سأستعرض في التالي بعض الأحاديث الواردة من أن صدر محمد قد شق ثلاث مرات ، ومن ثم سأسرد قراءتي الخاصة. الموضوع : 1 . لقد جاء في موقع / أسلام ويب ، أن صدر محمد قد شق .. أنقله بتصرف { قد ثبت شق صدر النبي ثلاث مرات : الأولى : – في طفولته عند حليمة لنزع العلقة التي قيل له عندها هذا حظ الشيطان منك ، والحديث في ذلك ثابت صحيح أخرجه مسلم وغيره ولفظ مسلم ” عن أنس بن مالك أن النبي أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال : هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه ثم أعاده في مكانه ، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه – يعني ظئيره – فقالوا إن محمداً قد قتل . فاستقبلوه وهو منتقع اللون ” . قال أنس : أرى أثر المخيط في صدره . والظئير المرضعة وهي هنا حليمة كما هو معلوم . الثانية : – عند مبعثه ليتلقى ما يوحى إليه بقلب قوي في أكمل الأحوال من التطهير قال الحافظ في الفتح : عند شرحه لحديث باب المعراج من البخاري قال : وثبت شق الصدر عند البعثة كما أخرجه أبو نعيم في الدلائل . الثالثة : – عند الإسراء والمعراج ليتأهب للمناجاة . قال الحافظ ويحتمل أن تكون الحكمة في هذا الغسل لتقع المبالغة في الإسباغ بحصول المرة الثالثة كما تقرر في شرعه ، وقد ثبتت هذه المرة في الصحيحين . وقال عبد العزيز اللمطي في نظمه قرة الأبصار في سيرة المشفع المختار : وشق صدر أكرم الأنام * وهو ابن عامين وسدس العام . وشق للبعث وللإسراء * أيضاً كما قد جاء في الأنباء . وقد ختم الحافظ مبحثه في شق صدره وغسل قلبه بكلمة تحدد واجب المسلم تجاه ما ثبت في هذا الصدد ونحن نختم بها جوابنا هذا قال الحافظ : ( وجميع ما ورد من شق الصدر واستخراج القلب وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة مما يجب التسليم له دون التعرض لصرفه عن حقيقته لصلاحية القدرة فلا يستحيل شيء من ذلك ) } . 2 . وبذات المعنى أنقل الرواية من موقع أخر وهو / وزارة الاوقاف والشؤون الأسلامية – المملكة المغربية { عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ ، فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ ، فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ ، فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً ، فَقَالَ : هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ ، ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ ، ثُمَّ لَأَمَهُ ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ .. / رواه مسلم في صحيحه : كِتَاب الإِيمَانِ ، باب الإسراء برسول الله إلى السموات وفرض الصلوات } .
القراءة : * نظرة أوليه .. على هذه الهلوسات والخرافات في سيرة رسول الأسلام ، أقول : أشارة للشق الأول لصدر محمد ، هناك أشكالية كبرى ، وهي أن ” العلقة التي قيل له عندها هذا حظ الشيطان منك ” ، وهنا لا بد لنا من القول : هل لأنبياء الله علقات شيطانية في قلوبهم ! . وهذا السرد في السيرة النبوية ، من أن الوحي صرع محمدا ليشق صدره ، والتساؤل ، ألم يلحظ الغلمان الوحي حين صرع محمدا – حتى يكونوا شهودا على هذه العمل الخارق ! . أما بصدد ” قول أنس : أرى أثر المخيط في صدره ” فهل العمليات الجراحية الملائكية بها مخيط ! ، أما حديث أنس ، عن رؤيته المخيط ، فهذا حديث لا يعتد به ، لأنه ” حديث آحاد “، ومن جانب أخر ، لو كان الأمر كذلك ، لكان النبي عرض المخيط على أزواجه وصحابته ! . * نظرة ثانية .. حين الوحي أزال علقة الشيطان من قلب محمد ، المفروض أن هذا العمل يكفي محمداويقوي قلبه في بعثته النبوية . ولكن الشق الثاني لصدر محمد يدلل / حتى يتلقى ما يوحى أليه ، على أن قلب محمد لا زال يحوي علقة الشيطان منذ سن الطفولة ! . بمعنى أخر لا زالت ” العلقة التي قيل له عندها هذا حظ الشيطان منك “ بقلب محمد ، بل قد نمت ! . * أما الشق الثالث .. الذي تحدث عنه عبد العزيز اللمطي في نظمه قرة الأبصار في سيرة المشفع المختار ( وشق صدر أكرم الأنام * وهو ابن عامين وسدس العام . وشق للبعث وللإسراء * ) فاللمطي لم يسترسل في روايته ، عكس أنس بن مالك ، الذي أفضى على الرواية هالة من الأبهة ، بقوله “ ثُمَّ غَسَلَهُ / قلب الرسول ، فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ ” ! . * نظرة رابعة ..نحن لم نسمع من أن الأنبياء ، في كل مرحلة أو حقبة .. تشق صدورهم ، وتخرج قلوبهم لكي تغسل ! . * نظرة خامسة .. نسي الوحي جبريل من أن القلب ما هو ألا مضخة للدم ، وليس له علاقة بأفعال الأنسان ، ومن موقع / موضوع ، أنقل التالي حول وظيفة القلب ( وظيفة القلب هي تزويد خلايا الجسم بما تحتاجه من أكسجين وغذاء وتخليصها من ثاني أكسيد الكربون والفضلات النّاتجة عن عمليات الأيض ) ، والتساؤل كيف عمل جسم محمد أثناء عملية غسل قلبه / وقلبه خارج جسمه ! . وممكن أن تكونالرواية أقل خيالا ، لو غسل الوحي جبريل قلب محمد داخل حوض صدره ! . نظرة سادسة .. كان من المفروض من الوحي جبريل أن يغسل دماغ محمد وليس قلبه ، وذلك حتى تستقيمأعماله ، وأنقل التالي حول عمل الدماغ ( عمل الدماغ ، وهو جزء من الجهاز العصبيّ المركزيّ ، هو تنظيم معظم أعمال الجسم والعقل . إنّه يتضمّن من الأعمال الحيويّة ، مثل التنفّس أو ضربات القلب ،وأعمال أبسط ، مثل النوم .. والغريزة الجنسيّة ، إلى الأعمال العليا، مثل التفكير ، التذكّر التكلّم / نقل من موقع cognifit ) . أي أن الدماغ هو المحرك للفرد وليس القلب.
خاتمة : * وددت بالخاتمة ان أستشهد بأراء بعض المستنكرين للواقعة الخرافية – شق صدر محمد ثلاث مرات .. فقد بين الشيخ د . محمد الغزالي 1917 – 1996 م ، في كتابه فقه السيرة / داعية ومفكر إسلامي مصري ، يُعد أحد دعاة الفكر الإسلامي في العصر الحديث ، عُرف بتجديده في الفكر الإسلامي وكونه من «المناهضين للتشدد والغلو في الدين » التالي { فقد أستنكر محمد الغزالي مسألة شق الصدر لاستخراج علقة من قلب النبي محمد ، وقال : ” لو كان الشرّ إفراز غدة في الجسم ينحسم بانحسامها ؛ أو لو كان الخير مادة يزوّد بها القلب كما تزوّد الطائرة بالوقود ، فتستطيع السموّ والتحليق . لقلنا : إنّ ظواهر الاثار مقصودة ، ولكن أمر الخير والشر أبعد من ذلك ؛ بل من البديهي أنّه بالناحية الروحية في الإنسان ألصق” } . * هذه الخرافات والأرهاصات ، في عموم الموروث الأسلامي ، أصبحت من الحقبة السحيقة ، فلو أنطلت على عقلية عامة المسلمين في الماضي ، لتسطيحهم العقلي ، فمن المستحيل أن يصدقها العقل البشري المتنور في عصر الأنفتاح الفكري . * وأستشهد أخيرا بماقاله أبن خلدون ( ينبغي علينا إعمال العقل في الخبر ) ، فليس كل ما يتناقل من أخبار صحيحاً أو معقولاً .. وتصديق الأخبار ونشرها دون تمحيص نقص في العقل .