17 نوفمبر، 2024 7:35 م
Search
Close this search box.

قراءة فِي خطابات سليمٍ الجبوري قراءة فِي خطابات سليمٍ الجبوري

قراءة فِي خطابات سليمٍ الجبوري قراءة فِي خطابات سليمٍ الجبوري

منذ ظهور شخصيَّة السيد سليم الجبوري، على الساحة السياسية بعد سقوط النظام البائد، نلاحظ أنه يتقمص شخصية، المفوّض العام للدفاع، عن الطائفة السُّنيَّة في العراق. دون التفريق بين المواطنين السُّنَّة، الذين يعيشون مع اخوانهم الشّيعة، وبين الارهابيين السُّنَّة أو المتطرفين السُّنَّة، الذين أَوغلوا في الاجرام، و بات وجودهم ضمن المجتمع العراقي، أمراً مستحيلاً.

ولأجل تأكيد هذا النهج، فان السيد الجبوري يحرص على حضور المؤتمرات، التي تعقدها الجماعات السُّنيَّة المرتبطة بصورة و أخرى بالارهاب. فهذه المؤتمرات يشارك فيها، شخصيات مطلوبة للقضاء العراقي، و متورطة في اعمال ارهابية. و كان آخر هذه المؤتمرات مؤتمر (الملتقى التشاوري الثاني لمحافظات نينوى و صلاح الدّين و الأنبار).

الملاحظ في هذه المؤتمرات، ان من يصممها و يخطط لها و يديرها و ينفذها، اشخاصٌ بعيدون كل البعد، عن تمثيل الوسط السُّنّي المتعايش مع الوسط الشّيعي. وان حرص السيد الجبوري على حضور هذه المؤتمرات، ليبقى في دائرة الضوء، قريباً من القيادات السُّنيَّة المدعومة، من قبل دول الخليج. و يبدو ان الجنسية القطريّة التي حصل عليها السيد الجبوري، تفرض عليه استحقاقات البقاء، قريباً من قيادات الفنادق التي ترعاها دول الخليج، والتي لا تنفك عن التآمر على العراق حاضراً و مستقبلاً.

وكما اشرتُ في مقالات نشرتها سابقاً، ان السيد الجبوري يطرح دائماً نقاطاً تصبُّ في صالح المشروع الطائفي، و إِنّْ حاول افتعال استخدام العبارات، التي تدفع عنه هذه الشبهة، لكن يبقى السياق العام لوجهة النَّظر، التي يتبناها

السيد الجبوري، تشير بوصلتها بوضوح، بأنها تنسجم مع التوجهات الطائفيّة عموماً.

السيد الجبوري قد اغفل الاهتمام بالوسط السُّنّي المعتدل، الذي يمثل أَكثريّة الطائفة السُّنيَّة، بالرغم من خاصرته الضعيفة في الوجود السُّنّي، بسبب رفضه الانحدار في مستنقع الارهاب و العنف.

كما ان السيد الجبوري اهمل من حساباته، الجمهور الذي تأذّى من ممارسات الارهابيين السُّنَّة، فلم يقترب منهم بالشكل الكافي، و اكتفى بالتواصل معهم بشكل روتيني بارد، كما تواصل معهم غيره من المسؤولين الحكوميين السُّنَّة.

لقد طرح السيد الجبوري في خطابة بمؤتمر الملتقى التشاوري الثاني، الذي انعقد بتاريخ 10/1/2016 في اربيل، عدة نقاط، لا تختلف في جوهرها عما طرحه في مؤتمرات سابقة. و سأدرج أَهمَّها في النقاط التالية، و اضعها بين قوسين، وسأضمّن تعليقي بعدها:

1. (حيث يجتمع أهل الرأي و المشورة من أهل الميدان معاً فهذا يعني ان المشكلة قد اصبحت في اطارخطتنا العملية).

لم نسمع في المؤتمر، أيّة كلمة لممثل (أهل الميدان)، الذين يقاتلون داعش في محور صلاح الدين و الانبار و ديالى.

2. (اننا نملك رؤية فما انجزتموه في المرحلة السابقة يستحق التقدير).

لا ادري ماذا انجزت قيادات الفنادق، في المرحلة السابقة، غير التآمر على العراق وشعبه ومستقبله.

3. (الاعتزاز بكردستان التي احتضنت و استضافت جزءاً من شعب العراق و هي تستضيف قادة و حكومات هذا الشعب في رحاب أربيل).

لعمري كيف يتجرأ ممثل كل العراقيين، رئيس البرلمان العراقي، الاشادة بكردستان و (المقصود حكومة كردستان). و هذه الحكومة

تتآمر على الشعب العراقي، بإيواء المطلوبين للقضاء العراقي، و تحاول تدمير اقتصاده وسيادته و أمنه و من ثمّ تقسيمه.

4. (لقد اثبتم بالدليل العملي الواضح انكم قادرون على تحرير أرضكم و مواجهة عدوكم).

هل قيادات الفنادق و سكنة اربيل، هي التي حررت الارض، وخاضت المعارك جنباً الى جنب مع القوات المسلحة العراقية والحشد الشعبي لتحرير الاراضي من داعش؟.

5. (و أهل نينوى مستعدون لمؤازرة القوات المُحرِرَة وهم ينتظرون ساعة الصفر كي يندمجوا في هذا الجهد و يؤازروه).

أقول للسيد الجبوري المحترم: ان من بقى في نينوى بعد احتلالها ولم يرحل عنها، هم أعوان وأذناب داعش، والمتعاونين مع داعش. وهم انفسهم من آزر داعش، وهاجم القوات العراقية، قبل سقوط الموصل، ولم يقاتلوا داعش دفاعاً عن أرضهم.

6. (وقد رأيتم كيف كلفتنا الخلافات أثماناً باهضة و خسرنا بسببها جهداً ووقتاً و مالاً كبيراً وكل ذلك صبَّ بصورة وأخرى بمصلحة أعداء الدولة و الارهابيين).

نعم لقد صدق السيد الجبوري في هذه النقطة، فقد تسبب رعاة الارهاب، بتدمير العراق على مستوى الارواح، و الاقتصاد و البنى التحتية، و أوقفوا عجلة تقدم العراق بشكل كامل.

7. (لقد آن الأوان للخروج من نفق الأزمة عبر بوابة المصالحة الوطنية الشاملة التي دعونا لها ولازلنا).

أقول: انه المطلب الذي يأتي منسجماً، مع تطلعات المجرمين والارهابيين. فمشروع المصالحة سراب لا يعتمد على أية ضوابط، تضمن حقوق الضحايا و المظلومين سابقاً و لاحقاً. بل هو مشروع يسعى لضمان عدم محاسبة الارهابيين و البعثيين المجرمين.

إِنَّ التشابه التّام في خطابات المسؤولين السُّنّة، لا يخدمهم بالمرّة، فهم يحتاجون لخطاب وطني معتدل واضح، يضع النقاط على الحروف، و يعالج الواقع و المواقف بشكل جدّي. فالسُّني كأخيه الشّيعي لمّْ يعُد يهتم بالخطب و المواعظ و الوعود. وانما ينتظر المُنقذّ الذي يعيد اللحمة الوطنية العراقية، الى منابعها الأصليّة، و هذا المطلب لا يوفره للسنّة و الشيعة، الأَعم الأَغلب من العاملين، في المجال السياسي في الوقت الحاضر. والله تعالى من وراء القصد.

أحدث المقالات