19 ديسمبر، 2024 4:23 ص

قراءة في نصوص الزمان

قراءة في نصوص الزمان

وقفة مع قصيدة (النوافذ ليلاً 00أشباح ) للشاعر علي الطائي (الأنا والآخر عبر افتراضية لغة المحكي)
تطرح قصيدة (النوافذ ليلا 00اشباح) للشاعرعلي الطائي والمنشورة من على صفحات(الف ياء) الغراء / صحيفة الزمان/ العدد 3121 / الثلاثاء من شوال 1429 /2008 ,على القراءة النقدية اسئلة اساسية تتصل بالافق الحداثي للكتابة الشعرية الوجودية ,وذلك بحكم تشخيصها لحساسية تجريبية تمس مكونات الحكاية الوجودية المفترضة ضمن حدود اشكالية تموضعات صورة (الانا /الاخر) بالشكل التا لي :

1-الانفلات من سلطة التقتيرالخطابي لصالح وفرة مادة حكائية تنهض على معمار الومضة الشعرية الكبيرة والموسعة لعالم النص وقدرة التأويل.

2-تجاوزالسرد التعاقبي الشعري القائم اساسا على جدلية تسلسل الافعال المحكية , لفائدة واتمام سرد مخالف لتداخلية منطق اليقين الاخباري ولكسر دلائل استيهامات الذات الواصفة لتقييمات صورالزمن المنعكسة داخل لسان الحال الحاضر0

3-تشخيص العلاقات الملتبسة بين المعيش والمتخيل وكذا بين المحكي والمكتوب ,وذلك في افق تشيد وعي يغدو الواقع الكتابي من خلاله اعادة انتاج وتأويل0

4-طرح مشروع (الافق المتخيل) كلعب, من حيث اضفاءه البعد التجريبي على النص , عبرتجاوزالايهام بالواقع احيانا في سياق منح حرية نسبية للمحكي الخواطري ,ومن ثم اعتماد الكتابة المقطعية القائمة على تجريبية البناء ,حيث تتعدد اللوحات السردية ,وتصدربمقتبسات , تغدو بمثابة مرايا ينعكس عليها المقطع الشعري وذلك في افق تحقيق نوع من الصفاء الجمالي للفعل الحكائي والمحكي0

5-تجاوزالجمالية التجريبية الكلية ,لصالح جمالية النص المنسب ضمن استثمار النص الحكائي ذات الحبكة المتكررة والمنقطعة ,لتتحول سيرورة السرد الشعري الى فضاء متعدد اللغات والاصوات والخطابات حيث يشي بالنتيجة القصوة الى نوع ما من جدلية حركية الاشياء والعلاقات ,ومن ثم فأن قصيدة (النوافذليلا00اشباح) لاتتوسل من اجل ايصال ملفوظها الخطابي السردي ,بلغة واحدة وحيدة, بل بلغات متعددة ومتنوعة :-

ليس لتوقعاتي

قدرةالعصا السحرية

بل احدها في معظم الاوقات

باردة

كاصطحابي لامراة لم احبها

يوما00

هكذايتم توظيف (لغة المحكي) وفق منظوريسعى الى تقريب (افتراضية المكتوب) عبراشارية التفصيح ,هذا الذي يستعيد خصوصية (الانا/الاخر) ويوسلبها وفق الاجراءات السردية المقطعية التي تمنح لها مسوغاتها التخيلية والوهمية 0وبذلك يسهم هذا المظهر التركيبي للغة في صياغة طرائق سردية تراهن على علائق التشخيص الافتراضي اللغوي با لتشكلات الاسلوبية المحددةبكلام الموصوف المحكي :-

مادامت الشمس لم تطرد

الصباح ولا المساء

عن العمل حتى الان

وهي تعلم ان الصباح

يذهب بالبعض ولايعود بهم

والمساء يعرف اين اختفوا

تبقى الشموع وحدها

تكتب مرثية في غرفة الشاعر

مؤبنة الذين اختفوا00

ان الشاعر علي الطائي بهذه المقاطع من القصيدة,اقرب ما ان يحاول تشخيص الكلام المفترض والدارج ضمن حالة خلق الايهام بواقعية السجل الملوفظي حيث يتقدم بالنص بطريقة خطية تارة ,وبتقاطع شكلي تارة اخرى0والى جانب هذه الوظيفة التناصية ,تسعى لغة المحكي الى تشخيص صلة (الانا /الاخر/صوت المحكي) بحيث تتحول الى علامات سلوكية ,وبالتالي الى عينة نسقية محددة الوثوق:-

او اي مكان اخر

يجمعني باخرين

لااتذكر اين يحد ث

ماساخبركم به بالضبط

هم اناس عابرون او في

الجوار

ولكن00

ما ان يروني احاصر الهدهد

حتى يبداوا بالتصفيق

ويفرالهدهد000

يتضمن هذا المقطع مجموعة من القرائن التوصيفية والعلاماتية والرهائن الرمزية البانية على اساس متتاليات حكائية وسردية الاصل والمنبع , تنفتح على التوازن الموضوعي- وليس التوازن المفهومي والبرهاني في وظيفية تطابقية مرجعية وحدة الاشياء – ان الشاعر الطائي هنا لربما لم يحافظ جيدا على فهم ادائية

ملفوظاته التعاريفية ,وذلك يتعلق بما هو(رمزي /استعاري/خرافي) بيداننا نلاحظ هذا ونلفيه على وجه التحديد في قول الشاعر:-

[ما ان يروني احاصر الهدهد /هم انا عابرون / ويفرالهدهد00)ان ترميز الشاعر للغة السلطة الرمزية داخل فسحات ومجالات من بنيات (شعور/ او / لاشعور) وفق سنن استعارية او هي اقرب ماتكون الى التنميطات (المرجعية الخرافية) -فمثلا-اختار لنا الشاعر الطائي (حكاية الهدهد) وهذه الحكاية كما هو معروف بأنها سياق رمزي كبير يتصل بمرجعية تأريخية عريقة ,غير اننا في الوقت نفسه وجدنا الشاعر الطائي يضمن هذه المرجعية الرمزية على اساس من استخدامه المقاربة الترميزية ,ولكن الشاعر مع الاسف لم يحسن استخدام توظيف هذه المرجعية الحكائية الا على ماجاء في سياق القصيدة من تهافت وتناقض في توظيف مسميات وتصانيف الاشياء0كما ولعل الشاعرالطائي بهذا قد احالنا الى جملة مفاهيم غير متجانسة من داخل عوالم قصيدة (النوافذ ليلا00اشباح) الا اننا وبهذه المداخلة البسيطة من لدن الشاعر العزيز علي الطائي لا يمكنها من ان تلغي مرجعية سيرة هذا الشاعر العراقي , لاسيما واننا لنا شرف الكتابة من اجل انتاج ملامح تجربة (النوافذ ليلا 00اشباح)والتي تميل الى تصنيف اللغة الشعرية داخل لغة تهيمن عليها حالات من تشخيصات (الانا والاخر عبر افتراضية لغة المحكي)0

أحدث المقالات

أحدث المقالات