في مقال سابق لنا في كتابات بعنوان الغباء الأمريكي بالأنسحاب والذكاء الايراني بالاستلاب اشرنا الى خطورة الوضع القادم والفراغ الذي سيتركه الانسحاب الغير مبرمج والذي لم يحقق الاهداف المطلوبة والمعلنة بأحتلال العراق.
لقد فتح معضم العراقيون نوافذهم لأستقبال رياح التغييرالتي حلموا بها سنين ودفعوا ثمنا باهظا من الحروب والحصار والجوع والارهاب الحكومي وكانوا الجسر الذي عبرت عليه قطارات التغيير العربي وهم اولى بجني ثمار هذا الحصاد لتحملهم ويلات ألامرين
طغيانا سابقا لم يشهد له التأريخ المعاصر له مثيلا وما رافقته من عقوبات وحروب تحملها أولاد (الخايبه) الذين كان العراق ملاذهم الوحيد .
واحتلالا جائرا غبيا وربما متغابيا وما افرزه من تشظي لبنية الوطن ولحمة ابناءه واصبح مشروعا لولادة اكثر من عراق قادم بعمليات قيصيرية مشوهه يشرف على أجراء هذه العمليات أناس وجوهم تحمل ملامح الشيطان من خارج العراق وحواظنهم اللقيطه من داخل العراق لانني اشك (بعراقيتهم)لفقدانهم شرعية المواطنة ولأنهم يحملون اكثر من جنسية وولاء ولأنهم ( حرامية بيت)والعراقي(مايبوك بيته)
المهم حصل الذي يجب ان يحصل لانه مطبوخا بأروقة تم اعداده منذ سنين وكان العراق محور هذا التغييرلشرق اوسطي كبير وما يسمى بالربيع العربي ولكن يبدوان الشتاء القارص لم يمهل الربيع طويلا ليلتقط العرب انفاسهم فيه واطلت ملامح الخريف على حلم العرب والعراقيين بالذات لانهم حقل التجربة الاولى .
وما حصل في تونس وشرارة ( بوعزيز) التي حملت رسالة انسانية عنوانها الجوع القاتل.
وشرارة الناشط السياسي المقتول تعذيبا في السجون المصرية والتي حملت رسالة الاضطهاد الموروث في العقل العربي.
والصورة المقززة في اللقطة الليبية الاخيرة لفلم التغييرالمتسارع الاحداث. وما تمخض من نتائج لم تكن بالحسبان أفرزت مدا أصوليا متشددا يحاول بعض قادته ان يلبسوه عبائة الاعتدال والوسطية ويحاولون ان يدعون بأخذ التجربة التركية مثالا مزيفا ولكن (البيك ما يخليك) . ما يخليك) .
وهناك شرارتان تنتظر الايقاد هي الشرارة اليمنية التي تستعر على نار هادئة لان الرئيس عبد الله صالح لازال بيده ملقط الجمرالذي يدفئ أحضان السعودية احيانا ويزيد غليان صدر الشيخة موزة احيانا أخر. وحسب اعتقادي المتواضع سيتم اطفاء الموقد اليمني وبقرار خليجي مشترك وبأمتيازوبمباركة نبيل العربي وطاقمه الهلامي الذي صحى اخيرا وادرك ان الشعب العربي يستحق ان يفتح نوافذه لريح جديدةيأمل ان تكون عذبة بعدما امتلئت صدورهم بالعفن المزمن.
ولكن الأخطرفي هذه العاصفة والتي تحمل ريح تشاؤمية مؤقتة على العراق هي الرياح السورية الملبدة بالغيوم الصفراء والتي سيتكررغباء الامريكان بأدارتها .
وهنا انا لاادعو على بقاء النظام السوري البعثي الحالي بصورته التقليدية وانما اطمح بتغيير هادئ حتى لاتتكرر التجربة العراقية وتنتشر العدوى الفوضوية فكرا وتطبيقا وهنا سيكون للتشدد الاصولي السوري دورا مهما بالاستحواذ على رسم الخارطة المستقبلية بزج المنطقة بصراعات وانقسامات مدعومة من دول مجاورة تريد ان تجعل لها عمقا غير منضور يدار من قبل عملاء يعلمون اولايعلمون لتحقيق احلامهم المريضة وسيكون العراق ساحة الصراع الاولى وكما صرح الايرانيون علنا وبدون خجل وتردد. وكان الاحرى بهم مقاتلة قوى الاستكباربحواضنها ومعاقلها الاولى والدائمة في الجزيرة والخليج .لانهم سيخسرون عمقهم اللبناني والسوري والفلسطيني وسيكون العراق(بيتنه ونلعب بيه شله غرض بينه الناس)
والغريب في الأمران ساسة العراق ومصادر قراره وقادته الدينين الذين يدعون مقاتلة البعث لانه فكرا شموليا شوفينيا بدأوا بالكشف عن هذا الدورالمزيف والمتناقض بتسليم مفاتيح هذا البيت.
من خلال التحفظ على قرارات الجامعه العربية والاخر يدعو السوريين على الابقاء على الحكم البعثي الكافر(غريب امر قادة العراق) ولكن لاغرابة لمن يقرأ المشهد بأمعان لان الاملاءات تأمر هؤلاء بأتخاذ مواقف متناقضة وهذا الذي يدعو(للتشاؤم والريبة).
وعلى ولد (الخايبة)المشار لهم اللذين أكلو الطحين المخلوط بالحصى وفضلات الطيورواللذين باعوا سقوف بيوتهم حتى يكملوا تعليمهم وتعليم اولادهم واللذين دافعوا عن العراق بأرواحهم وبأموالهم وبسنينهم الضائعه
(بين الحصار وشد النطاق.. والجبهات وتقارير الرفاق)
وأولاد (المسعده) يعيشون في الواق واق . معادلةضالمة ولا تطاق.
اذن على اولاد(الخايبة)ان ينتبهوا لمصيرهم القادم المشؤوم ويحرروا عقولهم واراداتهم من هيمنة القادة السياسيين اللذين لم يذوقوا طعم الطحين المخلوط والقادة الدينين اللذين ترى بعضهم بالمحصلة(مكرود)