22 ديسمبر، 2024 2:46 م

قراءة للآية 22 من سورة الكهف

قراءة للآية 22 من سورة الكهف

قراءة للآية 22 من سورة الكهف

( سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا / 22 سورة الكهف ) .

الموضوع :                                                                                                                                  من موقع / مشروع المصحف الألكتروني ، أقدم تفسيرا للآية اعلاه – وفقا للطبري وبأختصار :                             { يقول تعالى ذكره – سيقول بعض الخائضين في أمر الفتية من أصحاب الكهف ، هم ثلاثة رابعهم كلبهم ، ويقول بعضهم : هم خمسة سادسهم كلبهم ، رَجْمًا بِالْغَيْبِ . يقول : قذفا بالظنّ غير يقين علم .. حدثنا بشر .. عن قتادة ، قوله سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ : أي قذفا بالغيب .. حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، في قوله رَجْمًا بِالْغَيْبِ ، قال : قذفا بالظنّ . وقوله ، وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ، يقول ، ويقول بعضهم : هم سبعة وثامنهم كلبهم .. قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ . يقول عزّ ذكره لنبيه محمد : قل يا محمد لقائلي هذه الأقوال في عدد الفتية من أصحاب الكهف رجما منهم بالغيب رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ ، يقول : ما يعلم عددهم ، إِلا قَلِيل من خلقه . كما حدثنا بشر .. عن قتادة ، ما يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ . وقال آخرون : بل عنى بالقليل :    أهل الكتاب ” ، ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين .. عن عطاء الخراساني ، عن ابن عباس ( مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ ) قال : يعني أهل الكتاب ، وكان ابن عباس يقول : أنا ممن استثناه الله ، ويقول : عدتهم سبعة . } .                                                       * ملخص القصة أسلاميا { تتناول قصّة أصحاب الكهف ؛ الحديث عن عدد من الفتية الذين آمنوا بالله واتّبعوا الحقّ الذي وصلهم ، ولكنّهم كانوا في قوم كافرين مشركين قابعين في ظلمات الجحود بالله تعالى ، فما استطاع الفتية أن يواطئوا الباطل فقرروا أن ينكروه بهجرته والفرار بدينهم ؛ ففرّوا من بلادهم واعتزلوا قومهم ، وقد كانت هذه الخطوة بعد أن أنكروا المنكر باللسان ؛ فدعوا قومهم إلى التوحيد وترك عبادة الأصنام ، وأظهروا عقيدتهم وهي توحيد الله وترك إشراك ما سواه ، وقالوا : ( رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ) . نقل من موقع / موضوع } .

