18 ديسمبر، 2024 5:03 م

قراءة لحديث الرسول ( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود .. )

قراءة لحديث الرسول ( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود .. )

في هذا البحث المختصر لحديث الرسول ( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ، حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر . فيقول الحجر والشجر : يا مسلم ! يا عبد الله ! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ، إلا الغرقد ) ، سأستعرض شرحا له / من مصدرين مختلفين ، ومن ثم سأسرد قراءتي الخاصة .
الموضوع : 1 . من موقع / الأسلام سؤال وجواب ، سأقدم بأختصار شرحا للحديث أعلاه { روى البخاري ، ومسلم من حديث ابن عمر ، قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ، يَقُولُ : ( تُقَاتِلُكُمُ اليَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ يَقُولُ الحَجَرُ : يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي ، فَاقْتُلْهُ ) وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أَنَّ رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ .. إِلَّا الْغَرْقَدَ ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ ) . وقد جاء في بعض الروايات ما يدل على أن قتال اليهود المذكور في هذا الحديث سيكون في آخر الزمان حين يخرج الدجال وينزل المسيح عيسى بن مريم ، فيقتله . ” فإن عيسى يغزوه ، ومعه المسلمون ، فيقتله بباب اللد ، باب هناك في فلسطين ، قرب القدس ، يقتله بحربته كما جاء في الحديث الصحيح ، والمسلمون معه يقتلون اليهود قتلة عظيمة ، جاء في الحديث عن النبي أن المسلمين يقاتلون اليهود ، فيقتلونهم ويسلطون عليهم ، ينادي الشجر والحجر : يا مسلم ، يا عبد الله ، هذا يهودي تعال فاقتله ، فيقتل عيسى الدجال وينتهي أمره ” } . 2 . ومن موقع / أهل الحديث والأثر – ونقلا عن كتاب ” رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين ” للإمام الدمشقي ، أنقل التالي ، وبأختصار { .. فهم أخبث أمة من الأمم اليهود ، وهم قوم خونة غدارة لا يوفون بعهد ولا ذمة ولا يؤتمنون على شيء . قبل يوم القيامة يقاتلون المسلمين .. يقتتل المسلمون واليهود فينصر المسلمون عليهم نصراً عزيزاً ، حتى إن اليهودي يختبئ بالحجر وبالشجر يعني يتغبى به ، وبالشجر، فيقول الشجر والحجر :- ينطقه الله الذي أنطق كل شيء – يا مسلم هذا يهودي تحتي فاقتله ،أحجار تنطق وأشجار لماذا ؟ لأن القتال بين المسلمين وبين اليهود ، أما بين العرب واليهود فهذا الله أعلم من ينتصر ، لأن الذي يقاتل اليهود من أجل العروبة فقد قاتل حمية وعصبية ، ليس لله ، ولا يمكن أن ينتصر ما دام قتاله من أجل العروبة ، لا من أجل الدين والإسلام ، إلا أن يشاء الله } .

القراءة :
أولا – بداية ، ووفقا للنص القرآني التالي { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ3 إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ 4 / سورة النجم } ، أي أن محمدا يتحدث بما يوحى له ، أي أن الله يوجهه ، ويلقنه عن طريق جبريل .. والتساؤل بهذا الصدد : هل من المنطق أن يأمر الله / الرحيم الرؤوف السلام ، بقتل عباده من اليهود ، بل تصفيتهم بالكامل وفق الآية أعلاه { لا تقوم الساعة .. } .
ثانيا – أما بخصوص ورود أسم المسيح في تفاسير وشرح الحديث أعلاه ، فأود أن أقول التالي : أ * لم ترد في الأناجيل الأربعة ، أو في الكتب اللاهوتية أو في رسائل الرسل والتلاميذ / الحواريين ، أي أشارة الى ما قيل عن قتل اليهود ! . ب * أما بصدد قتل المسيح للدجال في اللد في فلسطين بحربة ، فهذا لا يتفق مع فكر ونهج المسيح الذي لم يحمل سيفا ! . ج * الأنكى من كل ذلك ، أن المسيح غفر لصالبيه ، مخاطبا أبيه السماوي ( يَا أَبَتَاهُ ، اغْفِرْ لَهُمْ ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ / أنجيل لوقا ) فكيف له أن يكون محاربا وقاتلا ، فالمسيح معلما في طريق المحبة والغفران والتسامح ، وليس رجل غزوات. ثالثا – أما بخصوص نطق الحجر والصخر ، فهذا من مخيال وأسطرة الموروث الأسلامي ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، ورد في نص الحديث ، مقولة ( يا مسلم ! يا عبد الله ! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ) ، وهذا دليل على أن الحديث ، ينصب على توجيه المسلمين بقتل اليهود ، والحديث ليس له علاقة بأتباع المسيح، والمسيح حشر أسمه في الحديث حشرا. رابعا – أما أستثناء شجر ” الغرقد ” من النطق ، بأعتباره شجرا لليهود ، فهو أمرا أشكاليا ، لأن الله أنطق كل الحجر والشجر ، أليس بأستطاعته أن ينطق شجر اليهود . وبخصوص الغرقد أورد التالي ، من موقع / قاموس المعاني ( الغرْقد : شجر من الفصيلة الباذنجانيّة أوراقه لحميّة ، وفروعه شائكة ، وثماره مخروطة وسيقانه وفروعه بيض ، طيب الرَّائحة ) . ومن الويكيبيديا أورد التالي ( ذُكِر الغرقد في السنة النبوية الشريفة على أنه شجر يهودي .. ولها رائحة نتنة بعض الشئ ) هنا التقاطع وتشويه الحقائق : ففي قاموس المعاني يبين أن الغرقد رائحته طيبة ، أما الويكيبيديا فيورد أن رائحته نتنة ! .

أضاءة : الحديث أعلاه له صدى ماضوي ، وهي واقعة قتل يهود بني قريظة ، في السنة الخامسة للهجرة ( وبعد حصار دام 25 يومًا استسلم بنو قريظة ، وتولّى الصحابي سعد بن معاذ الحكم عليهم ، فقضى بقتل رجالهم وسَبي نسائهم وأطفالهم .. وهو ما تم بالفعل ، فقُتل منهم 700 رجلًا .. ) ، ويؤشر الحديث أيضا لنظرة مستقبلية ، بأَن اليهود فانون لا محال ، والتساؤل : لم هذا السلوك الدموي تجاه اليهود ، هل لأن اليهود لم يؤمنوا بمحمد ! ، أم هناك أسباب أخرى ! ، ولكن من جانب أخر ، أن النص القرآني يشير بأن محمدا ، كان رجلا رحوما ( مَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ سورة الأنبياء:107 ) ، فكيف لرسول ألهي ، أرسله الله رحمة للعالمين ، يريد ذات الرسول ، أفناء مكون ديني بكامله من الحياة الدنيا ! .. أن هذا هو التناقض بعينه ، بين الرحمة والفناء في الموروث الأسلامي ! .