19 ديسمبر، 2024 12:39 ص

قراءة للآية ( إنا أنزلناه فى ليلة القدر / 1 سورة القدر )

قراءة للآية ( إنا أنزلناه فى ليلة القدر / 1 سورة القدر )

أستهلال :                                                                                                                                            سأورد تفسيرين للآية أعلاه من المصادر الأسلامية ، ومن ثم سأستعرض قراءتي الخاصة .

الموضوع :                                                                                                                                 1. من موقع أسلام ويب ، أنقل تفسيرا للآية أعلاه وبأختصار { يقول الإمام القرطبى في تفسير قوله : ( إنا أنزلناه فى ليلة القدر ) ‏يعنى القرآن ، وإن لم يجر له ذكر في هذه السورة لأن المعنى معلوم والقرآن كله كالسورة الواحدة . وقد قال تعالى : “ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن” [البقرة: 185] ، وقال تعالى : “ حم . والكتاب المبين . إنا أنزلناه في ليلة مباركة“، [الدخان: 1-3] يريد : في ليلة القدر . وقال الشعبي : المعنى أنا ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر . وقيل : بل نزل به جبريل جملة واحدة في ليلة القدر ، من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا ، إلى بيت العزة ، وأملاه جبريل على السفرة ، ثم كان جبريل ينزله على النبي نجوما نجوما . وكان بين أوله وآخره 23 سنة ، قاله ابن عباس . وحكى الماوردي عن ابن عباس قال : نزل القرآن في شهر رمضان ، وفي ليلة القدر ، في ليلة مباركة ، جملة واحدة من عند اللّه،من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا ، فنجمته السفرة الكرام الكاتبون على جبريل 20 سنة ، ونجمه جبريل على النبي 20 سنة . قال ابن العربي : “ وهذا باطل ليس بين جبريل وبين اللّه واسطة ، ولا بين جبريل ومحمد  واسطة ”.      2 . أما من موقع / الأمام بن باز ، فأنقل تفسيرا ثانيا للآية أعلاه وبأختصار { .. وقال ابن عباس وجماعة : إنه أنزل إلى السماء الدنيا في رمضان في ليلة القدر ، إلى بيت العزة ، بيت في السماء الدنيا يقال له : بيت العزة ، وكل سماء فيها بيت للملائكة يتعبدون فيه ، وبيت العزة بيت في السماء الدنيا يتعبد فيه الملائكة ، وفي السماء السابعة البيت المعمور ، يتعبد به الملائكة أيضًا وهو على .. الكعبة في الأرض ، يقول فيه النبي : إنه يدخله كل يوم يعني : البيت المعمور 70 ألف ملك ، ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم وهذا يدل على كثرة الملائكة ، وأن كل يوم يدخل البيت المعمور منهم 70 ألف ملك للعبادة ، ثم لا يعودون إليه أبدًا . فعلى هذا القول – قول ابن عباس – أنه أنزل إلى بيت العزة جملة واحدة ، ثم نزل منجمًا في 23 سنة على حسب الحوادث والأسباب ، وهذا قول قوي ، أخذ به جمع من أهل العلم ، والأول أظهر ، وأنه أنزل من عند الله بواسطة جبرائيل على النبي في 23 سنة ، وأن أوله أنزل في ليلة القدر في رمضان . } .

القراءة :                                                                                                                                    * أن الآية ” ( إنا أنزلناه فى ليلة القدر / 1 سورة القدر ) ، غير دالة المضامين ، فالآية لا تدل بالشكل المباشر ، على أن المنزل هو القرآن ! ، بل المفسرون قالوا ذلك ، كالقرطبي والشعبي وغيرهم .                                                        * اما مدة نزول القرآن على محمد ، فقد أختلف الفقهاء في مدتها ، فأبن عباس قال ” من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا ، إلى بيت العزة ، وأملاه جبريل على السفرة ، ثم كان جبريل ينزله على النبي نجوما نجوما . وكان بين أوله وآخره 23 سنة  ” . أما ” الماوردي ” يقول / ونقلا عن أبن عباس ذاته غير ذلك – وهذه هي المشكلة الأكبر ، أي في ذاتالمصدر هناك روايتين ، حيث يقول الماوردي ” نزل القرآن في شهر رمضان .. فنجمته السفرة الكرام الكاتبون على جبريل 20 سنة ، ونجمه جبريل على النبي 20 سنة ” . بينما أبن عباس يقول نجمه جبريل ب 23 سنة .. أي ليس من أتفاق على مدة نزول القرآن ، هل هي 23 سنة أم هي 20 سنة ! .                                                                                                                  * و ” أبن العربي ” ، يخالف الكل حول واسطة نزول القرآن على محمد ، حيث يقول : “ وهذا باطل ليس بين جبريل وبين اللّه واسطة ، ولا بين جبريل ومحمد واسطة ”. وفي هذه المقولة ، القابلة للجدال ، هناك تساؤل ، فهل يعني أبن العربي : أن الله أنزل القرآن على محمد مباشرة ! أي أن الله كان ينزل آياته الى محمد بلا واسطة ! / أي ألغاءا لدور جبريل أي أن الله كان يكلم محمدا مباشرة ! وهذا خلاف لقول أبن عباس ” حبر الأمة وترجمان القرآن ” ، الذي يؤكد على واسطة جبريل في النقل ! .                                                                                                                  * أما مراحل نزول القرآن ، فوفق أبن عباس ، قال { إنه أنزل إلى السماء الدنيا في رمضان في ليلة القدر ، إلى بيت العزة ، بيت في السماء الدنيا يقال له : بيت العزة ، وكل سماء فيها بيت للملائكة يتعبدون فيه . وفي السماء السابعة البيت المعمور يتعبد به الملائكة أيضًا .. يقول فيه النبي : إنه يدخله كل يوم يعني : البيت المعمور 70 ألف ملك .. } . والتساؤل هنا : هل هناك وسائل أستلام وأرسال للآيات ، في كل سماء من السماوات السبع – أثناء نزول القرآن من اللوح المحفوظ عبر السماوات .. أما البيت المعمور وبيت العزة وال 70 ألف ملاك يتعبدون ، فهو سرد به أكثر من علامة أستفهام وتعجب ! .

الخاتمة :                                                                                                                                   لا زال الموروث الأسلامي ينفصل رويدا رويدا عن الطبيعية العقلانية للظروف الحياتية ، و بذات الوقت ،يبتعد عن المصداقية الواقعية للحوادث والوقائع الماضوية ، فالموروث قرآنا وأحاديثا وسننا فيه الكثير من النصوص والروايات ، التي لا تمت للمنطق بصلة . وموضوع البحث الذي نحن بصدده ، خير دليل على ذلك ، فالآية أعلاه / 1 سورة القدر – كمضمون ، هو مبني للمجهول ، فالذي أنزل ، غير مذكور صراحة ! ، ولكن الفقهاء دائما يفتون على هواهم قائلين أن المقصود هو القرآن ، والأنكى من كل ذلك ، عمليات الهبوط السماوي للآيات على الرسول ، مرورا ب ” بيت العزة والبيت المعمور “ وواقعة تعبد الملائكة ، وغير ذلك من الغيبيات .