مصر و تونس .. وبذلت الجماعة كل طاقتها من أجل السيطرة على الحكم في مصر ، عام 2011 – 2012 . والطامة الكبرى ، أنه لو أستمر حكم الأخوان في مصر لدمرت مصر حضاريا وأجتماعيا ، وبالرغم من كل هذا ، بقى الطابع الأخواني هو المهيمن على مصر / من نقاب وحجاب وتدين وأنتشار الدعاة والفتاوى ..                                                                     * يتبين لنا من كل ما ذكر ، في أعلاه ، أن حركة الأخوان المسلمين غايتها الأيدولوجية :السلطة والحكم ، مع أخونة الدولة مؤسساتيا هذا من ناحية ، والمجتمع من ناحية أخرى .. وتأخذ الجماعة المعتقد ، كواجهة أعلامية لحشد المجتمع .  

 

3 . وسعت الأيدولوجية الأسلامية بفرض توسعها الأفقي / بين عامة المجتمع الغربي ، وبذات الوقت تطور الوضع رأسيا أيضا / في المراكز الحكومية الحساسة العليا ، وهذا تطور نوعي ومهم . وأول مؤشر هو فوز أوباما برئاسة أميركا ( باراك أوباما ، واسمه الكامل باراك حسين أوباما الابن 1961 – ، هو الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة الاميريكية

 من 2009 وحتى  2017، وهو أول رئيس من أصول أفريقيةأسلامية يصل للبيت الأبيض ) . وكذلك فوز عمدة لندن خان – للمرة الثانية ( فاز مرشح حزب العمال ، صادق خان ، بانتخابات عمدة لندن ، على منافسه شون بيلي ، مرشح حزب المحافظين الحاكم بولاية ثانية . وكان عضو مجلس العموم السابق أول مسلم / من أصل باكستاني ، يصبح عمدة لمدينة في الاتحاد الأوروبي ، عندما انتخب للمنصب في 2016 / نقل من موقع بي بي سي ) . وكذلك ، لأول مرة يصبح مسلما رئيسا للحزب والحكومة في أسكتلندا ( أعلن الحزب القومي الأسكتلندي ، اختيار وزير الصحة الحالي حمزة يوسف زعيما له ليكون خلفا لنيكولا ستورجن التي أعلنت استقالتها من زعامة الحزب وبالتالي رئاسة الحكومة ، وليصبح بذلك أول رئيس وزراء مسلم في أسكتلندا. ويعد حمزة يوسف 37 عاما ، واحدا من كبار الوزراء في أسكتلندا وأحد النواب الأكثر شهرة في الحزب القومي الأسكتلندي ، ويمثل مدينة غلاسكو في البرلمان الأسكتلندي/ نقل من موقع الجزيرة .) .

أكد مجلس الشيوخ الأميركي بفارق صوت واحد تعيين محامية الحقوق المدنية نصرت تشودري بمحكمة الدائرة الشرقية الجزئية في نيويورك ، مما يجعلها أول قاضية اتحادية مسلمة في الولايات المتحدة. نقل من موقع سكاي نيوز 16.06.2023 “ .

* أعتقد أن هذا الأمر ، هو تطور نوعي لدور وأنتشار الأسلامكأيدولوجية في الغرب ، وهذا الوضع أراه غربيا نعم أن الدول الغربية بعيدة كل البعد عن تأثير ودور الدين والمعتقدات على تبوأ المناصب ، ولكن ليس بهذه المواقع الحساسة ، وبهذه السرعة ، وأكيد أن هذا التطور لا يأتي من فراغ ! ، فكيف لرئيس لحكومة أسكتلندا ، أن يكون شابا يافعا ملتحيا – بعمر 37 سنة ! ومسلما ، ولا يملك خبرة هائلة أو مميزة ، في أي وظيفة رئاسية / بالرغم من كونه وزيرا للصحة ، وهي وزارة غير سيادية كالخارجية أو الداخلية .. خلاصة الأمر : من المؤكد أن هذه المواقع القيادية للمسلمين ، ستغير الكثير من الأمور المستقبلية لأيدولوجية التركيبة الوظائفية الحكومية ، حيث أصبحت منفتحة على المسلمين / بشكل محدد .

خاتمة :                                                                                                                                       سائل يسأل : هل الأسلام دين ومعتقد ، أم أنقلب ، أضافة لكل ما سبق الى أيدولوجية ، لها أهداف وغايات ، يراد أن يكون لها دورا في المجتمع الغربي / لأنهم لم يكتفوا بالعالم العربي ، الذي قد يقيد من تحركهم ، أما في الغرب ، فكل شي متاح / لمساحة الحرية للجيل الوافد ، خاصة أذا حصل الفرد على الجنسية .. أني أرى : ان الأسلام تطور الى معتقد أيدولوجي ، وليس دينا فقط ! . من جانب أخر ، أرى ، أنه لا بد من وجود ” قوى خفية في الدولة العميقة ” ، تعمل على بروز شخصيات محددة دون غيرها !! . ولأجله سنرى في العقود القادمة، تغيرات جوهرية في الكثير من البلدان الغربية ! ، وأن غدا لناظره لقريب .