بداية وقبل الدخول في الشيء الاساسي في هذا المقال وددت ان ابين نقطتين اساسيتين الاولى وهي ان احداث الانبار ازمة من الازمات التي تفتعلها الحكومة وخصوصا شخص دولة رئيس الوزراء وقد اعتاد الشعب على هذه الازمات وما تجر عليه من ويلات وهي ستنتهي وسيتم البحث عن غيرها والثانية وهي ان احداث الانبار لمتكن وليدة اللحظة وانما هي تداعيات لازمة عمرها اكثر من سنة وعليه فان الذي يريد ان يتخذ موقفا اتجاهها واتجاه ما يحدث في الانبار عليه ان يسترجع الاحداث من بداياتها ويحاول ربط الاسباب والنتائج ليصل الى كبد الحقيقة وأما ما يخص عنوان المقال وهو موقف السيد الصدر اتجاه الاحداث في الانبار فان ذلك يحتاج الى مقدمة وهي ان هناك ثلاثة اطراف في المشكلة وهم الحكومة واهل الانبار والمجاميع الارهابية التي اصطلح على تسميتها اخيرا بداعشفأما الحكومة فهي على مدى ثمانية سنوات قد بنت كل حكمهاعلى الخداع والمراوغة وتسقيط الخصوم ومحاولة ايجاد الذرائع وايواء الفاسدين والاعتماد الكلي على تأييدالسذج من عامة الناس والمنتفعين من السياسيين سواء من حزب السلطة او من بقية الجهات الحزبية لذك فلاينتظر من هذه الحكومة ان تقدم شيئا للشعب خالصا لله وتكون المنفعة الكلية لأبناء الشعب العراقي المظلوم واما الجهة الثانية في المعادلة وهم ابناء الانبار فهم مع كونهم ينتمون الى عشيرة واحدة تقريبا والى طائفةواحدة الا انهم ينقسمون الى عدة اقسام وهي :
1. ابناء عشائر اصلاء ينظرون الى المصلحة العليا للبلد ويراعون مايمر به البلد من تناحر طائفي ويقفون موقفا مشرفا اتجاه التصرفات الرعناء التي تصدر بحقهم فيكظمون الغيظ خدمة للدين والوطن .
2. قسم انجرف مع التيار الذي كان يتحكم في المدينة ابان الوجود الامريكي وكان له تعامل مع الاجناب الذين قدموا الى المدينة من خارج البلاد وقدموا لهم ما قدموا وهم معروفين من الجهتين من ابناء المحافظة والجهات الخارجية لذلك فهم ينطبق عليهم المثل الشعبي (مثل بلاع الموس) .
3. قسم تعرض للاعتقال من قبل الحكومة وللإذلال الذي تأباه كل نفس حرة ابية لذلك فهو يرى ان هذه الحكومة ظالمة ويجب مقاتلته .
4. قسم وبسبب الخلفية العقائدية والحقد والتناحر الذي كان يعمل عليه الملعون الهدام وزرع الفتنة بين ابناء البلد الواحدوابناء الدين الواحد لذلك فهو يرى ان هذه الحكومة من غير طائفةوهذا الجيش يعود لطائفة معينةوعليه يجب مقاتلتها .
5. قسم ينطبق عليه القول بانه بين نارين فالمجاميعالإرهابية ليس في قلبها رحمة وتقتل كل من يقف بوجهها اولايساندها فهو على اضطرار بالوقوف معها وضد الحكومة .
6. قسم سئم هذه الامور وسئم القتل والارهاب والتفجير وفقدان الامان ويريد ان يعيش كما يعيش بني البشر في العالم لذلك فهو من الممتحنين في مدينته وينتظر بفارغ الصبر الوقت الذي تعود فيه الامور الىسابق عهدها .
واما مايخص الجهة الثالثة والتي تسمى بداعش فهي ببساطة تسير بركب الدوائر الاستكبارية التي تعادي الدينوالمذهب تأسيساوتمويلا وتخطيطا وهي نتاج للحرب المعلنة على سوريا والتي يقودها اعداء الاسلام الذين عملوا على تجميع الارهابين من كل دول العالم بحجة الجهاد ونصرة الدين وابناء السنة والقوا بهم في محرقة سوريا وبسبب ما آلت اليه الاحداث وقرب عقد مؤتمر جنيف 2 وظهور بوادر انفراج تلوح في الافق فلابد من اخراج ضحية يتم القاءكل التهم عليها وماحدث من قتل وتفجير وحرق وانتهاك للحرمات فكان مايسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام وتماماً كما كان يعرض في الافلام المصرية عندما تكتشف جريمة فيقوم التاجر الكبير والمجرم المعروف بتأجير مواطن بسيط مقابل حفنة من المال يقوم بالاعتراف بانه هو الذي فعل كذا وكذا لذلك كانت الاحداث الجارية في الانبار والتي سيكون الخاسر الاكبر فيها هم ابناء العراق من السنةوالشيعة على حد سواء وهذه الامور بجميعها كان قد التفت اليها السيد مقتدى الصدر باعتباره متابعا جيداً لما يمر به البلد من احداث ومنذ 2003 فكان موقفه الذي ينم عن عقلية واسعة تدرك خطورة المرحلة وخطورة الموقف الذي يتخذ لذلك نراه أتخذ موقفا حياديا فهو يؤيد الجيش العراقي في حربه ضد الارهابيين ويدعو الشرفاء من ابناء الانبار الى مساندة الجيش والوقوف بوجه المجاميع الارهابية وان ينظروا الى مصلحة البلد اولاوفي نفس الوقت يدعوهم لتثبيت الخروقات التي قد تقوم بها الجهات الامنية داعيا المنظمات الحقوقية العالمية القيام بواجبها وبذلك فوت الفرصة على المتصيدين بالماء العكر ان يجروا التيار وقيادته الى حرب ملعونة اساسها الاستهانة بالدم العراقي الطاهر .