19 ديسمبر، 2024 1:08 ص

قراءة قبل اعلان التشكيلة الوزارية  ..وبعدها…!!

قراءة قبل اعلان التشكيلة الوزارية  ..وبعدها…!!

كان متوقعا ان يفتحم الرجل الديني الشيعي البارز مقتدى الصدر واتباعه سور منطقة الخضراء ويضع حيدر العبادي امام الامر الواقع متحدياً بذلك كل الرهانات التي كانت تدور عكس التوقعات ، وبهذا يكون مقتدى الصدر اول عراقي يقتحم حاجز الخوف والرهبة من منطقة أمنية محمية بكل مغنى الكلمة سيطرت على الشأن العراقي طيلة عقود من الزمن…اذن انه وضع الكرة في ملعب حيدر العبادي ليتصرف لاحقا بما شاء له من قرار ، وانه بنصب خيمة اعتصامه بالقرب من رئاسة مجاس الوزراء قد المح الى  قرب انتهاء مشروعه الوطني  الذي بدأها املا بالنجاح وإنقاذ العراق من محنته السياسية والاقتصادية والمالية والإدارية ، والتي بدأت الدوائر تشير الى حدوث كارثة اقتصادية كبيرة فيها بسبب قرب افلاس الحكومة بهذا الشأن وانعدام استراتيجية جادة للخروج بالعراق الى بر الامان منها….ولذلك الى ان حجم الخطوة التي تخطاها كتلة التيار الصدري باشراف زعيمه مقتدى الصدر باقتحام منطقة الخضراء فأنها كانت مدروسة خصوصا وانه تخطى الحواجز الامنية بأمان دون عراقيل ، والتي تثبت بان قادة الامن متعاطفون حد النخاع مع المطالب التي اعلنتها كتلة التيار على الملأ  ، فان التوقعات تشير الى حدوث انفراج في الازمة بالاستناد الى ما ظاهر على الواقع السياسي والذي بدأ العديد من الوزارات بتقديم استقالاتهم فيما بقيت الحكومة الى الآن تمارس اعمالها دون ضجيج ، وهذا يعني ان كتلة التيار قد اشعل الضوء الاخضر باتجاه التغيير الذي ينادي به وان التغيير آتية لا ريب فيها ، ولكن يبقى السؤال الاهم التي تحاصر الجميع عن مدى قبول التيارات السياسية الاحرى بالتغيير ، والتي بقيت الى الآن نغرد خارج السرب والتي توحي الى عدم تفاعلهم مع الاحداث ، واختيارهم جانب الصمت ازاء سير الاحداث المتسارعة هو عدم ايمانهم بسير المجريات التي توحي بامور غير متوقعة…..وبهذا يكون التيار الصدري  بمغردها هو المحرك الأول للأحداث العراقية التي لم تسنطيع ان تحركها لولا الدعم الجماهيري والشعبي له في خطوته باتجاه التغيير، وان التيارات السياسية الاخرى تنتظر رودود حيدر العبادي لتكون في مأمن من خطواتها المستقبلية ، بمعنى ان الانقسام واضح في البيت الشيعي وان التيارات الشيعية الاخرى لم تبد اهتماماً واضحا بالحدث الذي اشعل فتيله مقتدى الصدر والذي تؤكده الوقائع بان التيار الصدري ربما يكون قد جازف  بسمعته السياسية املاً بالمكسب السياسي ليكتمل صدارته للأحداث السياسية التي بدأت تشغل مساحات واسعة في العراق ، وهذا يعني ان التيار الصدري مؤهل ان يلعب دورا بارزا في العملية اذا ما نجحت في ترتيب الاوضاع لصالح خطوته السياسية التي اثقلت بها حكومة حيدر العبادي بكم هائل من الضغوطات السياسية ، لذلك فان الملموس  في قراءتنا للمشهد السياسي العراقي في ظل اوضاعه الحالية بان مقتدى الصدرينتظر ردود العبادي ليخطو باتجاه خطوتها للاحقة ليتسنى له اتخاذ ما يراه مناسبا لبيان موقفه من سير الاحداث ….وازاء ما موجود فعلا على الساحة السياسية لحد هذه اللحظة ان مقتدى الصدر واتباعه مسيطرون تماما وينتظرون البشرى بنجاح خطوة مقتدى الصدر بالاستناد الى ما هو واقع في قراءة المشهد السياسي الي يبرهن ان حيدر العبادي قد وضع التشكيلة الوزارية  ولم يبق منه الا تقديمه للبرلمان بهدف التصويت عليه ، بمعنى  ان حلول يوم الخميس هو نهاية المطاف وربما يكون نهابة للمخاوف  التي نسري في عروق العراقيين الذين باتوا ينتظرون سير لاحداث باتجاهها الصحيح ….. كانت هذه بعض من قراءتنا للمشهد السياسي قبل اعلان حيدر العبادي بعد اقتحام مقتدى الصدر لسور منطقة الخضراء ، الا ان المشهد تحول يوم الخمبس الى حديث اساعة بعد ان رضخ حيدر العبادي للضغوطات السياسية  واعلن تشكيلته الوزارية ضاربا بعرض الحائط كل التوقعات التي تدور بالعكس منها ، بمعنى ان  مقتدى الصدر قد اثمر فوزه تماما باتجاه حكومة تكنوقراط التي قدمت الى البرلمان للتصويت عليه ووجه انصاره واتباعه بانهاء الاعتصام ، ولم يبقى امام العراقيين الا انتظار ما يقوله البرلمان العراقي ازاء الحدث حلال العشرة الايام القادمة ، لذلك فان المهمة ملقاة على البرلمان  ليست بالسهلة بالقياس الى حجم التضارب في المصالح التي يراها بعض الكتل السياسية الشيعية الاخرى وبانها ضرب لمصالحهم في هذا الوقت بالذات ، وان البرلمان اصبح بحكم المطلق امام منعطف كبير آخر تحدد مساره  وان الاصلاح لا يشمل تغيير وزراء فقط فهناك كم هائل من وكلاء الوزارات ومدراء عامين ينبغي ان يكون لها حساب  لها حساب آخر وقراءة  اخرى في كيفية التعامل معها ، ولم يبقى امام البرلمان الا القول الصحيح لانقاذ العراق من مخلقات ثلاثة عشر عاما من الخراب والفساد ، ولحين ما يقوله البرلمان من تصويت على التشكيلة سيكون لنا لكل حادث حديث……..  

أحدث المقالات

أحدث المقالات