القراءة :                                                                                                                                                     * النص القرآني – وبكونه كلام الله ، ولكن في هذه السردية ، تاه القارئ ، في شك حول عدد فتية أهل الكهف ! ، بين ثلاثة ورابعهم كلبهم ، أو خمسة وسادسهم كلبهم ، أو سبعة وثامنهم كلبهم .. ومن ثم أوجز الرواية بأنها ” قذفا أو رجما بالغيب أو قذفا بالظن ! ” . ثم أضاف ، في حين مساءلة محمد أن يقول : ” ما يعلم عددهم ، إِلا قَلِيل من خلقه ” ولكن بشر .. عن قتادة ، قال : ( ما يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ .. وقال آخرون : بل عنى بالقليل : أهل الكتاب ” ) . وذات المعلومة صدرت عن أبن عباس / حبر الأمة وترجمان القرآن ، المستثنى من قبل الله ! وقال بصدد “( مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ ) قال : يعني أهل الكتاب” .                   * وهذه المعلومة الواضحة والصريحة ، من أن أهل الكتاب يعلمون عدد فتية أهل الكهف – وفق مفسري و فقهاء المسلمين للآية ، تدلل بشكل أو بأخر ، مصداقية الموروث الديني / اليهودي والمسيحي .. وذلك لأن القرآن لم يستطع الأجابة على عدد فتية أهل الكهف ! .                                                                                                                      * وقبل الغور بهذا الصدد ، أرى أن نستعرض البعد التاريخي لفتية الكهف أسلاميا ، حيث أن علماء المسلمين قد أختلفوا في تأريخ حادثة الكهف ، المخلد ذكرها في القرآن ، وذلك على أقوال ، منها / نقلت المادة من موقع الأسلام سؤال وجواب:  القول الأول :- { أنها وقعت قبل عهد المسيح ، واستدلوا على ذلك بما ورد أن اليهود أوصوا بتحدي النبي بسؤاله عن خبر فتية في غابر الزمان ، ولو كان هؤلاء الفتية من أتباع المسيح لما تساءلوا عنهم ، لما يُعلم من عداء اليهود لأتباع المسيح ، وخاصة في ذلك الزمن ، واختبار أحبار اليهود لم يقصدوا به نقل الحادثة من كتابهم ، بل أرادوا التحدي بمعرفة الخبر مطلقا ، وأنه واقع في التاريخ ، وليس أنه مثبت في التوراة } .                                                                                          القول الثاني :- { قال أصحاب هذا القول : إنه من المؤكد أن قصة أصحاب الكهف لم ترد في التوراة والإنجيل ، ولا احتمال لورودها أصلا ؛ لأن أحداث القصة وقعت بعد عهد المسيح بوقت طويل ، قدره العلامة ” الطاهر بن عاشور ” أنه في حدود سنة (237م) – كما في “التحرير والتنوير” (15/262)- ، وثمة أقوال أخرى في تعيين السنة ، فلن يكون ثمة احتمال لورود القصة في التوراة ولا في الإنجيل وكتب الحواريين ومشاهداتهم } .                                                                         * كالعادة فقهاء المسلمين غير متفقين على زمن وقوع حدث فتية أهل الكهف ، فمنهم من قال ” وقعت قبل عهد المسيح ” ، والقول الثاني ” أن أحداث القصة وقعت بعد عهد المسيح بوقت طويل ” . هذا هو ديدن المحدثين ، كل يفتي على هواه .                                                        * هناك بحث للمؤرخ ” عزت أندراوس ” ، منشور في موقع / موسوعة تاريح أقباط مصر ، وددت أن أنقل مقطعا منه ، يدلل على أن محمدا نقل الرواية ، دون مراعاة لأسس ومصداقية القصة { أن محمدا اقتبس رواية الكهف ، وأوردها في قرآنه وعلّمها لصحابته كأنها حكاية حقيقية وأوردها كآيات قادمة من الله ، إله الإسلام ولما كانت قصة اهل الكهف فى القرآن تفتقر إلى الخطوط العامة للقصة الأصلية وحتى أنها تفتقد لمقومات القصة ، كقصة تروى بغض النظر عن حقيقتها فجاءت مبتورة مبهمه غامضة غير مفهومه فمثلا ” لم تذكر أسم البلد ولا اسم الحاكم ولا عن السبب ولا عن الهدف ولا عن تأكيدات صدقها كلوح محفوظ ولا سنه نومهم أو سنة أستيقاظهم ولا حتى عدد الفتية ” ، ولكنها اهتمت بالكلب ، الذى كان كثيرا ما يحتفظ به العربى لحراسة خيمته وأغنامه .. وإحتاجت هذه القصة لدعم وسند لمصداقيتها وترميم أسسها فلم يجد مفسرى المسلمين إلا إلى الرجوع إلى أصلها اليونانى وأضفوا عليه بعض الرتوش الأخرى حتى تلائم الجو الإسلامى}.

خاتمة :                                                                                                                                     1 . أذا كان القرآن وهو من لدن الله ، ولم يستطع الأجابة على عدد فتية أهل الكهف وهو العليم ، فمن يستطيع الأجابة ! .                                         2 . ما دام الله هو الأعلم ..قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم ” ، أذن لم أوقع النص القرآني القارئ في متاهة ، وسرد ” سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ .. ” هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، يقول ” ما يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ  ” / أي أهل الكتاب .    أذن خلاصة الأمر ، أن الله وأهل الكتاب هم الأعلم بعدد فتية الكهف ، ومحمد وصحابته خارج نطاق هذه المعرفة ! .                                                        3 . مرة أخرى ، أرى أن الموروث الأسلامي يخفق في سرد رواياته بصدق وموضوعية ، بالرغم من أن القصة قد سردت في القرآن . كما أن محدثي ومفسري وفقهاء المسلمين متقاطعين متناقضين فيما بينهم بصدد رواية الكهف. فالقرآن سرد قصة غامضة مبتورة الجذور ، غير مستوفية لأركان واقعة الحدث ، وهذا يؤشر على أنها نقلت وحشرت في القرآن حشرا ، كما أن كاتب القرآن لم يعطي جوابا شافيا لعدد الفتية ، وبذات الوقت لم يؤطر الرواية زمكانيا . نقطة رأس السطر .