18 ديسمبر، 2024 9:20 م

قراءة في مفردات موازنة وزارة الدفاع الامريكية، النوايا والاهداف..

قراءة في مفردات موازنة وزارة الدفاع الامريكية، النوايا والاهداف..

تحاول الولايات المتحدة الامريكية بجهد جهيد؛ مواصلة مساعيها العسكرية، الرامية الى تعزيز قدراتها العسكرية في الكم والنوع، لضمان تفوقها على المنافسيين الاخريين، الاتحاد الروسي وجمهورية الصين الشعبية؛ وهذا الجهد ليس مبعثه او اسبابه، هو المحافظة على حدودها الجغرافية من اعتداء مفترض، فهذا الامر لم ولن يحدث، لأسباب تتعلق بقوة الردع النووي الهائلة التى تمتلكها في الوقت الحاضر وانما السبب الاول والاخير؛ هو المحافظة على مناطق نفوذها في العالم بل وزيادة مساحة هذا النفوذ في المستقبل في ظل التنافس الحاد بينها وبين الاتحاد الروسي حاليا وبينها وبين الصين حاليا بدرجة قليلة ومستقبلا بدرجة كبيرة وستراتيجية، على مناطق نفوذ بعينها؛ في امريكا اللاتينية وفي بحر الصين الجنوبي والشرقي وفي افريقيا واسيا والشرق الاوسط. ان اي معاينة وفحص للموازنة الامريكية ومفرداتها، يقود وفي اهم ما يقود اليه؛ هوالتخطيط الامريكي،لضمان بسط وادامة السيطرة والهيمنة الامريكيةعلى مناطق نفوذها الحالية والتوسع لاحقا بفتح مناطق نفوذ جديدة، من خلال التأمر الاستخباراتي، الذي اتخذت منه في الفترة الاخيرة طريقا لتخيلق القلق الامني والاضطراب والفوضى في دول تتمتع حتى هذه اللحظة بالاستقلال والسيادة الكاملة على مصائر ومقدرات دولها وشعوبها، بأستخدام العقوبات الاقتصادية كطريق لصناعة رأي عام شعبي بالضد من حكومات البلد المستهدف، تحت الضغط الاقتصادي الذي ينتج بالضرورة او يوسع مساحة الفقر والحاجة. موازنة وزارة الدفاع الامريكية لعام 2020 البالغة 738 ملياربزيادة عن موازنة العام الحالي، البالغة 718مليار، بنسبة 5%. نلاحظ ان الانفاق غير الدفاعي لعام 2020 قد انخفض بنسبة 9% عن العام السابق اي العام الحالي، 2018مليار ؛ من597 مليارالى543مليار. أقر المبلغ المتبقي في موازنة 2020 والبالغ 174مليار دولار للحروب الخارجية وللعمليات خارج الحدود والى ما وراء البحار، موزعة؛ 5،71مليار للعمليات خارج الحدود وهنا يقصد المشرع الامريكي؛ العمليات الاستخبارتية والعملياتية ذات البعد الاستراتيجي، وهنا نفهم ومن خلال هذا المبلغ الضخم حجم التدخل الامريكي في دول العالم وهو بالتأكيد سلبي ومضر بالدول والشعوب التى تستهدف امريكيا وليس لمصلحة تلك الدول والشعوب كم يروج له امريكيا بأعلام رقمي وورقي واذرع بشرية (نوعية..)،و69حروب خارجية، هذه الحروب ليس دفاعا عن حق الشعوب في الحياة الحرة والكريمة كما يسوقها لنا الاعلام الامريكي بل في الاول ومنذ المبتدأ وحتى النهاية، هي حروب لسلب ارادة الشعوب لجهة قرارها المستقل والسيادة وبساليب ملتوية وخبيثة؛ تستخدم العلم والمعرفة والاحتراف، منصة أعلامية للوي اعناق الحقائق بطريقة احترافية، لكنها مع كل هذا الجهد لايمكن ان تؤثر على وعي الشعوب التى باتت على علم ودراية ومعرفة بمخطط الغول الامريكي، ربما تنجح جزئيا ولمرحلة محدودة جدا ولكنها سوف تفشل في نهاية المطاف وبالذات وفي ظل عالم صارت المعلومة فيه وما يصاحبها من رؤية وتحليل..؛ يكشف تلك اللعبة، مشاعة ومنتشرة بسرعة البرق في عصر الثورة المعلوماتية..ومن مفردات موازنة وزارة الدفاع الامريكية؛ تخصيص 30 مليار دولار للفضاء والفضاء الالكتروني( السيبراني) هذه المفردة الاخيرة في موازنة الدفاع الامريكية موجهة وبالدرجة الاولى الى الاتحاد الروسي وجمهورية الصين الشعبية. تعني وفي اساس منطلق ما تعني هو اقامة قوات عسكرية فضائية او تعزيز وزيادة كفاءة ما هو قائم فعليا في الوقت الحاضر. الهدف منه هو بقاء امريكا متفوقة على روسيا والصين في هذا المجال حتى تستمر في الريادة والتفوق، هذا من جهة ومن الجهة الثانية هو دفع روسيا دفعا الى سباق تسلح جديد وايضا الصين بدرجة اقل. ومن الطبيعي وكمحصلة يضاف الى 30مليار كنهج امريكي يدفع الى سباق تسلح ما ورد في الموازنة من مفردات انفة الذكر. الاتحاد الروسي يحاول جاهدا تجنب سباق التسلح هذا، لكنه وفي نهاية الامر سوف يجد نفسه مضطرا للدخول في سباق التسلح وبالذات في عسكرة الفضاء والحرب السيبرانية، للمحافظة على الحد اللازم للحد من التغول الامريكي في العالم وكبح جماح الولايات المتحدة في التاثير سلبا على مناطق او منطقة نفوذ الاتحاد الروسي وأخرى او اخريات يسعى الاتحاد الروسي لأيجاد موطيء قدم نفوذ له،فيها، في امريكا اللاتنية واسيا والمنطقة العربية.