23 ديسمبر، 2024 5:50 م

قراءة لشرطة العراق من المضمد إلى الدكتور

قراءة لشرطة العراق من المضمد إلى الدكتور

منذ أيام النظام السابق كانت وزارة الداخلية العراقية من الوزارات المنبوذة والتي عُرف عنها باللامبالاة تجاه الإنسان العراقي الذي كان من المفترض إنها تحميه بل وصل الأمر إلى إن الوزارة المذكورة هي من تنكل ذلك المواطن المغلوب على أمره.
ليأتي يوم 9/4/2003 ليسقط الصنم ويستبشر العراقيون خيراً وليظهر لنا السياسيون الجدد بصورة المنقذ ويصورون لنا الحياة ما بعد سقوط الطاغية وكيف سيكون مستقبل العراق وجعلونا نعيش في أحلام وردية نتمنى أن يأتي ذلك اليوم الموعود!.
وبغض النظر عن بعض الأشهر التي أعقبت سقوط الصنم أو لنتجاهل جزافاً حقيبة وزارة الداخلية لأن الذي كان يقود هذه الوزارة المهمة هو الوكيل الأقدم عدنان هادي ألأسدي والمعروف لدى منتسبين الداخلية بالمضمد لأنه في الأصل معاون طبي يعني بالعربي الفصيح (لزرق الإبر طبعاً التي تكون بوصفة طبية من الدكتور فقط) وتخيلوا مضمد صحي يقود وزارة تهتم بحماية مواطنيها من الإرهاب والأخطار الأخرى والأكيد النتيجة بحار من الدم ومليارات في جيوب المفسدين حتى أصبح العزيز ذليلاً وبالعكس, ومئات من المافيات التي تنخر في جسم الدولة والمواطن.
وفي يوم 10/6/2014 حدث ما كان متوقعاً نكبة الموصل وانهيار قطعات وزارة الداخلية في رمشه عين أمام داعش واحتلالهم إضافة إلى الموصل وألأنبار وصلاح الدين وأكثر من نصف ديالى ومناطق بالقرب من حزام بغداد ليصبح إرهابيو داعش على مشارف بغداد, ولولا تدخل المرجعية العليا لرأينا الدواعش في وسط المنطقة الخضراء.
وللحقيقة والتاريخ يجب ان نكون منصفين لسبب حدوث هذه الهزيمة وبتلك السرعة أولها إن المنتسبين في وزارة الداخلية غير مؤمنين بقيادتهم التي يرونها تمص دمائهم وتتسلط على رقابهم وتقطع أرزاقهم فعن أي عراق يدافعون, إضافة على ان منتسبي وزارة الداخلية من حملة الشهادات وأصحاب الكفاءات موجودين في الطرقات والأماكن البعيدة عن صنع القرار بصفتهم شرطة فقط وهؤلاء يأخذون القرار والأمر العسكري ممن يحمل الشهادة المتوسطة أو الإعدادية على أكثر تقدير وبالتالي أصبح الشرطي الذي يحمل شهادة بكالوريوس حانقاً على نفسه فما بالكم بالقتال للذود عن أناس فاسدين متسلطين.
والأكيد انه إن قاتل فهو لا يقاتل دفاعاً عن هؤلاء المتسلطين وأصحاب المافيات بل دفاعاً عن المقدسات لكن على الأقل كان هذا تفكير نسبة غير بسيطة من الشرطة العراقية , ومما زاد الطين بله هو وجود موظفين مدنيين داخل الوزارة لا يجيدون القراءة والكتابة وهم وراء المكاتب وأصحاب الشهادات يفترشون الطرقات.
وبعد هذا كله لماذا يتعجب البعض من الهزيمة امام داعش فالشرطة كانت مهزومة قبل تاريخ دخول داعش إلى الموصل وان تسنى لي الزمن سأذكر عدد الهاربين بالوثائق من الشرطة العراقية قبل حدوث معارك داعش والسبب هم قيادتهم المتمثلة بالمضمد الصحي عدنان ألأسدي, وأخيرا أحب أن أشير إلى إني ومن موقعي هذا سأنشر كتب وزارة الداخلية الخاصة بتعيين موظفين لا يجيدون القراءة والكتابة , إضافة إلى أوامر بإدخالهم دورات محو الأمية وهناك ألاف الشرطة من حملة الشهادات من بكالوريوس ومهندسين  يعملون بصفة شرطي وبالشارع وبدون أي احترام لهذه الفئة المثقفة.
وألان وبعد انتهاء فترة عدنان المضمد وصلنا لفترة حكم عقيل الخزعلي الدكتور وراح نشوف وين نوصل مع الوكيل الجديد في العهد الجديد…. يتبع